القمة العالمية لصناعة التعهيد.. مصر مركز للابتكار الرقمي
تهتم الدولة المصرية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باعتباره ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات.
وقد حققت مصر خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في هذا القطاع بفضل دعم الحكومة واستثمار طاقات الشباب، مما عزز مكانتها كمركز إقليمي للخدمات الرقمية والابتكار التكنولوجي.
وقال رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، إن اهتمام الدولة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والحرص على إتاحة المزيد من التيسيرات والمحفزات، بما يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات لهذا القطاع المهم، تعظيمًا لما نمتلك من مقومات وإمكانات والعناصر البشرية المدربة والمتخصصة في هذا القطاع الواعد.
وأوضح مدبولي، خلال فعاليات القمة العالمية لصناعة التعهيد، أن ما نجنيه اليوم من حصاد في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو نتاج لرؤية الدولة وجهودها خلال السنوات الماضية لتطوير هذا القطاع، وذلك باعتباره ركيزة أساسية من ركائز النمو الاقتصادي الحديث، وهو ما يأتي في ظل ما تتمتع به مصر الفتية من حجم سكانها من الشباب الذي يمثل نحو 60% من حجم السكان ويصل سنهم إلى أقل من 40 عاما.
وأشار إلى أن جزءا كبيرا من الخريجين من الجامعات المصرية سنوياً والذي يصل عددهم إلى أكثر من 750 ألف خريج، جزء كبير منهم يتجه للعمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبالتالي هو ما يتيح قوة بشرية كبيرة مكّنت الدولة من تحقيق العديد من الطفرات في هذا القطاع الواعد.
6 مليارات دولار
وتابع أن قطاع الاتصالات في مصر يزخر بالعديد من الإمكانات الواعدة، مؤكداً أنه يحتل أولوية أولي ضمن توجهات الدولة الاستثمارية، لافتا إلى أن أكثر من 6 مليارات دولار هو حجم الاستثمارات المباشرة في مجالات البنية الأساسية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأكمل خلال مشاركتي عام ٢٠٢٢ في مؤتمر التعهيد في هذا الوقت، والذي شهد توقيع ٢٩ شركة عالمية، التزمت وقتها بإضافة ٣٤ ألف فرصة عمل في مصر خلال ثلاث سنوات، مؤكداً أنه بالفعل، مع نهاية ٢٠٢٤، القطاع أضاف أكثر من ٦٠ ألف فرصة عمل جديدة من هذه التوقيعات، وهو ما يؤكد ريادة مصر في هذا القطاع، وقدرتها على جذب المزيد من الاستثمارات في هذا الصدد، ومدي نجاح الشباب المصري في إقناع الشركات العالمية بكفاءتهم وقدرتهم على العمل بهذا القطاع .
16 % سنوياً
ونوه إلى أهمية مراكز التعهيد، حيث إنها تسهم في تشغيل شباب متخصصين، قائلا:" هؤلاء الشباب يكونون بالفعل سفراء لمصر بمختلف أنحاء العالم"، وهو ما يسهم في زيادة الدخل القومي للدولة المصرية، لافتا إلى أن نمو قطاع الاتصالات يتراوح من 14% إلى 16% سنوياً، وهو ما يعادل تقريباً ثلاثة أضعاف معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي فإن هذا القطاع لديه القدرات التي تمكنه من التضاعف وأن يصبح رقماً محورياً من الاقتصاد المصري الذي يبلغ حالياً 6% من إجمالي الناتج المحلي، ولكن لدينا الطموح في أن يتضاعف خلال السنوات القليلة القادمة.
70 ألف فرصة عمل
بدورة، أكد وزير الاتصالات المصري الدكتور عمرو طلعت أن قمة هذا العام تشهد توسع 55 شركة عالمية ومحلية في أعمالها داخل مصر، بما يسهم في توفير أكثر من 70 ألف فرصة عمل جديدة خلال 3 أعوام، موضحًا أن هناك 39 شركة من هذه الشركات تقوم بتوسيع مراكزها القائمة في مصر، في دليل واضح على نجاح عملياتها وثقتها في قدرتها على التوسع، بينما تدخل 16 شركة أخرى السوق المصرية للمرة الأولى.
وشدد على أن مستقبل الخدمات الرقمية العالمية يبدأ من مصر، تقوده كفاءات رقمية شابة لتقديم قيمة مضافة وتميز للشركات من مصر إلى العالم.
تصدير الخدمات الرقمية
ومن جانبه أكد المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، أن تنظيم مصر للقمة العالمية لصناعة التعهيد يعكس مكانتها كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي وتصدير الخدمات الرقمية.
وأضاف كما يبرز حرص الهيئة على تعزيز التواصل مع كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات التكنولوجية ومراكز الخدمات العالمية، وتسليط الضوء على المزايا التنافسية لمصر وإمكاناتها وفرص نمو الأعمال، واستعراض قصص النجاح.
وأشار إلى أن مصر تحولت خلال السنوات القليلة الماضية من مجرد وجهة لتقديم الخدمات إلى شريك استراتيجي عالمي في مجالات التكنولوجيا والابتكار وخدمات القيمة المضافة، مدعومة بكفاءات شبابية متعددة اللغات وماهرة في تقديم مختلف خدمات التعهيد والخدمات الرقمية عالية المستوى، بما يشمل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وتصميم البرمجيات، وخدمات العملاء المتقدمة.
وأكد على أن الهيئة تمثل منظمة فريدة من نوعها على مستوى العالم في هذا المجال، بما تقدمه من سلسلة متكاملة من الخدمات للشركات لتعزيز نموها في مصر وتعظيم عوائد تصدير الخدمات الرقمية، بما يسهم في تعزيز نمو الاقتصاد القومي.