مصر تخوض حرباً شرسة ضد «داعش»، إنما العجيب أنها ليست على خريطة التحالف الدولي للقضاء على «داعش»!
مصر تخوض حرباً شرسة ضد «داعش»، والعجيب أنها ليست على خريطة التحالف الدولي للقضاء على التنظيم! فأين المنطق والعقل والضمير من هذا التجاهل، وترك مصر تصارع وحدها؟.
لماذا التركيز على مطاردة التنظيم في العراق وسوريا والاهتمام يكاد ينعدم بمصر، ويقل بليبيا، وهي التي على الحدود الغربية لمصر التي تقع بين كماشتي «داعش» شرقاً وغرباً؟.
من الواضح جداً أن من يقف وراء «داعش» ينقل ثقله الآن إلى سيناء، هادفاً لفصلها عن مصر أمنياً تمهيداً لتقسيمها بعد العراق وسوريا، والإعلان الرسمي من التنظيم الإرهابي بأن سيناء ولاية تابعة للدولة الإسلامية المزعومة ومبايعة أبو بكر البغدادي، الذي تم عام 2014 كان البداية، إنما منذ بدأت طائرات التحالف الحرب على «داعش» لم يتجه أيٌّ منها إلى مواقعهم المعروفة في سيناء، بل منذ سقوط ليبيا في يد «داعش» منع عن جيشها السلاح وهي الجناح الغربي لمصر!!
إن لم تكن تلك حرباً يخوضها تنظيم داعش ضد مصر بإعلانه سيناء «ولاية إسلامية» فما الحرب إذن؟ إن لم يكن فصل سيناء عن مصر هدفاً فما الهدف إذن؟ إن لم ننصر مصر الآن فمتى ننصرها إذن؟ أين التحالف أم ننتظر حتى تقسم مصر؟
«داعش» تنشط في سيناء حتى قبل إعلان الولاية، إذ قامت «داعش» بعمليات عسكرية تم فيها تفجير خط أنبوب تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن، ثم محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري في الخامس من سبتمبر (أيلول) عام 2013، التي أسفرت عن وقوع إصابات كثيرة، بينها عدد من أفراد الشرطة، ومقتل 25 من مجندي الأمن المركزي في كمين نصبه لهم أفراد التنظيم في 19 أغسطس (آب) 2013، وهو ما عُرِف إعلامياً باسم «مذبحة رفح الثانية»، والهجوم بسيارة مفخخة على مديرية أمن جنوب سيناء في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2013، وكذلك تفجير مبنى المخابرات العسكرية في الإسماعيلية في 19 أكتوبر عام 2013 (المصدر البي بي سي العربية)، فأين كانت الحرب على الإرهاب؟ وأين كان التحالف؟.
أما بعد إعلان التنظيم سيناء ولاية من ولايات دولته المزعومة، فكثّف هجماته، إذ قام في أكتوبر 2014 باستهداف نقطة تفتيش للجيش في 29 يناير (كانون الثاني) 2015، واستهداف نادي وفندق القوات المسلحة ومقر الكتيبة 101 في العريش، واستراحة للضباط قرب قسم شرطة العريش ليلا، وقد قُتل في الهجوم 32 عسكرياً ومدنياً.
وفي 1 يونيو (حزيران) 2015، تبنى إطلاق صواريخ على مطار الجوزة الذي تستخدمه قوات حفظ السلام في سيناء. وفي 1 يوليو (تموز) 2015، شن التنظيم سلسلة هجمات منسقة واسعة النطاق على نقاط تفتيش للجيش المصري؛ ومركز شرطة الشيخ زويد قُتِل فيها 50 شرطياً على الأقل.
وفي 4 يوليو 2015، تبنى إطلاق 3 صواريخ على إسرائيل بالقرب من منطقة العقبة، وسُمع دوي صفارات الإنذار في منطقة أشكول الواقعة شمال النقب بالقرب من قطاع غزة. وفي 31 أكتوبر من العام نفسه، أعلن التنظيم مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء.
وفي مساء الأربعاء 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، نشرت مجلة دابق الإلكترونية صورة قالت إنها للقنبلة التي استخدمها التنظيم في تنفيذ عمليته وتفجير الطائرة. وأظهرت الصورة قنبلة بدائية الصنع قال التنظيم إنه استطاع تهريبها إلى الطائرة من مطار شرم الشيخ عبر ثغرة أمنية.
وفي 25 نوفمبر 2016، شنت «داعش» هجوماً على نقطة أمنية شمال سيناء أسفر عن مقتل 12 مجنداً من الجيش المصري.
الملاحظ هنا أن عام 2016 خفت فيه حدة العمليات ثم عادت للتصاعد منذ بداية هذا العام تزامناً مع طرد التنظيم من العراق وسوريا، ومن وضع «داعش» في العراق وسوريا ينقلهم إلى سيناء الآن، ومن قسّم العراق وسوريا يريد تقسيم مصر الآن.
وفي 9 يناير 2017، شنت «داعش» هجوماً على حاجز المطافي في حي المساعيد غرب مدينة العريش بشمال سيناء، ما أدى لمقتل 13 من الشرطة المصرية، وإصابة 10 آخرين. وفي 14 مايو (أيار) 2017، تسبب هجوم استهدف آلية عسكرية بمنطقة الجورة جنوب الشيخ زويد بمقتل عسكريين مصريين، بينهم مقدم وإصابة ثلاثة جنود.
وفي 5 يوليو 2017، قتل 3 جنود وجُرح 9 آخرون بانفجار عبوة ناسفة بآلية أمنية أثناء سيرها في مدينة العريش، ثم في7 يوليو 2017، قتل 23 من الجيش المصري، وأصيب 32 آخرون في هجمات بسيارات مفخخة لتنظيم داعش على الكتيبة 103 صاعقة، وتأكد مقتل قائد الكتيبة، وتبنت «ولاية سيناء» الهجوم، وزعمت أن عدد قتلى الجيش المصري لا يقل عن 60.
وفي 11 سبتمبر 2017، قتل 18 شرطياً في هجوم على قافلة أمنية بمدينة العريش شمال سيناء. وكان الهجوم بدأ بعبوات ناسفة استهدفت أربع عربات مدرعة، أعقبه هجوم بأسلحة آلية من المسلحين وتبادل إطلاق نار مع قوات الأمن بالطريق الدولي غرب العريش، كما قاموا بقطع الطريق لمنع عربات الإسعاف والمطافئ من الوصول لمكان الهجوم.
السؤال الآن هو: إن لم تكن تلك حرباً يخوضها تنظيم داعش ضد مصر بإعلانه سيناء «ولاية إسلامية»، فما الحرب إذن؟ إن لم يكن فصل سيناء عن مصر هدفاً فما الهدف إذن؟ إن لم ننصر مصر الآن فمتى ننصرها إذن؟ أين التحالف؟ أم ننتظر حتى تُقسَّم مصر؟!
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة