الإخوان والصيد «العكر» في ماء رفح.. شائعات تدحضها الحقائق
كسرطان خبيث يتغذى على الأزمات، دأب تنظيم الإخوان على العزف على وتر الشائعات للنيل من الدولة المصرية، منذ أن خلعته ثورة شعبية في 2013 من سدة الحكم.
التنظيم الذي تصنفه مصر إرهابيا، عاد عبر لجانه وأبواقه الإعلامية خلال الحرب على غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عبر ترديد شائعات تشكك من الدور المصري في الحرب.
إلا أن ما كان غريبا هو تبني التنظيم لروايات الإعلام الإسرائيلي عن القاهرة بشأن معبر رفح الحدودي وغزة بشكل عام، وأحدث شائعات الإخوان، ما روجوا له قبل يومين عبر اللجان الإلكترونية بشأن تولي مصر لمسؤوليات أمنية داخل القطاع.
غير أن مصدرا مصريا رفيع المستوى أكد، لقناة "القاهرة الإخبارية" المصرية، أنه "لا صحة شكلا وموضوعا لما تم تداوله بشأن تولي مصر أي مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة ومن أي نوع".
محللون أكدوا أن الحراك والدعم المصري لغزة والقضية الفلسطينية أربك حملات "خفافيش الظلام" وتجار الأزمات، الأمر الذي اضطرهم لإعادة تدوير أكاذيبهم.
فمنذ بدء الحرب، لا تتوقف جهود القاهرة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، والضغط لوأد مخطط التهجير القسري للفلسطينيين، إضافة إلى جهود الوساطة لوقف إطلاق النار.
محاولة للعودة للمشهد
وحول دوافع الإخوان من نشر الشائعات الواحدة تلو الأخرى للتشكيك في مصر ودورها في حرب غزة، قال الكاتب الصحفي والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، هشام النجار لـ"العين الإخبارية"، إن "الإخوان تركز على مصر منذ بداية الأزمة لا على إسرائيل".
وأضاف أن "الإخوان يهدفون لاستغلال الأحداث الجارية في غزة، للنيل من مصر وأيضا الدول العربية، والتحريض عليها وإثارة الفتن والفوضى فيها وصناعة ربيع عربي جديد تخترق من خلاله المشهد لتعيد إنتاج نفسها فيه من جديد".
واتضح جليا هذا الأمر، فيما حدث في الأردن وفي أسلوبهم في التعاطي مع مصر، وتبني عناصر الإخوان الروايات الإسرائيلية في كل ما يتعلق بالمعبر والحدود ورفح، وفقا للنجار.
واعتبر الخبير المصري أن "الإخوان مصابون بداء الحول الجهادي، فكما يزعم الإيرانيون أن الطريق إلى القدس يمر بكربلاء، فالإخوان تزعم أن الطريق إلى القدس يمر بالقاهرة وعمان وهي تصورات وخطط تفيد إسرائيل؛ لأنها من شأنها إذا خلقت واقعا على الأرض أن تثير التوترات بالدول العربية كما أنها موجهة للدول التي تقف بصرامة في مواجهة مخطط التهجير والوطن البديل ومعروف ما قاله بعض المسؤولين الاسرائيليين السابقين والحاليين عن الأردن وسيناء كوطن بديل للفلسطينيين".
وأكد النجار أنه "كما قوضت مصر المخطط الإخواني في السابق طوال العقد الماضي عندما كان يتم تنفيذه باستخدام الإرهاب لخلق واقع جديد على الأرض، وتهيئة الأوضاع جغرافيا وديمغرافيا؛ لتصفية القضية الفلسطينية عندما ألحقت مصر هزيمة بالأدوات، الآن تتصدى مصر للمخطط ذاته".
وأوضح أن :المخطط ينفذ بطريقة أخرى في حضور مكثف من الناحية الدعائية لجماعات اعتادت لعب الوكيل والأداة لتحقيق مكاسب لها على الأرض، ولو على حساب الأمن القومي المصري وثوابت القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية التاريخية".
استغلال الأزمات
بدوره، قال عمرو عبد المنعم، الكاتب والباحث في حركات الإسلام السياسي، لـ"العين الإخبارية"، إن "تنظيم الإخوان يحاول منذ بداية حرب غزة، دون جدوى، النيل من هيبة وسيادة الدولة المصرية، تارة بعدم دخول المساعدات للفلسطنيين، وتارة بعدم استقبال الجرحى والمصابين، أو بغلق معبر رفح".
واعتبر أن "ما يدعو للدهشة أن غلق معبر رفح دائما ما تتهم فيه مصر، ولا تتهم فيه إسرائيل على الإطلاق رغم أنها المتسبب في الأزمة ومن يغلق معبر رفح وهو الشريان الأساسي للقطاع".
وأوضح عبد المنعم أن "الإخوان يحاولون استغلال الأزمات دائما لتحقيق أهدافهم، ويتم استخدامها في الدعاية ضد مصر".
وأضاف أن "منصات التنظيم الإعلامية تعمل بشكل دائم على محاولة تقويض مصالح مصر، وترويج شائعات بشأن الأزمة الاقتصادية أو السياسية، لكنهم يفشلون، لانكشاف مخططاتهم".
شائعات لا تتوقف
وفي وقت سابق، سعى الإخوان إلى محاولة فاشلة لإدانة الحكومة المصرية، تجلت في تبني التنظيم للرواية الإسرائيلية التي اتهمت القاهرة في وقت سابق، بأنها "المسؤولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح"، وهي المزاعم التي نفتها مصر.