سياسة
3 دول الأسوأ.. أرقام صادمة لعمليات الإرهاب بالمنطقة العربية
كشفت منظمة حقوقية مصرية عن ارتفاع العمليات الإرهابية بالمنطقة العربية في الربع الأول من 2022، أكثر من نصفها استهدفت 3 دول.
وأظهر تقرير أصدرته منظمة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، الخميس، بعنوان "مؤشر الإرهاب بالمنطقة العربية في الفترة من يناير إلى مارس 2022"، ارتفاع العمليات الإرهابية بالفترة المذكورة بنحو 209 عمليات إرهابية، مقارنة بـ169 عملية بالفترة نفسها من 2021.
وأشار التقرير الذي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إلى أن تلك العمليات راح ضحيتها 463 شخًصا، فيما أصيب 560 آخرون، ومن بين الضحايا وثق التقرير مقتل 141 مدنيًا من بينهم نساء وأطفال، فيما أصيب 236 مدنيًا وهو ما نسبته 42% من إجمالي المصابين.
ولفت إلى أن "دول النزاع المسلح في المنطقة العربية، وهي الصومال وسوريا واليمن، ظلت الأكثر عرضة للعمليات الإرهابية، حيث تبنت الجماعات الإرهابية ونُسب لها 115 عملية إرهابية، وهو ما نسبته 55% من إجمالي العمليات الإرهابية في المنطقة العربية".
فيما تصدر الصومال مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2022، حيث نُفذ على أراضيه 68 عملية إرهابية، فيما جاء العراق كثاني دولة في المؤشر، تلته سوريا.
ووفق التقرير، "ظلت الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب في الصومال وداعش في سوريا والعراق، قادرة على الحركة وحرية التنقل والمناورة، وهو ما سمح لها بالتخطيط والتنفيذ وزرع العبوات الناسفة والأجهزة المتفجرة ونصب الكمائن وتجنيد أفراد آخرين".
ونبه التقرير منظمة إلى أن 11 دولة عربية حافظت على سجلها خاليًا من الإرهاب في المنطقة العربية بفضل الاستراتيجيات والمقاربات المحُكمة لمكافحة الإرهاب والتعاون الاستخباراتي والأمني بينها وبين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إضافة إلى أن الضربات الاستباقية ساهمت في الإيقاع بقيادات إرهابية خطيرة.
وتبنت هذه الدول الركائز الـ4 لاستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب داخل إقليمها، وتتمثل في: معالجة الظروف التي يمكن أن تؤدي إلي استفحال الإرهاب؛ وتدابير لكبح جماح الإرهاب ولجمه، وتعزيز دور منظمة الأمم المتحدة؛ والتدابير المتخذة لاحترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون بوصفه جوهر مكافحة الإرهاب.
عقبات
ونقل التقرير عن أيمن عقيل، الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة "ماعت" قوله إن "العقبة الرئيسية التي واجهت معظم الدول العربية التي استشرى فيها الإرهاب هو استمرار سيطرة الجماعات المسلحة الإرهابية على جزء من الأراضي، مثل حركة الشباب في الصومال، والحوثيين في اليمن".
وأضاف أن استمرار الوضع السياسي المأزوم في بعض الدول والذي شكل مدخلًا للجماعات الإرهابية التي انتهزت هذه التناحر السياسي للتخطيط وتنفيذ طيف واسع من العمليات والهجمات، وهو ما تؤكده الإحصائيات حيث ظلت دول النزاع المسلح في المنطقة العربية وهي الصومال وسوريا واليمن الأكثر عرضة للعمليات الإرهابية.
ودعا "عقيل" إلى التوسع في إجراء دراسات علمية وأكاديمية تحدد أسباب التطرف والإرهاب، وتطبيق نتائجها على أرض الواقع، وإعادة تنقيح المناهج التعليمية، والعمل على تطوير أدوات لمراقبة خطابات الكراهية في الدول العربية.
من جانبه، قال شريف عبد الحميد، مدير وحدة الأبحاث والدراسات في مؤسسة "ماعت"، إن المغرب العربي وشمال أفريقيا ظلت أقل المناطق عرضة للعمليات الإرهابية في المنطقة العربية بالربع الأول من عام 2022، حيث لم تٌنفذ فيها الجماعات الإرهابية سوى 13 عملية إرهابية وهو ما نسبته 6.2% من إجمالي العمليات الإرهابية بالمنطقة العربية.
وجاءت منطقة الخليج العربي – بحسب التقرير - كثاني أقل المناطق الجغرافية تضررًا من العمليات الإرهابية، بواقع 43 عملية إرهابية، وهو ما نسبته 20.6% من إجمالي العمليات الإرهابية في المنطقة العربية.
وبحسب عبد الحميد، نسب للحوثيين 39 عملية إرهابية في منطقة الخليج العربي، في إرهاب عابر للحدود ضد المنشآت الاقتصادية والأعيان المدنية، مع استهداف قوات الجيش اليمني والبنية التحتية والمدنيين في اليمن.
ولفت "عبد الحميد" إلى أن الحوثيين ظلوا يمارسون إرهابًا عابرًا للحدود بالثلث الأول من 2022، ما دفع مجلس الأمن لتبني القرار رقم 2624 لعام 2022 الذي وصف الجماعة للمرة الأولى بالإرهابية.
وعزا الباحث بمؤسسة "ماعت" تصدر الصومال مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية إلى الأزمة السياسية، والإجراء المتعثر للانتخابات البرلمانية بهذا البلد، ما أدى إلى مزيد من الهجمات التي تبنتها "الشباب" التي لا تزال تحكم بقوة السلاح جزءا من الأراضي في الصومال، وهي قادرة على حُكم السكان بقوة الأمر الواقع وفرض الضرائب والجباية.