خبراء: مصر قدمت نموذجا عالميا في القضاء على "فيروس سي"
خبراء أكدوا أن التجربة المصرية في القضاء على المرض، والتحول من الدولة الأولى في انتشاره، إلى خلوها تماما، أصبحت مرجعية عالمية.
فيما اعتبره مراقبون تغييراً حقيقياً في الخريطة الصحية العالمية، باتت مصر مقبلة على موعد مع حدث عالمي، إذ أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي أنه سيتم إعلان خلو مصر من مرض الالتهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي"، بحلول شهر مايو/أيار.
وقال خبراء معنيون، لـ"العين الإخبارية"، إن التجربة المصرية في القضاء على المرض، والتحول من الدولة الأولى عالمياً في انتشاره، إلى خلوها تماماً، "أصبحت مرجعية عالمية يحتذى بها حالياً"، معددين مكاسب هذا الإعلان المنتظر، ومن بينها "زيادة نسبة العمالة المصرية بالخارج".
ويصف مسؤولون مصريون انتشار التهاب الكبد "سي" بأنه أحد أخطر التحديات الصحية في البلاد، مؤكدين أن القضاء عليه أولوية.
ووفقاً للبنك الدولي، فإن مصر التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة تقريباً، كانت تمتلك أعلى معدل من الإصابات بفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" في العالم، ويعاني منه 4.4% من سكان مصر البالغين، بحسب مسح عشوائي.
ويتسبب المرض في وفاة 40 ألف مصري سنوياً، ما يجعله ثالث سبب رئيسي للوفاة بعد مرض القلب والأمراض الدماغية الوعائية.
غير أن الحملة القومية، التي أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في سبتمبر/أيلول 2018، وشملت أضخم مسح طبي في العالم، للكشف عن الفيروس، وتوفير علاج له، ساهمت في القضاء على المرض الخطير.
وجرى فحص ما يقرب من 60 مليون مواطن في أقل من عام، فضلاً عن صرف العلاج بالمجان من خلال مراكز علاج حكومية على مستوى الجمهورية، لمن تم اكتشاف إصابتهم بالفيروس.
وجاء إعلان المتحدث الرئاسي، الأحد، ضمن تصريحات تلفزيونية حول منظومة التأمين الصحي الشامل، التي تسعى الحكومة المصرية إلى تطبيقها.
وترى إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب المصري، أن إعلان خلو مصر من المرض هو إعجاز حقيقي، ونموذج عالمي يحتذى به، مشيرة لـ"العين الإخبارية" إلى أن "الفضل في هذا النجاح، يعود إلى الاهتمام الرئاسي بالقضاء على المرض، واعتباره أولوية قومية، وهو أمر غير مسبوق".
ونوهت النائبة المصرية بأهمية المحافظة على هذا التقدم الذي يغير خريطة مصر الصحية، عبر "المتابعة المستمرة وحملات الكشف المبكر والتوعية، حتى لا نعود لهذه المرحلة من جديد، وهو ما تدركه المنظومة الصحية في مصر".
بدورها، قالت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة والسكان سابقاً، لـ"العين الإخبارية" إن نجاح الحملة المصرية هو نتاج منظومة عمل ومجهود كبير على مدار سنوات، بدأ بخطة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات، تلقت دعما رئاسيا قويا، وتعاون من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية، نتج عنه هذا النجاح.
وأشارت "شوقي"، وهي أستاذ الصحة العامة بكلية طب جامعة القاهرة، إلى أن الخطة المصرية والتي ضمت المسح الشامل والعلاج المجاني للمرضى، أصبحت تشكل نموذجا للريادة، ومرجعية عالمية للقضاء على الفيروس، ليس في أفريقيا والدول النامية فقط، بل في دول أوروبية.
وعددت "شوقي" مكاسب مصر من هذا النجاح، ومنها زيادة نسبة العمالة المصرية الخارجية، بعد أن يتم إزالة "وصمة الإصابة بالمرض"، إذا كانت كثير من الدول تشترط على العمالة المصرية الحصول على شهادة الخلو من الفيروس أولاً، كي يتم استقطابهم، نظراً لانتشار المرض بمصر.
وضمن المكاسب، بحسب خبيرة الصحة العامة، عودة نشاط الصحة العلاجية في مصر، حيث أصبحت هدفاً للكثير من المرضى بالعالم للعلاج، وكذلك سفر أطباء مصريين في بعثات لأفريقيا لتقديم خبراتهم في المجال.
وطالبت "شوقي" بالعمل على متابعة المرض أولاً بأول، وكذلك استمرار حملات القضاء على الأمراض الأخرى للاستفادة من هذا النجاح، وهو ما بدأ بالفعل في عدد من الأمراض كحملة القضاء على سرطان الثدي، والسمنة وأمراض العيون وغيرها.
aXA6IDMuMTM5LjEwNy4yNDEg جزيرة ام اند امز