"إخراج المرتزقة".. الاستكشاف المصري التركي يصل إلى ليبيا
ورقة هامة يشكلها الملف الليبي على طاولة المباحثات الاستكشافية المصرية التركية، في ضوء تطورات متسارعة بالمنطقة.
واختتمت، الخميس بعد يومين من المداولات، المُباحثات الاستكشافية بين وفدي مصر وتركيا، المنعقدة في القاهرة، برئاسة نائب وزير الخارجية السفير حمدي سند لوزا، ونائب وزير خارجية تركيا سادات أونال.
مناقشات "صريحة ومعمقة" وفق بيان مصري تركي مشترك، تطرقت إلى القضايا الثنائية فضلاً عن عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط.
وسيقوم الجانبان بتقييم نتيجة هذه الجولة من المشاورات والاتفاق على الخطوات المقبلة.
محللون يتوقعون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن التقارب التركي لمصر سيحسم نقاط الخلاف بين البلدين في الملف الليبي، مؤكدين أن القاهرة لن تتنازل عن إخراج القوات التركية والمرتزقة السوريين الذين جلبتهم أنقرة لليبيا، كأساس لبدء حوار معها.
وأشاروا إلى أن تركيا أبدت رغبتها في التقارب مع مصر، وبعثت رسائل مبطنة في تصريحاتها بأنها مستعدة لتنفيذ طلبات القاهرة بشأن الملف الليبي، لتكون نواة لتطبيع العلاقات بين البلدين.
خالد الترجمان، المحلل السياسي الليبي، قال إن تداعيات إيجابية على الملف الليبي ستخلف نجاح محاولات التقارب التركي لمصر، مشيرًا إلى أن إصرار أنقرة على التواجد في الغرب الليبي كان محور نقاش بين الأجهزة الأمنية في مصر وتركيا، خاصة بعد ما أبدت الأخيرة رغبتها في تسوية الخلافات مع القاهرة.
ليبيا.. نقطة مهمة
وأوضح المحلل السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن ليبيا تظل نقطة هامة في الحوار المصري - التركي، خاصة في إطار الاهتمام الذي أبدته الدول الأوروبية والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الملف الليبي، آخرها ما صرح به مسؤول أمريكي أمام مجموعة السبع أمس، بضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وأشار الترجمان إلى أن التقارب بين البلدين ستكون له آثار إيجابية على الأزمة الليبية، خاصة أنه يرتبط بمواقف دولية تجاه تركيا وتغولها في ليبيا وإصرارها على البقاء.
ولفت إلى أن زيارة مسؤولين رفيعي المستوى إلى العاصمة الليبية طرابلس تبعث رسائل بأن التواجد التركي في ليبيا سيظل مستمرًا، وهو أمر مرفوض من كافة أطياف الشعب الليبي.
وأكد على أن الدور المصري في ليبيا حجم الأطماع التركية في النفط الليبي بعد الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في يونيو/حزيران الماضي، وجعل أنقرة تفكر عشرات المرات قبل أن تقترب منها، مشيرًا إلى أن الخطوات المصرية أفسحت المجال لحل سياسي في ليبيا.
إخراج المرتزقة
المحلل السياسي الليبي شدد أيضا على أن خروج القوات التركية من ليبيا وتفكيك قواعدها ستظل مسائل أساسية وهامة لمصر، لا يمكن بأي حال الدخول في مساومات حولها، وبالتالي فإما حسم قضية إخراج القوات التركية أو المرتزقة، أو لن يكون هناك تفاهمات بين البلدين.
من جانبه، قال الطاهر الطيب، المحلل السياسي الليبي، إن مصر تنتهج سياسة النفس الطويل دون التنازل عن الثوابت أو التفريط بها، وهو ما آتى أكله في ليبيا.
وأكد أن وجود حكومة وطنية في ليبيا تطالب وزيرة خارجيتها نجلاء المنقوش بشكل مستمر بخروج كل القوات الأجنبية عن أرض ليبيا، سيكون له تأثير قوي على طاولة المفاوضات المصرية – التركية، وستكون ورقة إضافية تستعملها الدبلوماسية المصرية، للضغط أكثر على الأتراك للخروج نهائيا من ليبيا.
وأشار إلى عاملين يجعلان مصر تتمسك بخروج الأتراك من ليبيا، وهما الأمن القومي المصري والعربي وأيضا مكانة مصر العربية كقيادة يعتمد عليها كل العرب وخاصة الجارة ليبيا للدفاع عن الثوابت الوطنية بها، متوقعًا آثارًا إيجابية لذلك التقارب على مسيرة تحرر القرار والتسيادة الليبيين.
aXA6IDMuMTI5LjI0Ny4yNTAg جزيرة ام اند امز