التقارب التركي لمصر.. هل يحسم أزمة ليبيا؟
تداعيات إيجابية تبشّر بإنهاء الأزمة الليبية وخروج المرتزقة من البلد الأفريقي، على خلفية محاولات تركية حثيثة للتقارب مع مصر خلال الفترة الأخيرة.
بعد قطيعة لثماني سنوات، تسعى تركيا للتقارب مع مصر وهو ما قد يحسم إحدى أبرز نقاط الخلاف بين البلدين في الأزمة الليبية، ففيما تسعى القاهرة لاستقرار جارتها خوفا من تداعيات الأزمة عليها، كانت وما زالت تحاول أنقرة نهب ثروات البلد الغني بالنفط.
نقاط الخلاف
محللون ليبيون استطلعت "العين الإخبارية"، آراءهم، كشفوا أن التقارب التركي لمصر، سيحسم نقاط الخلاف بين البلدين في الملف الليبي، مشيرين إلى أن القاهرة لن تتنازل عن إخراج القوات التركية والمرتزقة السوريين الذين جلبتهم أنقرة من ليبيا، كأساس لبدء حوار معها.
وأكد المحللون أن تركيا أبدت رغبتها في التقارب مع مصر، وبعثت رسائل مبطنة في تصريحاتها، بأنها مستعدة لتنفيذ طلبات القاهرة بشأن الملف الليبي، لتكون نواة لتطبيع العلاقات بين البلدين.
خالد الترجمان، المحلل السياسي الليبي، قال إن تداعيات إيجابية على الملف الليبي، سيخلفها نجاح محاولات التقارب التركي لمصر، مشيرًا إلى أن إصرار أنقرة على التواجد في الغرب الليبي كان محور نقاش بين الأجهزة الأمنية في مصر وتركيا، خاصة بعد ما أبدت الأخيرة رغبتها في تسوية الخلافات مع القاهرة.
ليبيا.. نقطة مهمة
وأوضح المحلل السياسي أن ليبيا تظل نقطة هامة في الحوار المصري - التركي، خاصة في إطار الاهتمام الذي أبدته الدول الأوروبية والأمم المتحدة وأمريكا بشأن الملف الليبي، آخرها ما صرح به مسؤول أمريكي أمام مجموعة السبع أمس، بضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وأشار الترجمان إلى أن التقارب بين البلدين ستكون له آثار إيجابية على القضية الليبية، وخاصة أنه يرتبط بمواقف دولية وخاصة تجاه تركيا وتغولها في ليبيا وإصرارها على البقاء.
ولفت إلى أن زيارة مسؤولين رفيعي المستوى إلى العاصمة الليبية طرابلس كانت تعطي رسائل بأن التواجد التركي في ليبيا سيظل مستمرًا، وهو أمر مرفوض من كافة أطياف الشعب الليبي.
وأكد على أن الدور المصري في ليبيا حجم الأطماع التركية في النفط الليبي بعد الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في يونيو/حزيران الماضي، وجعل أنقرة تفكر عشرات المرات قبل أن تقترب منها، مشيرًا إلى أن الخطوات المصرية أفسحت المجال لحل سياسي في ليبيا.
إخراج المرتزقة
وشدد المحلل السياسي الليبي على أن خروج القوات التركية من ليبيا وتفكيك قواعدها ستظل مسائل أساسية وهامة لمصر، لا يمكن بأي حال الدخول في مساومات حولها، وبالتالي إما حسم قضية إخراج القوات التركية أو المرتزقة، أو لن يكون هناك تفاهمات بين البلدين.
من جانبه، قال الطاهر الطيب، المحلل السياسي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مصر تنتهج سياسة النفس الطويل دون التنازل عن الثوابت أو التفريط بها، وهو ما آتى أكله في ليبيا.
ورقة إضافية
وأكد المحلل السياسي على أن وجود حكومة وطنية في ليبيا تطالب وزيرة خارجيتها نجلاء المنقوش بشكل مستمر بخروج كل القوات الأجنبية عن أرض ليبيا، سيكون له تأثير قوي على طاولة المفاوضات المصرية – التركية، وستكون ورقة إضافية تستعملها الدبلوماسية المصرية، للضغط أكثر على الأتراك للخروج نهائيا من ليبيا.
وأشار إلى عاملين يجعلان مصر تتمسك بخروج الأتراك من ليبيا، وهما الأمن القومي المصري والعربي وأيضا مكانة مصر العربية كقيادة يعتمد عليها كل العرب وخاصة الجارة ليبيا بالدفاع عن الثوابت الوطنية بها، متوقعًا آثارًا إيجابية لذلك التقارب على مسيرة تحرر القرار الليبي والسيادة الليبية.
انسحاب الأتراك
المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل، أكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مصر ستصر على انسحاب الأتراك من ليبيا، كون هذه الخطوة تحقق مصلحة استراتيجية أمنية لها، متوقعًا إذعان الجانب التركي لمطالب القاهرة لأن مصالحه في مصر أكبر وأهم.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن الأتراك سيحصلون من المصريين على التزامات بمنع الجيش من معاودة الحرب على طرابلس، ما يجعل وجود أنقرة المسلح في ليبيا لا معنى له.
مصالح البلدين
وأشار إلى أنه وفقا لقواعد وأصول عالم مصالح الدول، فإن ليبيا لن تكون ركيزة أساسية في العلاقة بين البلدين الإقليميين الكبيرين، مستبعدًا أن تتقدم مصالح ليبيا على مصالح البلدين بحيث ترقى إلى أن تصبح الركيزة الأساسية في العلاقة المصرية – التركية الجديدة.
وأكد على أن تدخل الأتراك بالشأن الداخلي المصري كان الأصل في تفجر العلاقات بين البلدين، والتي جاء الملف الليبي لاحقا ليصبح حلبة صراع بين البلدين يعبران فيها بأساليب شتى عن خلافاتهما على طريقة الحرب الباردة.
ووصل وفد رفيع من الخارجية التركية، فجر اليوم الأربعاء، إلى القاهرة، بعد قطيعة دامت أكثر من ثماني سنوات بين البلدين، جسدت فيها أنقرة العداء ضد مصر، بأبواق إخوانية على أراضيها، تارة، وتصريحات رسمية تارة أخرى.
مستجدات سياسية تأتي بعد إعلان تركيا على لسان وزير خارجيتها، بدء مرحلة جديدة بدأت في العلاقات مع مصر، وذلك في أعقاب محادثة أجراها مع نظيره المصري سامح شكري بمناسبة حلول شهر رمضان.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg
جزيرة ام اند امز