مذبحة الأقباط المصريين بليبيا.. 5 أعوام على وحشية داعش
ملابسات الحادث الإرهابي الذي ارتكب في الـ15 من فبراير 2015 تم التوصل إليها بعد نحو عامين
تمر اليوم السبت الذكرى الخامسة لواحدة من أبشع الجرائم الإرهابية التي ارتكبها تنظيم "داعش الإرهابي" خلال فترة سيطرته على بعض المناطق في ليبيا، بإعدامه لـ21 من المصريين الأقباط في 15 فبراير/شباط 2015.
الجريمة التي جرت ملابساتها على شواطئ مدينة سرت الليبية، وبثت عبر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي كانت مثالا للبشاعة التي هزت الضمير الإنساني العالمي بقوة ولا تزال آثارها باقية حتى اليوم تذكر العالم بوحشية الإرهاب والتطرف.
مقاطع الفيديو التي بثها التنظيم الإرهابي أظهرت عناصره الملثمين وهم يقومون بذبح الـ21 مصريا أمام الكاميرا بعد أن أجبروهم على ارتداء ملابس الإعدام برتقالية اللون، قبل أن يلقوا بجثثهم في مياه البحر.
وعلى الفور جاء الرد المصري بعد ساعات من بث الفيديو، بعقد اجتماع مجلس الدفاع لاتخاذ رد سريع ضد الحادث الإرهابي.
وأصدر الرئيس المصري قرارا للقوات الجوية بشن غارات ضد معسكرات أسلحة وذخيرة ومناطق تمركز تابعة لتنظيم داعش في ليبيا.
وعبر خطاب اتسمت لهجته بالحزم، أكد السيسي عدم التهاون في القصاص لشهداء مصر، معلنا الحداد 7 أيام على أرواحهم وتقديم جميع أشكال الدعم نحو أهالي الضحايا.
كما أرسل وزير الخارجية سامح شكري إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر دولي ضد الإرهاب، والتأكيد على أن كيان داعش الإرهابي يمثل خطرا يهدد جميع دول العالم وليس مصر فقط.
ملابسات الحادث الإرهابي الذي ارتكب في الـ 15 من فبراير/شباط 2015 تم التوصل إليها بعد نحو عامين، بعد التوصل إلى أحد عناصر التنظيم الذين كانوا شهودا على الجريمة المروعة.
وفي سبتمبر/أيلول 2019، أعلن رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي المكلف، الصديق الصور، القبض على منفذ ومصور واقعة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا، والتي جرت خلف فندق المهاري في سرت.
شهادة الداعشي، أوضحت أن أحد العناصر طلب منه تجهيز سيارة والتوجه بمعدات الحفر إلى منطقة السبعة بسرت الليبية المطلة على الشاطئ، وبعدها وصل عدد من الدواعش يرتدون زيا موحدا أسود اللون ونحو 21 آخرين تبين له أن هؤلاء الضحايا مسيحيون مصريون وتم اختطافهم في وقت سابق.
وأشارت رواية الداعشي إلى استخدامهم تقنيات حديثة في التصوير، ورفضهم لظهور مقاومة الضحايا للدواعش أثناء ارتكاب الجريمة، ما دفعهم لإيقاف التصوير عدة مرات وضربهم للضحايا ردا على محاولات الدفاع عن أنفسهم.
وبعد انتشار هذا الاعتراف، تمكنت السلطات الليبية من التوصل إلى مكان دفن الجثث، جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر، وانتشال الجثث وتسليمها إلى السلطات المصرية.
بينما نجحت الداخلية الليبية مؤخرا في تحديد موقع استشهاد المسيحيين المصريين، بعد تحرير الجيش الليبي لسرت ودخوله للمدينة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وحرص رئيس الشرطة الليبية على محو آثار الإرهاب التي ارتبطت بهذه المدينة، عبر إلقاء كلمة تحمل رسالة الأمن والسلام إلى العالم من سرت، وتؤكد زوال خطر داعش عن المدينة الليبية.