محادثات مصر وتركيا بجلستها الثانية.. عقدة وتفاؤل
تواصل مصر وتركيا، اليوم الأربعاء، الجلسة الثانية من المحادثات الثنائية وسط توقعات بإمكانية حسم عدد من النقاط الخلافية رغم "عقدة صعبة" تفرضها ملفات شائكة.
ومن العاصمة التركية أنقرة انطلقت الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين البلدين، بمشاركة وفدين يرأسهما نائبا وزيري خارجية البلدين.
واستغرقت محادثات اليوم نحو ساعتين، وتناولت القضايا الخلافية الثنائية، فيما يتوقع مراقبون أن يحسم اليوم الثاني من المحادثات عددا من البنود والنقاط الخلافية بين القاهرة وأنقرة.
قضايا صعبة
الدكتور طه عودة أوغلو، المحلل السياسي التركي والباحث بالعلاقات الدولية، اعتبر أن الجلسة ستناقش قضايا إقليمية صعبة تتناول ملفات عديدة أبرزها ليبيا وسوريا، والطاقة، وترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، رجح عودة أوغلو أن يكون الملف الليبي "العقدة الأساسية في إنجاز المصلحة بين البلدين؛ بسبب تشابك الملف وتعقيداته خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات بليبيا في 24 ديسمبر/كانون الأول القادم".
وأكد المحلل السياسي التركي أنه من المبكر جدا الحديث عن تطبيع كامل بين البلدين خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
واستدرك قائلا: "لكن المؤكد أن جولات قادمة ستجري بين البلدين؛ لأن هناك رغبة لدى الطرفين بإزالة كافة العقبات التي تقف حائلا أمام إنجاز المصلحة"، لافتا إلى ودود عوامل عديدة تقف وراء رغبة البلدين في إتمام المصالحة وإنهاء سنوات القطيعة الممتدة منذ 8 أعوام.
وتابع موضحا: "هناك سبب يتعلق بالبيئة المتغيرة إقليميا، وهي التي دفعت كل من أنقرة والقاهرة للإسراع بالتحرك في هذا التوقيت لإعادة العلاقات للتفرغ للقضايا الإقليمية بالمنطقة، وأبرزها التطورات الحالية في أفغانستان وما نتج عنها من فراغ كبير بعد فوضى الانسحاب الأمريكي وتأثيراته على الإقليم برمته".
تفاؤل
وحول توقعاته لنتائج الجلسة الثانية من المحادثات، قال الخبير التركي إن "كانت النتائج إيجابية فمن المتوقع صدور بيان مساء اليوم".
وتتمسك القاهرة بخروج أنقرة غير المشروط من الأراضي الليبية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والالتزام بمبادئ حسن الجوار مع دول المنطقة.
وقبيل بدء جولة المحادثات الاستكشافية في أنقرة، أمس، توافق دبلوماسيون وخبراء بالشأن التركي، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، على استبعاد حدوث اختراق وتغييرات جذرية وحاسمة آنية في الملفات الشائكة بين مصر وتركيا.
لكنهم يتوقعون في الوقت ذاته "ترسيخ حالة التهدئة وحلحلة الملفات الخلافية بين البلدين، عبر توسيع دائرة ومساحات التفاهم حول القضايا الشائكة سواء في ليبيا، أو ما يتعلق بشرق المتوسط، في ضوء بيئة إقليمية مواتية تدفع للتقارب".
والثلاثاء، قال وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، في حديث لإحدى القنوات المحلية الخاصة، إن أنقرة ستتخذ خطوة لتعيين سفير لها في مصر، في حال نجاح المفاوضات بين البلدين.
وفي 5 و6 مايو/أيار الماضي، توجه وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال إلى القاهرة في أول زيارة من نوعها منذ 2013، وأجرى محادثات "استكشافية" مع مسؤولين مصريين بقيادة "لوزا" لبحث التقارب وتطبيع العلاقات.
وانتهت الجولة الأولى من محادثات الجانبين دون أن تسفر عن نتائج عملية على صعيد التطبيع بين مصر وتركيا، رغم إبداء أنقرة رغبتها في التقدم نحو علاقات طبيعية، تنهي سنوات من الخلاف
وفي يونيو/حزيران الماضي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن خطوات تركيا ضد الإخوان غير كافية، مضيفا في تصريحات إعلامية: "نتوقع أن تصاغ العلاقات المصرية التركية على أساس المبادئ التي تحكم العلاقات الدولية المستقرة، بما في ذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار، وعدم السماح بأي نشاط على أراضي الدولة في إطار زعزعة استقرار دولة أخرى".
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA= جزيرة ام اند امز