أحمد سالم.. أول مذيع يطلق بث الإذاعة المصرية
13 فبراير/شباط يتوافق مع يوم انطلاق أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946، وفي مصر، بدأ البث الإذاعي في عشرينيات القرن الماضي.
أقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم 13 فبراير/شباط من كل عام، يوماً عالمياً للإذاعة، باعتبار الإذاعة وسيلة الإعلام الأقدم والأكثر وصولاً للجمهور في جميع أنحاء العالم.
وأعلن المؤتمر العام لليونسكو الـ36، هذا التاريخ للاحتفاء بالإذاعة وبدورها في تقديم خدمة التواصل في حالات الطوارئ والكوارث التي مرت بها الدول خلال مطلع القرن الـ20.
ويتوافق يوم 13 فبراير/شباط مع يوم انطلاق أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946، وفي مصر، بدأ البث الإذاعي في عشرينيات القرن الماضي، بينما يعد يوم 31 مايو/أيار 1934 هو البداية الفعلية للإذاعة المصرية بإطلاق 4 محطات إذاعية في البداية.
"هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية.. هنا القاهرة".. كانت هذه العبارة هي بداية لإطلاق الإذاعة المصرية، وبداية ظهور أول مذيع مصري وهو أحمد سالم، الذي عرفه وارتبط به الجمهور العربي والمصري عبر موجات الراديو.
وبصوت إذاعي قوي، أعلن أحمد سالم بداية البث في تمام الساعة الـ5 مساء الخميس 31 مايو/آيار 1934، مقدماً أول الفقرات "تلاوة للشيخ محمد رفعت".
وظل صوت سالم وعبارته الشهيرة "هنا القاهرة" مرتبطين في أذهان جمهور الإذاعة المصرية، ونجح سالم في حجز مكانه بالإذاعة، بعد توليه مسؤولية القسم العربي، إضافة لتقديم فقرات وبرامج وحفلات السهرة لكبار الفنانين وقتها.
وطموح سالم في الإذاعة والفن لم يتوقف عند حد معين، ففي عام 1935 أسس "استوديو مصر" مزوداً بأحدث المعدات السينمائية، بعد تلقيه دعماً من الاقتصادي المصري طلعت حرب وقتها.
وكما عبر أحمد سالم من بوابة التقديم الإذاعي، إلى بوابة الإنتاج الفني عبر إلى التمثيل، وقدم مع الفنانة المصرية راقية إبراهيم فيلم "أجنحة الصحراء" عام 1939، الذي منحه فرصة التمثيل أمام كبار الفنانين والمطربين أمثال يوسف وهبي، محمد عبدالوهاب، أنور وجدي وحسين صدقي.
وعلى مدار مشواره الفني، قدم الإذاعي أحمد سالم عشرات الأفلام كان أشهرها: "الماضي والمجهول" مع الفنانة المصرية ليلي مراد وقتها 1945، وكان فيلم "دموع الفرح" مع زوجته مديحة يسري هو الأخير الذي قدمه قبل وفاته.
ورغم انشغال سالم بالفن والإنتاج الفني، لكن صوته الإذاعي الذي ارتبط مع أول ساعات بث للإذاعة المصرية، ظل النقطة الفارقة في حياته الشخصية والعملية.
وكانت دراسة سالم بعيدة تماماً عن الفن، إذ درس في الثلاثينيات هندسة الطيران، وأصبح وقتها أوائل المصريين الذين عملوا في هذا المجال.
ورحل سالم عام 1949، عن عمر يناهز 39 عاماً، ورغم رحيله في سن صغير لكنه ترك بصمة له في كل مجال التحق به طوال حياته.