الإفتاء المصرية: الكشف عن "انتحاري الإسكندرية" ضربة موجعة للإرهاب
مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية يشيد بسرعة الكشف عن الانتحاري منفذ تفجير الكنيسة المرقسية
أشاد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بسرعة الكشف عن الانتحاري منفذ تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وتحديد هوية باقي العناصر المشاركة معه في تنفيذ تلك الجريمة.
واعتبر المرصد في بيان له، الخميس، أن هذا الكشف يعدُّ "بمثابة ضربة موجعة لتيارات التطرف والإرهاب، وفي الوقت ذاته يمثل طمأنة للداخل والخارج بأن الجهات الأمنية المصرية على درجة كبيرة من اليقظة والوعي".
وأشار مرصد الإفتاء إلى أن وحدة التحليل التابعة له استوقفها عدد من النقاط المهمة في بيان الداخلية، الذي صدر مساء أمس في مقدمتها المتوسط العمري لمرتكبي الجريمة، ومعظمهم في أطوار العشرينات وأوائل الثلاثينات من أعمارهم؛ مما يكشف عن جرس إنذار، للمسارعة في عمل وتنفيذ الخطط التي تحافظ على العقول الشبابية من الاختطاف الممنهج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال البيان "بلغ من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي أن الشائعات التي تنشر عليها وتخص الأوضاع الاجتماعية التي تشغل الشريحة العظمى من المجتمع ترغم المسئولين على نفيها أو توضيح حقيقتها".
وأضاف البيان "تابعت وحدة التحليل بمرصد الإفتاء استكشاف الدلائل والنقاط المهمة في بيان الداخلية، ذاكرةً أن بيان الداخلية كشف عن وجود ترابط عنكبوتي بين تلك الخلايا الإرهابية التي قامت بتفجير الكنيسة البطرسية سابقاً، وتابعتها بتفجيرَي المرقسية في الإسكندرية وكنيسة مارجرجس بطنطا، والاعتداء على عدد من الكمائن الأمنية".
واعتبر المرصد أن اتضاح هذا الرابط بين تلك التيارات الإرهابية يؤكد أن هذه الجماعات والتنظيمات، وإن اختلفت أسماؤها، فإنها تنتهج أفكاراً موحَّدة تجاه مختلفي العقائد، ووصفهم بالكفر والحكم بوجوب قتلهم وقتالهم، وينكرون مفهوم الوطن ولا يعترفون بمفهوم المواطنة، ويرون أن القيمة في نفوسهم يجب أن تنحصر في مفهوم الخلافة التي يجب الجهاد لإعادتها مرة أخرى، حسب فهمهم السقيم لها.
وقال البيان "إن هناك زاويةً مهمة من الزوايا التي يجب العناية بها في بيان الداخلية عن الخلية الإرهابية التي قامت بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وهي أن أغلبية أفرادها من جنوب صعيد مصر من محافظة قنا، بما يعيد للأذهان الجماعات الإرهابية التي خرجت من شمال صعيد مصر في حقبة الثمانينيات وأحدثت حالة من الخلخلة المجتمعية قبل أن يتم قبولها المراجعات الفكرية والعودة إلى صفوف المجتمع؛ وعليه يجب على الجهات المسئولة، فكرياً ودعوياً وتربوياً وشبابياً واقتصادياً، العمل على تنمية الصعيد وفق الخطة التي أدرجها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الأخير الذي عُقد بمحافظة أسوان، وإعلانه مثلث تنمية الجنوب، ليقينه بأن الفقر أحد العوامل الدافعة للتطرف والإرهاب".