منال الفاتح.. مصرية تحارب مرض التصلب المتعدّد باليوجا
"التصلب المتعدّد" التهاب ينتج عن تلف الغشاء العازل للعصبونات في الدماغ والحبل الشوكي، ويسبّب مشكلات في التواصل بين العقل وبقية الجسم.
قرّرت شابة مصرية تُدعى منال الفاتح التوقّف عن العلاج الكيميائي الذي تلقّته طوال عامين، مُستندةً إلى قراءات مُعمَّقة حول طبيعة مرضها "التصلب المتعدّد".
واتّخذت الشابة طريقاً آخر صنعته لنفسها بغرض العلاج، وذلك عبر ممارسة رياضة "اليوجا" وتقليل اللحوم وتناول الدهون المفيدة.
وتعدّ اليوجا نظاماً رياضياً يتكوّن من سلسلة أوضاع جسدية يتم القيام بها على نحو متتابع، وتمنح الطاقة وتساعد على استرخاء العقل، وهي ليست علاجاً بقدر تساعد الجسد على تحسين حالته وعدم تدهورها.
أما "التصلب المتعدّد" فهو التهاب ينتج عن تلف الغشاء العازل للعصبونات في الدماغ والحبل الشوكي، ويسبّب مشكلات في التواصل بين العقل وبقية الجسم، كما يمكن أن يسفر عن تدهور الأعصاب أو تلفها بشكل دائم.
ويُعطّل هذا التلف قدرةَ أجزاءٍ من الجهاز العصبي على التواصل، مما يؤدّي إلى ظهور عددٍ من الأعراض والعلامات المرضية، منها أعراض عضوية أو إدراكية عقلية، وأحياناً تكون مشاكل نفسية.
وقالت منال الفاتح لـ"العين الإخبارية" إن قصتها مع المرض الذي أصابتها إحدى نوباته بدأت عام 2006، وكانت أعراضه شرسة ومُدمّرةً تنال من قدرتها على الحركة يوماً بعد آخر.
وأضافت: "العلاج الكيميائي باهظ التكلفة، ولا يعالج المرض لكنّه يداوي الأعراض فقط، وكان عليَّ أن أجد سبيلاً آخر لتقليل النوبات المتكرّرة والحدّ من نشاط التصلب وتبِعاته".
وشرحت منال طبيعة حالتها المرضية، مؤكدة أنها أصيبت في البداية بالتهاب بصري وزغللة في العين، حتى تطوّر الأمر ووصل إلى عدم القدرة على التحكم في الحركة وتنميل بالجسم، ثم بدأت تعاني من هجمات كل ستة أشهر.
و"التصلب المتعدّد" مرض مزمن لا يوجد علاجٌ معروف له، وقد تساعد العلاجات في سرعة التعافي من النوبات، وتعديل دورة المرض والسيطرة على الأعراض المتمثلة في نوباتٍ منفصلة، وقد تختفي الأعراض بين النوبات بالكامل، لكن المشاكل العصبية الدائمة تحدث في أغلب الأحيان، خصوصاً إذا كان المرض في مراحل متقدمة.
وكانت نقطة التحوّل في حياة منال عام 2009، بعد آخر هجمة للمرض أفقدتها القدرة على المشي، فبدون تردّد تركت عملها في شركة أمريكية بقسم إدارة الموارد البشرية، وقرّرت السفر سنة 2010 كي تتعلّم اليوجا في مدرسة هندية، كانت تنظّم تدريباتها في الدنمارك.
واجتازت منال التدريب الذي بلغت مدته 200 ساعة، ونالت شهادةً معتمدة لتدريب اليوجا، وبدأت حياة جديدة كمدربة.
وما يزيد من سهولة ممارسة اليوجا هو عدم الحاجة إلى أدوات رياضية، فكل ما تحتاجه فقط سجادة صغيرة وطبيعة هادئة.
وعبَّرت منال عن رفضها أعراض المرض قائلة: "إحساسي الداخلي يرفض الاستسلام للمرض والنهاية المُتوقّعة بالجلوس على كرسي متحرك وأنا في العشرين من عمري، لكن اليوم بعد تجربتي مع اليوجا احتفلت بعشر سنين تصلب متعدّد (MS)، وأنا أمشي على رجلي، ووصل الأمر إلى أني تسلقت جبل موسى".
وتابعت منال: "كانت اليوجا السبيل بالنسبة إليّ لاكتشاف الطاقات الكامنة بداخلي، والتي مكنتني من مواجهة التصلب، الذي يعتبره الأطباء أحد أشرس الأمراض المزمنة، حيث لا تقوى عليه العلاجات الكيميائية التي يقتصر دورها على تقليل حدة أعراضه".
ولا تشجع منال أي مصاب بالمرض على التخلي عن العلاجات الكيميائية التقليدية، إذ أفادت: "يجب أن يفهم أي مريض طبيعة جسده، وأن يتّبع نظاماً غذائياً صحياً مع ممارسة الرياضة".
يمكن حدوث الإصابة بـ"التصلب المتعدّد" في أي عمر، ولكن تقع بشكل أكثر شيوعاً لدى من تتراوح أعمارهم بين 15 و60 عاماً، وتبلع احتمالات إصابة النساء بالمرض ضعف احتمالات الرجال.