6248 عاما على التقويم المصري القديم.. كيف يتم حسابه؟
المصريون يحتفلون في 11 سبتمبر من كل عام ببداية التقويم المصري القديم الذي يرجع إلى سنة 4241 ق.م، والذي وضع أساسه الحكيم "توت" الفلكي
يحتفل المصريون في يوم 11 سبتمبر من كل عام ببداية التقويم المصري القديم الذي يرجع إلى سنة 4241 ق.م، والذي وضع أساسه الحكيم "توت" الفلكي الذي سمي أول شهر في السنة على اسمه، وتقديراً له جعله المصريون القدماء إله القلم والمعرفة، لاختراعه الأحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية، وقد عرف المصري القديم السنة الشمسية من خلال تأمله في الطبيعة وملاحظة الظواهر الكونية، وقد شهد بذلك المؤرخ هيرودوت عندما قال، إن "المصريين هم من أول من ابتدعوا حساب السنة وقسموها إلى اثني عشر قسمًا".
عرف المصري القديم السنة الشمسية بالسنة النجمية وفقًا للدكتور محمد إبراهيم الذي أرجع التقويم إلى ظهور نجم الشعرى اليمانية –وهو أشد النجوم لمعانا-، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواعيد محددة مرة كل عام، وذلك مع وصول مياه الفيضان إلى مصر وبدء الدورة الزراعية التي تعتمد عليها حياة المصريين.
كانت السنة المصرية في التقويم القديم تنقسم إلى اثني عشر شهرًا، وكل شهر يحتوي على 30 يومًا، ولم يعرف المصريون السنة الكبيسة، ولذلك جرى تصحيح ذلك بإضافة خمس أيام إلى السنة وسميت "أيام النسئ"، وتكون في نهاية العام، وهكذا أصبح العام في التقويم المصري القديم يحتوي على 365يومًا، واهملوا ربع اليوم الزائد عن السنة الشمسية ولم ينتبهوا له إلا في وقت متأخر.
فصول السنة الثلاثة
قسم المصريون القدماء السنة إلى 3 فصول، هي "آخت" وتعني أفق أو بزوغ الشمس بالهيروغليفية، وفيه يتم تهياه الأرض للزراعة والبذر، وفصل "برت" وهو الشتاء وهو فصل الإنبات، ثم فصل "شمو" وهو فصل الحصاد والجفاف، وهكذا تم تقسيم الفصول وفقًا للدورة الزراعية التي تعد أساس حياة المصريين منذ فجر التاريخ.
كل فصل من الفصول الثلاثة تحتوي على 4 شهور، يشمل فصل "آخت" شهور "توت" وهو الشهر الأول في السنة المصرية القديمة ينسب إلى الإله توت رب العلوم والفنون ومخترع الكتابة، ثم شهر "بابه" وهو الشهر الثاني ونسبة إلى حابى إله النيل، وشهر "هاتور" وهو الشهر الثالث وينشق من حتحور البقرة المقدسة وهي إله الجمال والخصب، وشهر "كيهك" وهو الشهر الرابع، وينشق من الاسم الهيروغليفي "كاهاكا" ويعنى الأفضل، وهو اسم العجل المقدس أبيس.
يشمل فصل "برت" 4 شهور هم "طوبة" وهو الشهر الأول في فصل برت ويعنى النمو، شهر "أمشير" الشهر الثاني في الفصل وينشق من مشير إله الريح والزوابع عند المصريين القدماء، الشهر الثالث هو "برمهات" وهو شهر بداية نمو المحاصيل، والرابع هو شهر "برمودة" ومنشق من "رينيوتيت" وهي إلهة التغذية والروح خلال الولادة.
أما الفصل الأخير "شمو" يشمل الشهور "بشنس"، ويأتي من إله القمر ويسمى "خنسو "عند المصريين القدماء، والشهر الثاني "بؤونة" ويعني الاحتفال بالوادي، ثم شهر "أبيب" وهو الشهر الثالث في فصل "شمو" وهو منشق من أبوفيس، وهي الحية التي قتلها حورس، وهي إله الظلام والفوضى وفقًا للأسطورة المصرية، أخيرًا شهر "مسرى" وهو الشهر الأخير وهو منشق من كلمة "مس-إن-رع" وتعنى ولادة الشمس.
ارتباط الشهور بالأمثال الشعبية
ارتبطت الشهور المصرية القديمة بالأمثال المصرية الشعبية فلكل شهر مثل شعبي يعبر عن حالته مثلًا شهر توت يقال عنه: "توت ربى ولا تفوت"، شهر بابه "خش وأقفل الدرابة"، شهر هاتور "أبو الدهب منتور أي القمح، شهر طوبة" تخلى الشابة كركوبة أي عجوزه من البرد، أمشير "يفصص الجسم نسير نسير"، برمهات "روح الغيط وهات"، برمودة "دق العامودة أي دق سنابل القمح بعد نضجها"، بشنس "يكنس الغيط كنس"، بؤونة "تنشف المياه من المعاونة"، أبيب "فيه العنب يطيب"، مسري "تجري فيه كل ترعة عسرة".
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز