نفرتيتي ومسلات ومعابد.. آثار مصر الفرعونية تزين العالم
لم تستطع مصر منع تهريب آثارها إلى الخارج، إلى أن أبرمت منظمة "يونسكو" اتفاقية تحظر استيراد أو تصدير الملكيات الثقافية بطرق غير مشروعة.
بطرق مشروعة وأخرى غير مشروعة خرجت مئات القطع الأثرية المصرية إلى الخارج، واستقر بعضها في المتاحف والميادين وعُرض البعض الآخر في مزادات.
قبل سبعينيات القرن الماضي لم تستطع مصر منع تهريب آثارها إلى الخارج، إلى أن أبرمت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو) اتفاقية تحظر استيراد أو تصدير الملكيات الثقافية بطرق غير مشروعة.
ونصت الاتفاقية على حماية كل دولة لتراثها من السرقة سواء عبر الحفر أو التهريب بطرق غير مشروعة، إضافة إلى إلزام جميع المتاحف بضرورة اقتناء المقتنيات التراثية وفقاً للمبادئ الأخلاقية.
"العين الإخبارية" ترصد أبرز الآثار المصرية المعروضة في متاحف وميادين العالم:
رأس نفرتيتي
داخل متحف برلين في ألمانيا الذي يضم أكثر من ألفي قطعة مصرية، تستقر رأس الملكة نفرتيتي زوجة الملك إخناتون وأهم ملوك الأسرة الـ18.
قصة خروج رأس نفرتيتي، التي تعد واحدة من أهم القطع الأثرية المصرية، تعود إلى اكتشاف عالم الآثار الألماني بورشاردت للرأس عام 1912 في منطقة تل العمارنة بالمنيا جنوبي مصر، وحجبه أهمية الكشف عن الدولة المصرية حتى تتسنى له فرصة تهريبها.
ونجح بورشاردت في تهريب الرأس المكونة من الحجر الجيري وعرضها في متحف برلين للمرة الأولى عام 1924.
9 مسلات
رغم أهمية المسلات في تاريخ المعمار الفرعوني، إذ حرص الملوك على تشييدها أمام المعابد ونقش أسمائهم والرموز عليها، لكن أعداداً كبيرة غادرت مصر منذ عقود.
وتوجد إحدى مسلات كليوباترا التي شيدها الملك تحتمس الثالث منذ أكثر من 3500 عام بالقرب من نهر التيمز في بريطانيا، ونقلت إلى العاصمة لندن عام 1878 بعد نحو 47 عاماً من إهداء محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، المسلة إلى السير نيلسون.
وأمام حديقة "سنتراك بارك" في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وضعت المسلة الثانية لكليوباترا، التي قدَّمها الخديوي إسماعيل وابنته على سبيل الهدية في حفل افتتاح قناة السويس، واستقرت في مكانها الحالي منذ عام 1879.
وتتزين شوارع باريس بـ4 مسلات مصرية، الأولى نقلت عام 1833 إلى ميدان "الكونكورد" بعد أن قدمها محمد علي باشا تذكاراً لفرنسا.
وتعد هذه المسلة واحدة من المسلات الأربع لمعبد الأقصر التي شيدها الملك رمسيس الثاني.
وهناك 3 مسلات أخرى خرجت من مصر عقب مغادرة الحملة الفرنسية دون وضوح ملابسات خروجها إلى باريس.
وبالقرب من كنيسة القديس جيوفاني في العاصمة الإيطالية روما، تستقر أعلى المسلات التي تنتمي للملك تحتمس الرابع، وفي الفاتيكان نُصِبت مسلة أخرى تعود للملك أمنحتب الثاني، وثالثة يرجح انتماؤها لعصر الملك سيتي الأول.
معابد مصرية
في العاصمة الإسبانية مدريد، يوجد معبد "دابود"، الذي بُني للإلهة إيزيس في جزيرة فيلة بأسوان جنوبي مصر، وجرى توسيعه في العصر البطلمي وتحديداً في عهد بطليموس الثاني عشر.
وخلال عام 1868 تعرَّض المعبد للتصدع وظل في حالة متهالكة، حتى أُعلِن مشروع "إنقاذ آثار النوبة من الغرق" في ستينيات القرن الماضي بعد بناء السد العالي.
ومنح الرئيس المصري وقتها جمال عبدالناصر المعبد إلى إسبانيا تقديراً لجهودها في المشروع، وأعادت الحكومة الإسبانية بناء المعبد بشكل مخالف لتصميمه الأصلي، وأصبح أهم معالم مدريد لتفرّده في المعمار بعد افتتاحه عام 1972.
ولم يكن معبد "دابود" الذي قُدِّم هدية لإنقاذ آثار النوبة الوحيد الذي خرج من مصر، إذ نُقِل أيضاً معبد "طافا" وهو من العصرين اليوناني والروماني إلى هولندا عام 1971، وأعيد تركيبه في متحف ليدن مرة أخرى.
كما يضم متحف المتروبولتان في نيويورك منذ 1978 معبد "دندور"، الذي يرمز لإيزيس وأزوريس، وأعيد تشييده بالتصميم القديم نفسه.
حجر رشيد
أهمية حجر رشيد في التعرف على اللغة الهيروغليفية وأسرار الحضارة الفرعونية، لم تمنع خروجه من مصر ووضعه ضمن مقتنيات المتحف البريطاني، وهو الحجر المكتشف بواسطة الضابط الفرنسي بيبر فرنسوا خافيير بوشار عام 1799 والذي سمح باكتشاف تفاصيل الحضارة المصرية.
وغادر حجر رشيد مصر باتفاق بين فرنسا وإنجلترا على حصول الثانية على جميع القطع الأثرية المصرية المكتشفة أثناء فترة الحملة الفرنسية.
الجناح المصري باللوفر
داخل متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، خُصص جناح للآثار المصرية التي نقلت خلال القرنين الـ18 والـ19 من مصر، وتقدر بنحو 6 آلاف قطعة أثرية من بينها تمثالان للملك نفرتيس الأول وأكوريس من الأسرة الـ29، وتماثيل للإلهة سخمت والنبلاء "واح - أيب – رع" و"ناخت – حور- حب" و"بادي – آمون – أوبت".
توابيت ومومياوات
وقبل أن يتعرَّض المتحف الوطني في البرازيل لحريق في سبتمبر/أيلول 2018، كان المتحف يضم نحو 700 قطعة فرعونية، من بينها توابيت لكهنة "هارساي – بيستيف – هوري" ومومياوات لحيوانات وأخرى بشرية ومجموعة من التماثيل والقنعة الجنائزية.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA=
جزيرة ام اند امز