بالفيديو والصور... مفروشات العروسة بمصر تفتح الباب للسوريين
قالوا لـ"العين" إنهم لن يتركوا تجارتهم في القاهرة وإن عادوا لسوريا
باب كبير للرزق والعيش الكريم فتحته تجارة مفروشات العرائس بوسط العاصمة المصرية أمام السوريين الفارّين من جحيم الحرب.
يقف على عتبة الدكان الضيق، منتبهًا للفتيات اللواتي يبحثن عن مفروشات مموّجة بألوان الطيف، تشبه قوس قزح الذي كان يمر بمدينته السورية، وما إن تقترب إحداهن، ينادي "يا عروسة"، فتجيبه بنظرة يتابع بعدها عرض منتجاته، وتتم عملية البيع قبل أن تغادر الفتاة إلى منتصف الزقاق بين محلات عشرات المصريين.
هكذا يحدث مع "فراس صاريكوزال"، وغيره من اللاجئين السوريين، الذين قدموا قبل سنوات إلى العاصمة القاهرة، بحثًا عن فرصة في الحياة، بعدما تهدمت منازلهم، وصار البقاء في مدنهم السورية مستحيلًا في ظل حرب دائرة هناك، أوْدت بحياة أقارب بعضهم، وأصدقاء البعض الآخر.
تلك الفرصة التي جعلت فراس ومن معه، يرون أن مصر أصبحت وطنهم، الذي لن يغادروه حتى مع عودة الحياة إلى سوريا، بل ربما تسهم انتهاء الأزمة السورية في توسيع أعمالهم التجارية، التي صارت جزءًا من حياتهم، لا يمكن أن يتخلوا عنه أو يقوموا بتصفيته.
محل فراس، لبيع مفروشات العرائس، واحد من بين 50 محلا أخرى لسوريين، داخل شارع الغورية، أحد الشوارع الرئيسية لبيع مفروشات العرائس بوسط القاهرة، والذ يعد قِبلة الفتيات اللواتي يبحثن عن مفروشات بأذواق وألوان تشبه تلك التي لطالما شاهدناها في المسلسلات السورية والتركية.
يقول فراس (38 عامًا) الذي يحاول أن يتجنب الحديث عن مآسٍ تمس أقاربه، ممن لقوا مصرعهم في سوريا: لو رجعنا إلى هناك لا نستطيع أن نترك هنا لأنه أصبح لدينا فرع ويمكن أن نفتح فروعا أخرى.. أما لو أسسنا في سوريا من جديد وفتحنا هناك والبلد (سوريا) تم تعميرها.. عجلة العمل ستدور بشكل أيسر.
يكمل فراس الذي يعيش مع أسرته السورية بالعاصمة القاهرة منذ 4 سنوات، ويساعده أبناؤه في المحل: يرسلون لنا الخامات ونقوم بتقفيل المنتجات هنا ويصبح المنتج كله سوريا مصريا بشكل عام.. والزبون المصري يحب المنتجات السورية ولا يطلب التركية ونحن نحاول توفير المنتج المناسب له.
يروي رحلة اختيار مفروشات العروسة بقوله: نضع لمسات على التصميمات المعتادة ونجدد فيها، حتى أن الخامات نأتي بها من إسبانيا وسويسرا ونقوم بتقفيلها هنا، حتى إننا نصدر بعض منتجاتنا للخارج.
جمال قصار، شاب سوري عشريني، يفكر بنفس طريقة فراس، قال لبوابة "العين" الإخبارية: لو الظروف أتيحت وعدت لسوريا من جديد، سيكون هناك أفرع ثانية، لكني لن أترك هنا، بالعكس سنُبقي على هذا الفرع ويكون التصنيع من سوريا أفضل من تركيا.
يتابع الشاب المملوء بالحماس: العمل سيظل كما هو، لأنه لدينا زبائننا وبالتالي لن نضيع ما أسسناه على مدار عامين.
يوضح قصار سبب تكوين قاعدة من المشترين، بقوله: هذا عملنا من سوريا، نحضر الخامات ونقوم بتطويرها ونصنعها والموديلات نفسها التركي، ونحن نُدخل أذواقا جديدة تشبه الأوروبية، والزبون يريد الشيء العملي أكثر من إنه شكله حلو.
وتأتي العرائس من محافظات الصعيد في الجنوب، ومن المحافظات الساحلية في الشمال، إلى منطقة الغورية خصيصًا لشراء مستلزمات الزفاف من مفروشات ذات ألوان مبهجة قبل أن يبدأن حياتهن الجديدة، في مسعى لشراء الأفضل، وهو ما جعل المحلات السورية هدفًا لهن.
ويعلق قصار الذي بدى أكثر دراية بالمصريين: البضائع المميزة تدفع العروسة أن تأتي وتحضر قريباتها، ليتابع بعدها: هذا طبيعي ومتوقع لأن عادتنا قريبة من العادات في مصر، والمعاملات والمعيشة كل شيء.
تلمع عينه مستردًا وطنه وهو يقول: عاداتنا قريبة من العادات في مصر، والمعاملات والمعيشة كل شيء.. 90% من الأذواق في مصر قريبة مننا، وهذا يجعلنا طول الوقت نرى مصر أحسن من أي بلد آخر حتى لو كان أوروبيا.
عمر السوري، شاب ثلاثيني، لا يحب الظهور على الكاميرا، يقول لبوابة "العين" إنه مصري سوري وليس سوريا فحسب، موضحًا أنه كان يحلم بالقدوم إلى مصر والعمل فيها من قبل أحداث سوريا، وإنه بعدما حقق الله حلمه، لا يمكن أن يجحد النعمة ويترك هذه التجارة الرابحة.