معارك سوريا والعراق.. بداية النهاية لسيطرة داعش
بوابة "العين" الإخبارية تستطلع آراء محللين عسكريين حول المعارك المستمرة ضد داعش في سوريا والعراق.
في غضون ساعات من انطلاق العملية العسكرية بمنطقتي الريحانة وعانة غربي الأنبار، أعلنت القوات العراقية تحرير الريحانة من أيدي تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة سير المعركة باتجاه المناطق الأخيرة بالأنبار التي فرض التنظيم المسلح سيطرته عليها منذ يونيو 2014.
ولم يكن تحرير الريحانة التقدم الوحيد الذي تم إحرازه ضد العناصر الإرهابية هذا الأسبوع، بل تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي من السيطرة على 80% من مساحة الرقة السورية، بالإضافة إلى استمرار العمليات العسكرية ضد عناصر داعش في دير الزور شرق سوريا.
المعارك المتزامنة ضد داعش استهدفت معاقله الرئيسية بسوريا والعراق، حيث تلقى داعش خلال 2017 هزائم فادحة بعد خسارته لقادة وعناصر من صفوفه وفقدان السيطرة على طرق الإمدادات الرئيسية بين الحدود السورية – العراقية.
واستطلعت بوابة "العين" الإخبارية آراء محللين عسكريين حول المعارك المستمرة ضد داعش في سوريا والعراق، وحجم الخسائر التي يتلقاها التنظيم منذ انطلاق معركة الموصل العراقية.
استمرار وتزامن المعارك
وبشأن وتيرة العمليات العسكرية، قال العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية إنه رغم ظهور مطامع إيرانية وتركية في المدن السورية والعراقية، إلا أن القوات المتحالفة ضد داعش تمكنت من إحراز نتائج جيدة بالمعارك٬ واصفا الهزائم الأخيرة التي لحقت بالتنظيم بالنتائج المنطقية الإيجابية، والمؤشرة على بداية النهاية لسيطرة التنظيم على الأرض.
ومنذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 شن التحالف الدولي حرباً منظمة ضد داعش بمدينة الموصل استمرت 9 أشهر متواصلة، وقبل إعلان الحكومة العراقية تحرير المدينة، انطلقت معركة الرقة في 6 من يونيو/ حزيران الماضي، وفسر اللواء "طلعت موسى" الخبير العسكري تزامن المعارك بالعراق وسوريا، لرغبة الدولتين في التغلب على داعش والأزمات السياسية.
وأضاف موسي: "رغم الاتفاقيات الدولية التي جمعت الدول الكبرى بشأن التهدئة العسكرية بسوريا، وإبرام اتفاق روسي – أمريكي مع أطراف النزاع حول تحديد مناطق خفض التصعيد في 4 مايو/ أيار الماضي٬ إلا أن هناك بعض الدول تسعى لزعزعة استقرار سوريا بدعم التنظيمات بالسلاح والمال والمساعدات الطبية والغذائية".
واعتبر الخبير العسكري أن هذه التحديات دفعت جيش النظام وقوات سوريا الديمقراطية إلى إدارة عمليتين عسكريتين في نفس الوقت بدير الزور، تحجيما لتمدد داعش داخل المدن الحدودية.
كما أشار موسى إلى أن تقدم القوات العراقية في الموصل وتلعفر خلال الفترة الماضية، وإطلاق معركة الأنبار حاليًا، هدفها إتمام عملية تطويق المدن وتطهير الأطراف الحدودية من الإرهابين، خاصة مع تصاعد الخلاف بشأن إقامة استفتاء استقلال كردستان قبل نهاية الحرب على داعش.
السر في الهزائم
وأرجع العميد خالد عكاشة أسباب التقدم الملحوظ في الرقة ودير الزور، واسترداد الريحانة وتلعفر والموصل في أقل من عام، إلى الإرادة الدولية المكونة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا للحرب على داعش، بالإضافة لنشر خبراء عسكريين لمراجعة الخطط مع القوات العراقية ما مكنهم من التوغل داخل معاقل الإرهابيين.
آلية استراتيجية والمواجهة الحاسمة وتكتيك وتنسيق بالمواجهات.. كانت هذه العناصر هي السر وراء نتائج المعارك بسوريا والعراق، بحسب تحليل الخبيرين العسكريين اللذين أكدا على تزايد فرص حسم معركتي الرقة ودير الزور على غرار الموصل وتلعفر قبل نهاية العام الحالي.
كما أعتبر عكاشة أن التنسيق الأمريكي الروسي في سوريا كان دافعا رئيسيا لحسم المعارك سريعًا، وقامت الولايات المتحدة بدعم قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد داعش بالأجزاء الشمالية الشرقية السورية، كما كان الدعم الروسي لجيش النظام السوري عاملا رئيسيا في مكافحة الإرهاب، ما أدى لتوحيد الرؤي بين الأطراف بسوريا في الحرب ضد داعش.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على 80% من الرقة، واستمرار عملية الملاحقة للعناصر المسلحة في وسط وشمال المدينة، حيث لم يتبق سوى 400 داعشي داخل الأزقة، موضحة أن التنظيم بدأ يتراجع بشكل ملحوظ بعد مقتل المئات خلال الأسابيع الماضية.
وعقب إطلاق عملية " وثبة الأسد" بدير الزور، نجح جيش النظام في السيطرة على 90% من المدينة، وفي المقابل توغلت قوات سوريا الديمقراطية داخل المنطقة الصناعية شرقًا، واستمرت حركات قوات جيش النظام بتأمين طريق مطار دير الزور العسكري والسيطرة على ضاحية الجفرة الحيوية، بالإضافة لتدمير آخر ثكنات عسكرية لداعش بدير الزور.
وبعد يومين من استعادة منطقة عكاشات الواقعة جنوبي نهر الفرات غربي محافظة الأنيار، استكملت الحكومة العراقية تقدمها لتطير كامل للأنيار بعملية عسكرية في الريحانة وعانة، حيث تضم المنطقتين مركز لقيادة داعش وورش لتصنيع العبوات الناسفة ومعسكرات تدريب لعناصره المسلحة.
فصل جديد من التهديدات
"المسلحون يتبخرون".. بهذه العبارة وصف عكاشة انسحاب داعش الملحوظ في الشهرين الماضيين، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب تكتيك متبع من التنظيم المسلح تفاديًا لخسارة عناصره وأسلحته بالمعارك، خاصة مع مقتل أكثر من 16 آلاف داعشي بمعركة الموصل.
وحذر عكاشة من محاولات داعش البائسة بتنفيذ عمليات انتحارية بالمناطق المحررة أو محاولة التسلل بين المدنيين، مؤكدًا عدم وجود خطة واضحة في الوقت الحالي لدى التنظيم.
وشدد موسى على ضرورة توجيه ضربات استباقية ضد داعش واتخاذ إجراءات مضادة ضد أي تشكيل لعصابات التنظيم الإرهابي من جديد، مؤكدًا أن التنسيق المباشر مع قوى التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية جزء من خطة معارك دير الزور والأنبار والرقة.
وفي الوقت نفسه اتفق الخبيران العسكريان على أن عام 2017 هو نهاية لـ "كابوس داعش " بعد خسارته مساحات هائلة من الأراضي السورية والعراقية التي سيطر عليها منذ أكثر من 3 سنوات.
aXA6IDMuMTQ1LjE2OS4xMjIg جزيرة ام اند امز