50 عملا يروي حكايات التشكيلية زينب السجيني في نصف قرن
معرض جديد في القاهرة يضم نحو 50 عملا بين لوحات واسكتشات تحمل توقيع الفنانة التشكيلية الرائدة زينب السجيني
تُطل بطلات الفنانة التشكيلية زينب السجيني، اللاتي يُشكلن بملامحهن السمراء مشروع الفنانة المصرية المُتفرد الذي بدأته منذ خمسينيات القرن الماضي، وذلك في معرض جديد.
المعرض، الذي يستضيفه جاليري الزمالك بالقاهرة، ويستمر حتى 5 يناير 2020، يضم نحو 50 عملا بين لوحات واسكتشات تحمل توقيع زينب السجيني، مواليد 1933، وتغمرها عفوية بطلاتها وانطلاقهن، في مشاهد تُمرر فيها السجيني مشاعرها حول عالم الأمومة والطفولة والصبا.
وتستعين زينب السجيني في أعمالها بالخطوط البسيطة، وتنحاز للمرح والفطرة، تصنع للأطفال أراجيح وعربات تقليدية تخلق إطارات تعكس روابط الأمومة.
وتتأمل الفنانة التشكيلية زينب السجيني معرضها بقولها: "عندما يعاودني الحنين إلى تخطيطاتي الأولى، أجلس لأراجع كراساتي القديمة مهما كان زمانها ومكانها لاستمتع ما فيها من خطوط وتخطيطات وما صاحبها من أحداث وذكريات كانت حافزا، أي خط يسطره الفنان، أو حتى لمسة لون مهما كانت بسيطة يرتبط بها وتقوم بينهما علاقة حميمة تصبح دافعة لإعادة رؤيتها والاستمتاع بها مرات، معرضي يقوم على الرسوم السريعة التي تمثل النواة الأولى لتجربتي التشكيلية".
تتناغم لغة الفطرة ومفردات الطبيعة في مشروع زينب السجيني الذي يمتد لأكثر من نصف قرن، فالعشب الأخضر دائم في لوحاتها، وكذلك الطير، والحيوانات الصغيرة التي تُشاطر أصحابها الألفة، والأزهار التي تنثرها السجيني كزخارف ملونة.
أما بطلات اللوحات فهن في حركة تتراوح بين الحديث واللعب والركض، فساتينهن مُشتقة من الألوان الترابية، وكذلك درجات بشرتهن، يفرضن بها زمنا يخصهن، وطيوف مكانية تتراوح بين خيال وواقع، من بصمات زينب السجيني، أو على حد تعبير الناقد الدكتور فرغلي عبد الحفيظ فإن السجيني تصنع "مفردات مصرية تحتضن الواقع الحالم وتلامس الجذور العتيقة الرصينة".
ترك الفنان الراحل جمال السجيني في نفس ابنته زينب السجيني الكثير من بذور الخيال والجموح الفني، فتفرغت لمشروعها الذي يُحاكي عالمها المحلي الذي تُحبه، وجمعت بين الممارسة الفنية والدراسة الأكاديمية، فحصلت على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية الفنية عام 1978، مُبتكرة عبر خطوطها وألوانها حكايات عالم يخصها لا يستطيع المتفرج أن يغادره بسهولة، دون أن يترك في نفسه طرفا من تلك الحكايات.