رائد مصري: برنامج الفضاء الإماراتي حقق إنجازات عظيمة في وقت قياسي
"العين الإخبارية" تلتقي العالم المصري أكرم أمين، حيث تحدث عن رحلته من المدرسة الحكومية بمصر إلى وكالة الفضاء الألمانية
بدأ حلمه بريادة الفضاء منذ الصغر، فكان شغوفاً بالموضوعات المتعلقة بالطيران؛ تفوق في الثانوية العامة ليحصل على منحة دراسية بالجامعة الألمانية، كانت نقطة الانطلاق لتحقيق هدفه، حيث يعمل حاليا بوكالة الفضاء الألمانية، إنه العالم أكرم أمين، أول رائد فضاء مصري.
"العين الأخبارية" التقت العالم المصري أكرم أمين، حيث تحدث عن رحلته من المدرسة الحكومية بمصر إلى وكالة الفضاء الألمانية، ومشروعه لدراسة التغييرات البيئية والمناخ على بعد 80 ألف كم من الأرض، ورأيه في مشروع الفضاء الإماراتي، والتحركات المصرية لاقتحام عالم الفضاء، وذلك في سياق الحوار التالي..
كيف بدأ حلمك لريادة الفضاء؟
الحقيقة بدأت أحلم بريادة الفضاء منذ طفولتي، لأن والدي كان يعمل ضابط طيار بسلاح الجو في الجيش المصري، والبيت مليء بكتب عن الطيران والطائرات، وكنت شغوفا جداً بموضوع الطيران.
تخرجت في مدرسة عمر بن الخطاب التجريبية الحكومية، وكنت من الأوائل علي الثانوية العامة، وحصلت على منحة للدراسة في الجامعة الألمانية بالقاهرة، وكنت من الأوائل في الجامعة، ودرست هندسة الاتصالات لأنه تخصص له علاقة مباشرة بمجال تصنيع الأقمار الصناعية.
وبعد تخرجي في الجامعة حصلت على منحة لتحضير الماجستير في ألمانيا، وهناك بدأ تحقيق الحلم على الأرض، حيث بدأت التدريبات في وكالة الفضاء الألمانية، واشتركت في تدريبات وبحوث علمية عديدة، والآن أعمل على مشروعي الخاص بالاشتراك مع وكالة ناسا.
ما أهم العقبات التي واجهتها؟
المشكلة الأساسية أنه لا يوجد طريق محدد لتحقيق حلم الفضاء، ليس هناك كليات متخصصة لدراسة الفضاء مثل الطب والهندسة والعلوم، وعندما التحقت بالجامعة الألمانية اخترت تخصص هندسة الاتصالات لما له من علاقة مباشرة بمجال الأقمار الصناعية، لأنه مرتبط بحلمي، ولأن دراستي كانت مرتبطة بهوايتي وشغف الطفولة تفوقت بها وكنت من أوائل الجامعة.
وبعد تخرجي سافرت إلى ألمانيا بمنحة أخرى لتحضير رسالة الماجستير في الاتصالات، وهناك عرفت الوكالة الألمانية للفضاء، وهى مثل وكالة ناسا في أمريكا، فقلت لنفسي إن تلك الوكالة هي المكان الذي أريد أن أكمل به حياتي.
ما المشروع الذي تعمل على تنفيذه حاليا بوكالة الفضاء الألمانية؟
نعمل على دراسة المناخ على ارتفاع 80 كيلومتراً، بعد ظهور أنواع مختلفة من السحاب على هذا الارتفاع، وبالتالى كان لابد من دراسة هذا النوع من السحاب وطبيعته، لنعرف مدى تأثيره على الأرض، وما هي الأضرار التي قد تترتب عليه حتى نتجنبها أو نحد منها.
الفكرة أن هذا الارتفاع كان مرتفعا جداً بالنسبة للطائرات العادية، ومنخفضا بالنسبة للصواريخ، لذلك وفرت وكالة الفضاء الألمانية نوعا خاصا من الطائرات يمكن أن يعمل على هذا الارتفاع.
كيف يستفيد الناس من علوم ودراسات الفضاء؟
بحوث الفضاء تكلفتها تصل لميارات الدولارات للبحث الواحد، و90% من دراسات وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مختصة بالأرض، منها دراسات المناخ والتغيرات البيئية، وهذا الموضوع غاية في الأهمية.
وهناك بحوث طبية تجري داخل معامل ناسا، وأجرينا بحثا على طبيعة فيروس سي المسبب لالتهاب الكبد الوبائي داخل معامل ناسا، وتم التوصل إلى إمكانية علاج الفيروس بالمصل الأمريكي "سوفالدي"، وهو المصل الذي يتم استخدامه في مصر في الوقت الحالي، وهذه التجربة حققت أعلى نتائج إيجابية، لأن نسبة الجاذبية داخل المعمل أقل، وبالتالي نتائج اختبار قوة الفيروسات عالية.
كيف ترى وكالة الفضاء الإماراتية؟
الإمارات تسير على الطريق الصحيح جداً في مجال الفضاء، أثبت قدرة كبيرة جداً على تحقيق إنجازات عظيمة في وقت قياسي، وفي كل المؤتمرات العلمية التي حضرتها كانت وكالة الفضاء الإماراتية حاضرة، ومشاركة بقوة وتميز واضح جداً، وأعتقد أن مشروع الفضاء الإماراتي سيكون من أعظم المشاريع خلال وقت قليل، لأنهم مهتمون جداً بالتعرف على التجارب السابقة الناجحة، والاستفادة منها، مثل الوكالة الأمريكية والألمانية والأوروبية، وأنا سعيد جداً على المستوى الشخصي بخبر بدء تدريب اثنين من رواد الفضاء الإماراتيين على تجارب عملية داخل الوكالة، وأتمنى أن تحقق نجاحا عظيما.
مصر افتتحت أول كلية لتكنولوجيا الفضاء وعلوم الملاحة الجوية في عام 2016 بجامعة بني سويف، وأعلنت مؤخرا عن مشروع وكالة الفضاء المصرية، ما رأيك في هذه التحركات؟
تحركات جيدة طبعاً لأن المستقبل مرتبط بالفهم الجيد لعلوم الفضاء، واستغلال التجارب لخدمة الناس، ويجب أن تعتمد مصر على خبرات العلماء المصريين في هذا المجال، وبالمناسبة عددهم كبير وهناك خبرات مصرية عظيمة تعمل في الوكالات العالمية مثل وكالة ناسا، ضروري يتم الاستعانة بهم لخدمة مشروع الفضاء المصري.
وما هو حلمك خلال السنوات المقبلة؟
حلمي هو تدريب أكبر عدد من الطلاب والباحثين الراغبين في العمل بمجال الفضاء، وبالفعل أقوم أثناء فترة وجودي بمصر بإلقاء دروس ومحاضرات في عدد من الجامعات والمدارس، كما أقوم بتدريب الطلاب الدارسين في الجامعة داخل الوكالة الألمانية سنويا.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA=
جزيرة ام اند امز