معرض يعيد الاعتبار للتشكيلي المصري الرائد حسن محمد حسن
المعرض يُسلِّط الضوء على تجربة حسن الرائدة كأحد رواد الجيل الثاني من فناني التصوير المصري المعاصر.
استضافت قاعة "أوبانتو" في حي الزمالك بالعاصمة المصرية القاهرة، مساء الأحد، معرضاً لأعمال الفنان التشكيلي المصري حسن محمد حسن (1906- 1990).
ويُسلِّط المعرض الضوء على تجربة حسن الرائدة كأحد رواد الجيل الثاني من فناني التصوير المصري المعاصر.
ولد التشكيلي المصري في حي شبرا، وتخرَّج في مدرسة الفنون والزخارف المصرية، وبدأ حياته العملية رساماً مع البعثة العلمية لدراسة آثار فلسطين.
بعد 3 سنوات أوفدته وزارة المعارف العمومية (وزارة التربية والتعليم حالياً) لدراسة الأساليب الفنية لزخرفة الأواني الزجاجية في كل من تشيكوسلوفاكيا وألمانيا وإيطاليا حيث استقر في مدينة فينسيا.
عاد إلى مصر وعمل مدرساً في المدرسة التي تخرَّج فيها، والتي تغيّر اسمها بعد 10 سنوات (1941) إلى "مدرسة الفنون التطبيقية العليا" ثم تحول اسمها للمرة الثانية سنة 1953 إلى كلية الفنون التطبيقية.
بعد عودته من أوروبا تمكَّن المنافسون من زملائه من إبعاده 3 سنوات عن كليته إلى التفتيش على مدرسي الرسم في التعليم العام، إلا أن ثورة يوليو/حزيران 1952 أعادته إلى مكانه وردت له اعتباره وأصبح أستاذاً في الكلية ورئيس قسم لمواد الرسم والتلوين وتاريخ الفن وفلسفته، وأبدع سلسلة من اللوحات الزيتية المبهرة تصور فضائل وإنجازات الثورة.
بدأ حسن محمد حسن حياته برسم وتلوين الموضوعات التاريخية والدينية والفلسفية والقومية بأسلوب تشخيصي ولم تكن تلك الموضوعات قد انعكست على لوحات الفنانين الرواد قبل أن يتعرض لها في أعماله.
وإضافة إلى ريادته الفنية كان الراحل ناقداً ممارساً معنياً بتاريخ الفن، وله مؤلفات عدة من بواكير حركة التنوير بتعبير مؤرخ حياته مختار العطار، وساعد على إنجازها أنه كان يتقن 4 لغات قراءة وكتابة وحديثاً ومحاضرة هي: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية.
وتعد "الحاوي" من أشهر لوحاته والتي تأثَّر فيها بذكريات الطفولة، إذ شاهد خلال طفولته ألعاب الحواة في أحد الأسواق الشعبية وانعكس هذا الجو الغرائبي على لوحاته كلها.
وشهدت أعمال حسن محمد حسن طفرة خلال رحلته الدراسية إلى إيطاليا، إذ لمس في فينسيا جرأة الفنانين الإيطاليين على تجاوز المنظور الأكاديمي والرسم بشكل متحرر وتدريجياً تخلى عن أسلوبه الأكاديمي وبدأ تجاوز النسب أحياناً والمبالغة ميلاً إلى الكاريكاتير حتى أصبحت له شخصية فنية.