مستقبل غزة.. «خطة الجنرالات» الإسرائيلية تسابق «لجنة الإسناد» المصرية
بدا أن إسرائيل تسارع الخطى لفرض "خطة الجنرالات" على مستقبل قطاع غزة، في وقت تطرح مصر تشكيل "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة القطاع بعد الحرب.
تلك الخطوات تسعى إلى رسم شكل "اليوم التالي" في قطاع غزة، قبيل تولي إدارة أمريكية جديدة مهامها بعد الانتخابات المقررة بعد غد.
وفيما تسعى إسرائيل إلى فرض أمر واقع على الأرض من خلال تنفيذ جزء من خطة الجنرالات، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تدفع مصر باتجاه توافق فلسطيني على خطة لإدارة شؤون غزة عبر لجنة تُسمى "الإسناد المجتمعي"، لنزع الذرائع من إسرائيل لمواصلة حربها على غزة.
فصل جباليا عن غزة
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير تابعته "العين الإخبارية"، إلى أن الجيش الإسرائيلي "فصل جباليا عن مدينة غزة في هجومه الذي استمر أسابيع".
وقالت إن "القوات الإسرائيلية سيطرت على المنطقة وسمحت للمدنيين بالخروج من خلال ممرات مخصصة، حيث تمت مراقبتهم بتقنية التعرف على الوجه لمنع المسلحين من الهروب"، مضيفة: "حتى الآن تم القبض على حوالي 600 من المشتبه بانتمائهم لحركة حماس واحتجازهم للاستجواب من قبل قوات الأمن".
وأوضحت أن "القوات نفذت فعليًا جزءًا من خطة وضعها أعضاء رفيعو المستوى سابقون في الجيش لمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حماس وبالتالي تقويض حكمها"، في اشارة إلى "خطة الجنرالات".
وذكرت أنه "في الأسبوع الأول من الهجوم، حوصرت جباليا، بينما حث الجيش المدنيين على المغادرة ولكن بعد الضغط الأمريكي، سُمح للمساعدات مرة أخرى بالدخول مباشرة إلى أيدي حماس".
وتابعت: "اختار عشرات الآلاف من المدنيين المغادرة، ولكن الآلاف بقوا، وزاد الجيش الإسرائيلي من استخدام نيران المدفعية بعد أن تقلص خطر وقوع ضحايا من المدنيين".
وأضافت الصحيفة: "كانت جباليا تعتبر معقلاً لحماس في الجزء الشمالي من القطاع، وقد عاد العديد من المسلحين إلى هناك بعد أن سحب الجيش الإسرائيلي قواته في وقت سابق من هذا العام، وقالت القوات إنها وجدت مدخل المدينة مليئاً بالمتفجرات التي تسببت في وقوع إصابات، ولكنها قالت إن هذه المتفجرات أقل تطوراً من تلك المستخدمة في مناطق أخرى".
وأوضحت أنه "بعد أن درست حماس تحركات القوات، بدأت في تفخيخ الطوابق العليا من المباني، معتقدة أن الجنود يقصفون الطوابق السفلى فقط، قبل دخول المباني، لذا اختارت حماس استخدام المواد المتفجرة التي بحوزتها في تفخيخ المباني، وهو ما كان أكثر فاعلية من توجيهها إلى القوات التي كانت تتأهب للهجوم في الخارج".
ولفتت إلى أن "الجيش الاسرائيلي ينفذ فعليا على الأرض ما يسمى بخطة الجنرالات، حيث أنشأ محورا جديدا على عرض القطاع في الشمال يفصل جباليا ومحيطها عن مدينة غزة".
ما هي خطة الجنرالات؟
خطة الجنرالات قدمها، جنرالات سابقون محسوبون على اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الحكومة الإسرائيلية
وبادر إلى الخطة الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء (احتياط) غيورا آيلاند وحظيت بدعم واسع من قبل أقطاب اليمين المتطرف في إسرائيل.
وفقا للخطة، كما شرحها آيلاند، سيقوم الجيش الإسرائيلي بإجلاء أكثر من 250 ألف فلسطيني من سكان غزة من شمال قطاع غزة وتحويل المنطقة الشمالية بأكملها إلى منطقة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.
وبحسب الخطة، فإن المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (وسط قطاع غزة) بالكامل، أي مدينة غزة بكل أحيائها، سوف تصبح منطقة عسكرية مغلقة، حيث سيُطلب من جميع السكان، الذين يقدر الجيش عددهم بنحو 250 ألف نسمة، المغادرة على الفور.
وبعد أسبوع من منح السكان الفرصة للإخلاء، سيتم فرض حصار عسكري كامل على المنطقة، مما يترك للمسلحين في مدينة غزة خيار، الاستسلام أو الموت.
خطة مصرية لإدارة غزة
وعلى صعيد رسم سيناريوهات اليوم التالي في غزة، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة اليوم، في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة.
وقال السفير الفلسطيني لدى مصر دياب اللوح، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن عباس والسيسي سيعقدان لقاء ثنائيا لتبادل الرأي وتعزيز التعاون المشترك و التشاور حول جميع التطورات الجارية في فلسطين والإقليم والعالم.
وأكد أن على رأس أولويات اللقاء بحث سُبل إنجاح جهود مصر والشركاء الآخرين لوقف الحرب في غزة.
وتأتي زيارة عباس إلى مصر في أعقاب إعلان القاهرة انطلاق اجتماعات بين حركتي فتح وحماس سعيا لتحقيق الوحدة الفلسطينية وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، و "إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة".
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA==
جزيرة ام اند امز