البضائع المصرية.. طوق النجاة لقطاع غزة
البضائع المصرية العابرة إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي، تشكل طوق النجاة للقطاع بعد إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبوسالم.
تمثل البضائع المصرية العابرة إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي، طوق النجاة للقطاع بعد إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم، ومنع مرور أغلب البضائع عبره في ظل حصار متفاقم منذ 12 عاما.
وقال أمين أبو عيشة الخبير الاقتصادي: "البضائع المصرية تدخل إلى القطاع منذ بداية العام تقريبا، عبر معبر رفح، لكن دخولها في الأيام الأخيرة، شكّل عاملا مهما لاستمرار الحياة بعد إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم".
وأوضح أبو عيشة في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن دخول البضائع المصرية إلى غزة يأتي في إطار ترتيبات معينة، وبتنسيق بين تجار وشركات في غزة ومصر.
وبدأ دخول البضائع المصرية بشكل محدود في إطار ترتيبات مصرية، بعد زيارة وفد من حماس إلى القاهرة، مطلع العام الجاري، وزاد مع الإغلاق الإسرائيلي الأخير لمعبر كرم أبو سالم، فيما بدا ذلك انعكاسا للمسؤولية القومية المصرية، لمنع حدوث انهيار في قطاع غزة، وفق خبراء فلسطينيين.
- 2 مليار دولار سنويا
وأشار أبو عيشة إلى أن البضائع التي يستوردها قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، تقدر بنحو 2 مليار دولار سنويا، وهذه لو أعيد استثمارها في التبادل التجاري مع مصر ستكون لها ثمار ونتائج إيجابية في الجانبين.
وخلال اليومين الماضيين، دخلت عشرات الشاحنات من مصر، منها ٢٣ شاحنة سولار، و٦ شاحنات بنزين، و٣١٤٨ طن أسمنت، و٧٧٠ طن سكر، و5 آلاف كرتونة دخان، و٧٧ رأس عجل، و١٢٤٠ بطارية، ٢٢ طن عصير، و٦٨ طن أوكسي، و٧٥ طن بقوليات، و٤١ طن جبنة، و١٥٠ طن زيت قلي، و٢٤ مشطاح ملابس، وفق مصدر فلسطيني رسمي.
وغالبية هذه الأصناف ممنوعة من دخول غزة، منذ أكثر من أسبوعين، بعدما شددت إسرائيل حصارها على غزة، بذريعة إطلاق البالونات الحارقة باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
- وقود مصر
مصدر مسؤول في جمعية البترول والغاز بغزة أكد لـ"العين الإخبارية"، أن الوقود المصري الذي يدخل غزة منع وقوع أزمة حادة في القطاع بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم.
وشدد على أن إدخال مصر بضائع لغزة خطوة تعزز صمود الفلسطينيين في وجه العدوان الإسرائيلي.
وأعلنت إسرائيل يوم الإثنين (9 يوليو/تموز الجاري) إغلاق معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد لغزة مع العالم الخارجي، وسمحت فقط بالمواد الغذائية والطبية، ومنعت التصدير والاستيراد من غزة، وفي الإثنين التالي (16 يوليو/تموز الجاري) أحكمت إغلاقه لتقلص دخول البضائع للحد الأدنى بما أعاد الحصار إلى سنواته الأولى.
- قطاع المقاولات
وعبر محمود أبو زيد، صاحب شركة مقاولات بغزة، عن شكره لمصر التي سمحت بإدخال البضائع وضمنها الأسمنت ومواد البناء إلى غزة، الأمر الذي أتاح له استمرار العمل في المشاريع التي يعمل بها قرابة 100 عامل.
وقال أبو زيد: "الاحتلال منع إدخال مواد البناء بشكل كامل، والمتوفر في الأسواق محدود، لذا اعتمادنا على ما يصل من مصر، لذلك نشكرهم من قلوبنا؛ إذ لولاهم لتوقف حالنا بالكامل".
- مهم ولكن!
ورغم تأكيد علي الحايك، رئيس جمعية رجال الأعمال بغزة، أهمية إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، كونه المنفذ التجاري الرسمي الوحيد لقطاع غزة، فإنه يشير إلى أهمية ما يدخل من بضائع مصرية عبر معبر رفح لبقاء الحياة وتلبية احتياجات المواطنين في غزة.
وقال الحايك: "ما يدخل من مصر مهم وحيوي للمواطنين، ومع ذلك نظل نؤكد ضرورة إعادة فتح معبر كرم أبو سالم؛ لأن الكثير من البضائع لا تدخل إلا عبره، وكذلك عملية التصدير من غزة تجري عبره".