بناة الأهرامات والمقابر.. سر النهضة المعمارية في مصر القديمة
الكثير من الجدل دار حول حقيقة دور بناة الأهرامات وبناة المقابر في تاريخ مصر الفرعونية، فكيف كانت حياة العمال في مصر القديمة؟
200 قطعة حجرية وفخارية تم اكتشافها حديثا تشير إلى عمال بناة مقابر الملوك والملكات في منطقة البر الغربي بالأقصر (جنوبي مصر).
وعثرت البعثة المصرية العاملة بوادي الملوك برئاسة عالم المصريات زاهي حواس، 200 أوستروكا من القطع الحجرية والفخارية المدون عليها كتابات هيروغليفية وهيراطيقية تشير إلى العمال الذين شيدوا مقابر وادي الملوك.
ودار الكثير من الجدل حول حقيقة دور بناة الأهرامات وبناة المقابر في تاريخ مصر الفرعونية، فكيف كانت حياة العمال في مصر القديمة.
كشف 2010
ربما كان الكشف الأثري الذي أعلن عنه منذ 10 سنوات، كان نهاية للجدل المثار حول حياة العمال في مصر القديمة. وخلال عام 2010، هي المرة الأولى التي كشف فيها عن مقابر العمال بناة الأهرامات وتعود للأسرة الـ 4 وفي الفترة (2649- 2513) قبل الميلاد
وعثر بعثة أثرية برئاسة زاهي حواس، على مجموعة مقابر جماعية خاصة ببناة الهرم الأكبر خوفو، وهو الكشف الذي نفي فكرة بناء الأهرامات بالسخرة.
واعتبر علماء المصريات اكتشاف مقابر بناة الأهرامات من أهم الاكتشافات في القرن الـ 21.
وبالقرب من الهرمين خوفو وخفرع، عثرت البعثة على مقابر جماعية لبناة الأهرامات، وحمل الاكتشاف الأثري دلالات عديدة تؤكد تمتع العمال بحقوقهم مثل باقي الطبقات في مصر القديمة، نظرا لموقع تشييدها بالقرب من أهرامات ملوك الأسرة الـ 4 ما يؤكد المساواة بين الملوك والعمال في الحياة والعالم الآخر.
وشُيدت مقابر العمال على هيئة مصطبة مستطيلة الشكل بها العديد من حجرات الدفن مكونة من الحجر الجيري، والمغطاة بالطوب اللبن مزودة بمداخل تسمح بخروج ودخول روح المتوفي بسهولة، بحسب المعتقد الفرعوني.
ويعد الاهتمام بشكل المقابر وطبيعة المواد المستخدمة في بنائها، دليل آخر على مكانة العمال في تاريخ مصر القديمة، خاصة مع تشابه شكلها مع المقابر القريبة من هروم سنفرو الأحمر المشيد بمنطقة دهشور.
ومن بين المقابر التي كُشف عنها، مقبرة لشخص يدعى " ايدو"، إضافة إلى الكشف عن بقايا مومياوات بالقرب من المقابر الرئيسية غرب الأهرامات.
وقدرت أعداد العمال المشاركين في بناء الأهرامات نحو 10 آلاف عامل، وانتمى أغلبهم إلى العائلات الكبيرة التي ساهمت في بناء أكبر مشروع قومي وقتها.
مدينة العمال
في عصر الدولة الحديثة في مصر الفرعونية، برز دور العمال في تشييد مقابر وادي الملوك والملكات في البر الغربي بالأقصر، ما دفع الدولة وقتها إلى بناء مدينة خاصة بهم وهي مدينة " دير المدينة" بجبل القرنة.
وبين الأسرة الـ 18 إلى الأسرة الـ 20 ازدهرت حركة البناء والتشييد، وضمت مدينة دير المدينة العمال والمشرفين على حفر ونقش المقابر بالبر الغربي.
ورغم تعرض المدينة لحريقة دمر جزءا كبيرا منها، إلا أن الملك تحتمس الثالث حرص على إعادة بنائها من جديد، لاهتمامه بأحوال العمال وتشييد تماثيل ومعابد مماثلة للملكة حتشبسوت التي شيدت معبدها الشهير الدير البحري بالأقصر.
كما لجأ الملك أخناتون إلى عمال دير المدينة لبناء مدينة تل العمارنة بالمنيا، وهو ما يؤكد على أهمية دور العمال في تأسيس النهضة المعمارية في عصور مصر الفرعونية.
وعٌرف عن بناة المقابر مهارتهم في البناء، وكان ينتمي أغلبهم إلى الطبقات المتوسطة وضمت المدينة نحو 5 آلاف نسمة تنتمي لأكثر من 400 أسرة.
ومن أشهر المقابر التي شيدت لعمال بناة المقابر، مقابر (سن نجم، باشدو، خع، ان حر خع). وفي نهاية القرن الـ 19 تم العثور على مقبرة سن نجم، وهو رئيس العمال في دير المدينة والذي أشرف على بناء مقبرتي الملك رمسيس الثاني والملك سيتي الأول.
وضمت مقبرة رئيسة العمال 20 مومياء تنتمي لعدد من عائلات العمال، وتميزت مقابر بناة المقابر بنقوش وزخارف دقيقة.
وبرع بناة المقابر في تشييد مقابر الملوك والملكات التي تعد من أهم المناطق الأثرية التي يستهدف السياح زيارتها في مصر.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز