"محيي الدين" في أوروبا من أجل اقتصاد أخضر.. تحركات مصرية قوية
تستهدف الحكومة المصرية تعزيز الاستفادة المثلى من الاقتصاد الأخضر باعتباره أحد إجراءات الحد من ظاهرة التغيير المناخي.
كذلك الحصول على موارد أكثر استدامة، خصوصا بعد استضافة مصر فعاليات قمة المناخ COP27 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
استراتيجية التنمية المستدامة
تأتي تلك الاهتمامات الحكومية بقضايا المناخ ضمن ما تضمنه استراتيجية الأمم المتحدة الخاصة بالتنمية المستدامة 2030.
من هنا ناقش الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، خلال زيارته للعاصمة البلجيكية بروكسل مع مسؤولين أوروبيين سبل حشد التمويل والاستثمارات للعمل المناخي.
وقدم "محيي الدين" أهم مبادرات الطاقة والمناخ في أفريقيا، والتي تمثل فرصاً كبيرة للتعاون مع الجانب الأوروبي، ضمن سلسلة من اللقاءات التي تنظمها السفارة المصرية في بروكسل مع أعضاء الحكومة ومسؤولين أوروبيين حول قضايا المناخ.
وأكد "محيي الدين" أهمية توفير التمويل اللازم لمواجهة التغير المناخي والمضي قدماً في تنفيذ التعهدات التي تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ، مع العمل على إحراز التقدم المرغوب في ملفي التكيف والتخفيف.
وعرض مبادرة أسواق الكربون الأفريقية التي تم إطلاقها خلال مؤتمر شرم الشيخ، وتقوم على التوسع في إنشاء أسواق الكربون الطوعية في القارة الأفريقية، بما يعزز من قدرتها على تمويل العمل المناخي والتنموي.
وعلق جون بيريجان، مدير عام الإدارة العامة للاستقرار المالي والخدمات المالية واتحاد سوق رأس المال بالمفوضية الأوروبية، بأن هناك جهودا تبذل لإعداد التصنيف الأوروبي للأنشطة الاقتصادية المستدامة بيئيا بما يدعم الشركات والمستثمرين على تحديد الأنشطة المستدامة بيئيا وتحديد القطاعات الأولى بالاستثمار المستدام.
كما تم لقاء ستيفانو جراسي، رئيس مكتب مفوضية الاتحاد الأوروبي للطاقة، حيث سلط الاجتماع الضوء على الإمكانيات التي تمتلكها القارة الأفريقية في مجال الهيدروجين الأخضر ولا سيما القدرات التصديرية، وإمكانية دعم أمن الطاقة الأوروبي في ضوء احتياج دول الاتحاد الأوروبي للهيدروجين الأخضر الذي يتم إنتاجه في أفريقيا.
إتاحة التمويل المستدام
وأكد اللقاء ضرورة العمل على تأمين التمويل اللازم للعمل المناخي من خلال ضمان التزام كافة الأطراف بتعهداتها المالية في ظل الفجوة التمويلية، التي لا تساعد على مواجهة تحديات تغير المناخ، مع الإشارة إلى أهمية تعزيز دور المؤسسات التمويلية الأوروبية، وفي مقدمتها البنك الأوروبي للاستثمار.
وتطرق اللقاء إلى مبادرة أسواق الكربون الأفريقية التي تمثل فرصة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي من خلال تقديم الأخير الدعم المالي والفني المطلوب لدعم جهود الدول الأفريقية في هذا المجال.
واجتمع محيي الدين بكلٍ من ديديريك سامسون، رئيس مكتب نائب رئيسة المفوضية الأوروبية والمعني بالصفقة الأوروبية الخضراء، وكيرت فاندينبيرغ، مدير عام الإدارة العامة للعمل المناخي، حيث تناول اللقاء التحضيرات الجارية لمؤتمر المناخ في دبي في نهاية العام، والتنسيق القائم بين الرئاستين المصرية والإماراتية لمؤتمري الأطراف السابع والعشرين والثامن والعشرين لضمان البناء على مخرجات شرم الشيخ والعمل على سرعة تنفيذها وذلك في كافة المجالات سواء التخفيف، والتكيف، والخسائر والأضرار، والتمويل.
كما ركز اللقاء على ضرورة المضي قدماً في تفعيل صندوق الخسائر والأضرار من خلال إيجاد التمويل المناسب والكافي لدعم الدول الأكثر عرضة لتبعات تغير المناخ، بالإضافة إلى كيفية حشد الموارد التمويلية عبر التمويل المبتكر والتمويل الميسر، بما في ذلك تعزيز دور بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات التمويلية الدولية، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص لضمان المعالجة الفعالة لمختلف تحديات تغير المناخي، مع تسليط الضوء على قمة باريس المقبلة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد.
وخلال لقائه بمانون بارثود، مستشارة رئيس المجلس الأوروبي، أكد محيي الدين أهمية التركيز آليات التمويل المبتكرة لتمويل العمل المناخي، وتفعيل مقايضة الديون بالاستثمار في الطبيعة والمناخ، وتشجيع القطاع الخاص على ضخ المزيد من الاستثمارات في العمل المناخي، بالإضافة إلى تعزيز دور المؤسسات التمويلية الدولية والبنوك التنموية متعددة الأطراف في تمويل وتنفيذ مشروعات المناخ من خلال تبني سياسات جديدة للتمويل الميسر.
سوق الكربون
كما تناولت المناقشات المستجدات الخاصة بأسواق الكربون، حيث استعرض محيي الدين تطورات تفعيل مبادرة أسواق الكربون الأفريقية، والشواغل الخاصة بآلية تعديل حدود الكربون، كما تطرق اللقاء إلى تفعيل صندوق الخسائر والأضرار الذي تم تدشينه خلال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ.
وحرص محيي الدين على الاجتماع بالسفير جيسلان دهوب، مدير عام إدارة الشؤون متعددة الأطراف بوزارة الخارجية البلجيكية، حيث تم تناول الجهود المبذولة في إطار الرئاسة المصرية الحالية لمؤتمر المناخ وأهمية ما أفضت إليه تلك الجهود من مخرجات لدفع مسار العمل المناخي العالمي، خاصةً في مجالي الخسائر والأضرار والتكيف والصمود.
وأكد محيي الدين خلال اللقاء العلاقة الوطيدة التي تربط بين تنفيذ العمل المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهمية التركيز في مشروعات البيئة والطاقة النظيفة وغيرها من أنشطة التحول الأخضر على الهدف التنموي، كما ألقى رائد المناخ الضوء على أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية لبناء القدرات وتقديم الدعم الفني والتدريب للقائمين على العمل المناخي سواء على مستوى الأفراد أو الشركات أو الحكومات وصانعي القرار والمؤسسات التمويلية، فضلاً عن تبادل الخبرات في مجال المعايير الفنية والنظم ذات الصلة بالعمل المناخي، وتضافر الجهود من أجل توفير التمويل اللازم.
وشارك محيي الدين كذلك في أعمال قمة بروكسل الحضرية بمشاركة نحو ألفين من رؤساء المجالس المحلية والعموديات في المدن والعواصم حول العالم، والتي ركزت على سبل تطوير المدن المستدامة.
كما شارك محيي الدين في الاجتماع الموسع لمديري وممثلي مجموعة قادة الأعمال في أوروبا التابعة لمعهد كامبريدغ للقيادة في مجال الاستدامة، بمشاركة ممثلين عن الشركات الأوروبية المعنية بالتحول الأخضر والاستدامة، حيث تم التركيز خلال الاجتماع علي سبل إتاحة مزيد من الفرص أمام القطاع الخاص للانخراط بقوة في عملية تمويل المشروعات الخضراء ذات الصلة بالمناخ عبر ضخ الاستثمارات استناداً للمعايير البيئية، بما يسهم في تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام ٢٠٥٠، كما تم إبراز الدور الهام للجامعات والخبراء الأكاديميين ومراكز الأبحاث في التعريف بالحلول المناخية وتعزيز التعاون بشأنها بين أوروبا وأفريقيا والمنطقة العربية.
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA= جزيرة ام اند امز