الحيوانات والطيور.. سر قوة الفراعنة في الحياة والممات
المصري القديم يحرص على رسم الفهد داخل المقابر والتوابيت، كونه يرمز للقوة والعزم، ما يمنح المتوفي القوة اللازمة في الحياة الأخرى
عُرفت الحضارة المصرية القديمة بتقديسها للحيوانات والطيور، وجسدت الإلهة المصرية في هيئة حيوانات وتزينت المقابر والمعابد بالرسوم والنقوش التي ترمز للطيور والحيوانات.
ومؤخرا، نشر باحثون في علوم الآثار، صورة لمعالجة رقمية تظهر بقايا رسم وجه فهد نقش في إحدى المقابر الفرعونية بمدينة أسوان جنوبي مصر.
وكشف موقع "لايف سيناس" العلمي، أن بقايا الرسم عثر عليها داخل تابوت حجري، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، وكان رسم رأس الفهد تحاذي رأس المومياء داخل التابوت.
وحرص المصري القديم على رسم الفهد داخل المقابر والتوابيت، كونه يرمز للقوة والعزم، ما يمنح المتوفي القوة اللازمة في الحياة الأخرى ويحمي غرفة الملك والأماكن المقدسة من الحيوانات السامة، بحسب العقيدة الفرعونية.
وتجسدت "مافدت" إحدى الإلهة المصرية على هيئة فهد، فما سر قصة الحيوانات والطيور في الحضارة الفرعونية؟
اهتم المصري بالطيور والحيوانات في حياته اليومية وفي العالم الآخر، بتجسيد الآلهة على هيئتها وتحنيطها ودفنها بالقرب من مقابر الملوك.
وبرمز الصقر إلى الإله حورس، وتجسد على هيئة رجل برأس صقر ووجد على جدران المعابد والمقابر، وعرف بالإله الواقعي عند الفراعنة.
كما قدس المصري القديم طائر أبومنجل، وأصبح رمزا للمعرفة والكتابة، وتزينت نقوش أبومنجل على جدران أعمدة المعابد الفرعونية وداخل التوابيت الحجرية.
ورمزت الكوبرا إلى أرض مصر الخصبة من وادي النيل، ومثلت منطقة شمال مصر وعرفت الكوبرا بالإلهة "بودجيت"
وظل العقرب رمزا للإله رع، وعنصرا رئيسيا في الرسومات والنقوش الفرعونية على مدار مختلف العصور.
واشتهرت الإلهة "باستت" برمز القطة، التي قدسها الفراعنة وحرصوا على تحنيطها بأحجامها المختلفة داخل الجبانات المجاورة للمقابر.
وعلى هيئة الثور تم تجسيد الإله "أبيس" إله الخصوبة والقوة في مصر القديمة، وكان أيضا الضفدع رمزا للحياة الجديدة والخصوبة وارتبط بالإلهة "هاكت" وهي نفس الرمزية التي حملها الجعران جالب السعادة والحظ للمصريين، وتزايدت أهميته ومكانته لطبيعة دورة حياته التي تؤكد الاستمرارية.
وبداخل معبد الكرنك بالأقصر جنوبي مصر، تم بناء أكبر الجعارين بجوار البحيرة المقدسة، ليمثل قرص الشمس رع.
وداخل الجبانات الفرعونية عثر على نسور محنطة، والتي ترمز لجنوبي مصر، وحملت النسور دلالة الحماية، وكانت ملازمة للتاج الملكي للحاكم.
كما تواجد الإله "أنوبيس" داخل المقابر لحماية المتوفي أثناء الطقوس، وظهر على هيئة إنسان برأس "ابن آوي"، المعروف بـ"الكلب الحارس" المسؤول عن حماية أجساد الكهنة والملوك أثناء التحنيط والمحاسبة.