محمد المصري.. رحالة يروج لمعالم بلاده على دراجته
مبادرته لقت قبولا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي
الشاب المصري فكر أن يروج للسياحة في بلاده بطريقة غير اعتيادية، فقطع 175 كيلومتراً على دراجته، متجهاً إلى الصعيد، ليستكمل رحلته عبر مصر
لم يكن يتخيل محمد المصري أن تلقي مبادرته لاكتشاف معالم بلاده مستخدماً دراجته الهوائية، قبولاً واسعاً لدى قطاع واسع من الشباب المصري، غير أن الشاب العشريني الذي أنهى رحلته في نحو أسبوعين ما زال يستقبل رسائل تطالبه بإعادة التجربة بشكل جماعي.وعبر مسافة 175 كيلومتراً، استطاع محمد أن ينطلق برحلته من مقر إقامته بمدينة بسيون بمحافظة الغربية، ماراً بمحافظات القاهرة والجيزة والواحات البحرية ثم طريق الفرافرة ثم إلى الصعيد في أسيوط وسوهاح وقنا، قبل أن يصل محطته الأخيرة في الأقصر وأسوان والنوبة.
يقول المصري لـ"العين الإخبارية" إن "فكرة المبادرة روادته طيلة الشهور الماضية، ففكر أن ينفذها بشكل فردي حتى يثبت للجميع أن الأمر ليس بمستحيل وأن اكتشاف معالم البلاد من أماكن حيوية ومناطق أثرية أمر مقدم على السفر للخارج بهدف السياحة".
يتابع الشاب الذي يبلغ 26 عاماً: "أردت نقل صورة حية، وتصوير الأماكن الأثرية التي لا يعرفها الكثيرون، خاصة أني أعشق الترحال والسفر من مكان لمكان ومن مدينة إلى أخرى للاطلاع على عادات وتقاليد مختلفة وكذلك مشاهدة آثارنا العريقة التي تقدر بثلث آثار العالم".
ومن بين الأماكن التي زارها المصري جبل الإنجليز وحمامات الاستشفاء في الواحات البحرية، والصحراء البيضاء والسوداء، وكذلك جبل الكريستل قبل الفرافرة، فضلاً عن السد العالي وعدة متاحف مصرية.
ورغم أن المهنة الفعلية للمصري تبتعد عن السفر والسياحة، فهو يعمل نجار موبيليا (قطع أثاث)، لكنه يقول إن طموحه المهني مرتبط برحلاته داخل القاهرة حيث يرى أن الخطوة التالية ستكون تأليف كتاب يروي فيه قصة هذه الرحلات، وسيكون الأول من نوعه.
يحلم المصري بأن يجوب بلاد العالم بعد انتهاء مبادرته وتحقيق المرجو منها، فيقول: "أعشق الترحال وأتمنى أن يكون مجاله أوسع فيما بعد، خاصة أنها هوايتي التي أكسر بها روتين حياتي".
يروي المصري تفاعل الآخرين معه: بعض المجموعات تتصل بي وتبدي رغبتها في مقابلتي أثناء الطريق وأن يكون بصحبتي لمسافات طويلة، الأمر نفسه في أوساط أصدقائي ومعارفي وانتشر الأمر بصورة كبيرة لم أتخيلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يتابع رحلة المصري على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" نحو 4 آلاف شخص، فيما تفاعل نحو 3 ملايين شخص على الهاشتاق الذي صممه من أجل المبادرة وهو بعنوان "هنشوف بلدنا على العجلة".
يعلق على هذا المصري: "أقول للناس إن متعة اكتشاف المعالم الأثرية لبلادنا لا يضاهيها شيء، حتى إنني بدأت أفكر جدياً في تكرار التجربة رغم أي صعاب".
يصمت المصري الذي لا يحب الحديث عن تلك المصاعب برهة ثم يختم حديثه: "في أي رحلة توجد العديد من المخاطر سواء تتعلق بأمني الشخصي أو حتى توفر النقود، لكني لأني أحب ما أفعله وأصدقه أتغلب على كل هذا".