فيروس شلل الأطفال.. استهداف مباشر لخلايا البشر
100 عام مضت منذ عزل الفيروس المسبب لشلل الأطفال، تعرفوا أكثر على بنية الفيروس وسبب إصابته للبشر دون سواهم.
لا راحة قبل القضاء على آخر فيروس مسبب لشلل الأطفال، فطفل واحد مصاب بالعدوى يعني أن جميع أطفال العالم معرضون للإصابة، هذا ما تؤكده منظمة الصحة العالمية خلال حملاتها للقضاء على المرض.
وأثمرت تك الحملات عن انخفاض حالات الإصابة بالفيروس حول العالم بمعدل 99% منذ عام 1988، لكن ما زالت الجهود الدولية لمكافحة شلل الأطفال مستمرة بحملات حثيثة للتطعيم والتوعية ضده.
الفيروس المسبب
100 عام مضت منذ عزل الفيروس المسبب لشلل الأطفال على يد كل من كارل لاندستاينر وإروين بوبر، وهو فيروس معوي من فصيلة الفيروسات البيكورناوية، ويسمى ”الفيروسة السنجابية“ تشبه تركيبته تركيبة بقية الفيروسات المعوية فيروسات كوكساكي وإيكوفيروس والفيروسات الأنفية، ومن المتوقع أنه تطور من سلالة فيروس كوكساكي من خلال طفرة في القشرة البروتينية للفيروس جعلته قادراً على إصابة الأنسجة العصبية.
مستقبِل الفيروس
يرتبط الفيروس ببروتين سكري يسمى CD155 ويعرف أيضاً بـ"مستقبل فيروس شلل الأطفال" إذ يضم عدداً من المجالات أحدها D1 الذي يحتوي على موقع ربط فيروس شلل الأطفال بالخلية، ويسبب تفاعل الفيروس مع المستقبل لتغيير لا رجعة فيه في بنية الخلية المصابة.
يوجد CD155، أو مستقبل فيروس شلل الأطفال، على غشاء الخلايا البشرية وخلايا قردة العالم القديم والرئيسيات العليا فقط، ما يحصر خطره بشكل أساسي على حياة البشر، لكن ما زالت الآليات التي يدخل فيها فيروس شلل الأطفال إلى الجهاز العصبي المركزي غير مفهومة بشكل جيد، إذ يوجد عدد من النظريات التي تتطلب مبدئيا وجود الفايروس بالدم لحدوث العدوى لم يتم البت فيها.
الانتشار
ينتقل فيروس شلل الأطفال بين شخص وآخر نتيجة طرحه مع براز أحد المصابين أو البلغم والمخاط، وينتشر من شخص لآخر عن طريق الفم، وذلك بتناول الطعام والشراب الملوث، ليتكاثر عقب ذلك في الجهاز الهضمي متغلباً على الوسط الحمضي في المعدة.
حضانة الفيروس وأعراضه
تبلغ مدة حضانة الفيروس بين 5 و35 يوماً لكن غالباً ما تظهر أعراضه بعد أسبوعين على الأكثر، وتشمل الأولية منها تصلب الرقبة والتقيؤ والحمى والتعب والصداع والشعور بألم في الأطراف، وقد تتطور بعد ذلك لتشمل الشلل العضال، ويتوفى 5-10% من المصابين بسبب توقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
يعتبر الأطفال دون الـ5 سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس شلل الأطفال، حتى اليوم لا يوجد علاج له، فحله الوحيد هو الوقاية بالحصول على التطعيم ضد الشلل ويعطى على دفعات متعددة لحماية الطفل من الإصابة بالمرض مدى الحياة.
aXA6IDMuMTUuMTQzLjE4IA== جزيرة ام اند امز