مصر وعام برئاسة الاتحاد الأفريقي.. مبادرات عمقت الحضور
أظهرت مصر خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي على مدار عام اهتماما لافتا على جميع المستويات بشؤون القارة
يسلم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى نظيره الجنوب أفريقي، خلال أعمال القمة الأفريقية العادية على مستوى الزعماء ورؤساء الدول والحكومات، في إثيوبيا يومي 9 و10 من فبراير/شباط الجاري.
- الاتحاد الأفريقي يخفض قوات "أميصوم" بالصومال
- انطلاق اجتماعات ممثلي الاتحاد الأفريقي تمهيدا لـ"قمة فبراير"
وعلى مدار العام، أظهرت القاهرة اهتماماً لافتاً على جميع المستويات بشؤون القارة، تمثلت في تنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات في جميع المجالات ناقشت أزمات القارة، كما عكست زيارات السيسي الخارجية، الأولوية التي نالتها قارة أفريقيا على أجندة الدبلوماسية المصرية.
وعمدت مصر إلى المشاركة بقوة في مقاعد هياكل الاتحاد ولجانه، من خلال الانتخابات التي ستجري بالتوازي مع انعقاد اجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الأفريقية يومي 5 و6 فبراير/شباط الجاري.
ووفق السفيرة نميرة نجم، المستشار القانوني للاتحاد، فإن القاهرة فازت بمقعد في مجلس الأمن والسلم الأفريقي (عشرة)، بالتزكية، نظرا لأنها المرشح الوحيد عن المنطقة الخمسة لشمال أفريقيا.
وأوضحت أن مصر فازت كذلك في مجلس الاتحاد الأفريقي الاستشاري لمكافحة الفساد عن منطقة شمال أفريقيا، بينما ستجري انتخابات بين مرشحي 10 دول لشغل 6 مقاعد في لجنة القانون الدولي، بينهم مرشح مصر محمد هلال.
وقال محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ"العين الإخبارية"، إن عاما واحدا لا يكفي لتنفيذ استراتيجية مصر وخططها بالتوجه نحو القارة.
وأكد: "النشاط المصري سيتواصل على الصعيد الدبلوماسي والتجاري والاجتماعي، لتنفيذ تلك الاستراتيجية".
وأشار إلى أنه "لا ينتظر أن يخفت الحضور المصري أفريقيًّا؛ إذ أن الحكومة المصرية وقعت العديد من الاتفاقيات لتنفيذ مشاريع داخل القارة، بينها مشاريع بنية تحتية وتبادل تجاري"
ولفت الدبلوماسي المصري إلى دور مصر ورئيسها في نقل هموم القارة الأفريقية والعمل على حلها، من خلال مؤتمرات عالمية على مدار العام
وأكد أن الرئاسة المصرية للاتحاد شكلت فرصة سانحة لقيادة قمم دولية-أفريقية، بدأت بمشاركة السيسي في مؤتمر ميونيخ للأمن، وقمة الحزام والطريق في بكين، وكذا قمة مجموعة العشرين باليابان، والقمة الروسية-الأفريقية، والقمة الألمانية-الأفريقية، وأخيرا القمة الأفريقية-البريطانية للاستثمار.
ونوه العربي بأن عودة مصر لأفريقيا بعد تراجع في الأعوام الماضي، كان لها مردود إيجابي على الجانبين، ومن المستبعد أن تتخلى مصر عن تلك السياسية.
من جهته، أكد طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان المصري، التزام بلاده بالتواصل وتوطيد علاقاتها مع دول القارة، بصرف النظر عن موقعها داخل الاتحاد، نظرا لاحترامها هويتها الأفريقية.
- السيسي: نسعى لتعميم مبادرة "100 مليون صحة" المصرية على دول أفريقيا
- مصر.. السيسي يطلق أعمال منتدى مكافحة الفساد في أفريقيا
واعتبر النائب البرلماني، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن عودة مصر إلى العمل بقوة داخل القارة هو أمر طبيعي ينبع من هويتها.
ولفت رضوان إلى تبني مصر كثيرا من المبادرات خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي، شكلت "لبنة أولى للتقدم والسلام والرخاء للقارة الأفريقية" وللتعاون المشترك في الأعوام المقبلة، على حد وصفه.
ونوه بالدور المصري البارز في وضع (الأجندة أفريقيا 2063)، والتي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وفق جدول زمني.
وأعطت القاهرة أولوية كبرى لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع الدول الأفريقية والشركاء الدوليين، بحسب رضوان، الذي أكد أن القارة تزخر بإمكانات هائلة يجب استغلالها وفق تعاون مشترك.
وعلى مدار العام شرعت الحكومة المصرية في اتخاذ حزمة إجراءات أتاحت معاملة تفضيلية لدول القارة، فضلا عن قرارات عززت التوجه المصري نحو أفريقيا، بينها مبادرة رئاسية لتدريب الشباب الأفريقي، ومبادرة علاج فيروس سي، فضلا عن منح دراسية.
وتعد رئاسة مصر، العام الماضي، هي الأولى للقاهرة منذ تأسيس الاتحاد عام 2002 بديلاً لمنظمة الوحدة الأفريقية، كما أنها جاءت عقب أزمة تعليق الاتحاد أنشطة مصر فيه، بعد تعطيل العمل بالدستور في يوليو/تموز عام 2013.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA=
جزيرة ام اند امز