"دار ظاظا" بالقاهرة.. البهجة والسكن مجانا لأطفال السرطان
معاناة المرضى وأسرهم سبب رئيسي لدى "ظاظا" المصري من أجل توفير سكن مجاني للأطفال وذويهم لتجنيبهم مشقة وتكلفة السكن خلال فترة العلاج.
"مجانا وبدون تبرعات"، هكذا كُتب على لافتة كبيرة معلقة على مبنى قديم في ضاحية السيدة زينب بالعاصمة المصرية القاهرة، للإعلان عن وجود استراحة مجانية للأطفال المصابين بمرض السرطان، الذين يأتون من محافظات مختلفة لتلقي العلاج بمستشفى "57357".
يبدو مدخل المبنى المعروف باسم "دار ظاظا" أشبه بمدخل رياض الأطفال، حيث تتزين جدرانه برسومات ملونة مبهجة، فيما شغلت أرجوحة ودراجات صغيرة وكراسي متحركة وقفص للعصافير، أركانه، وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".
و"ظاظا" هو جزار مصري في العقد الخامس يدعى صيام عبده، راودته فكرة هذا المبنى قبل 4 سنوات، حين رأى بعض الجيران يؤجرون شققا للمغتربين، الذين يأتون إلى القاهرة من محافظات أخرى للعلاج بمستشفى سرطان الأطفال "57357".
وكانت معاناة المرضى وأسرهم سببا رئيسيا لدى "ظاظا" من أجل توفير سكن مجاني للأطفال وذويهم لتجنيبهم مشقة وتكلفة السكن خلال فترة العلاج بالقاهرة.
وقال ظاظا لوكالة أنباء "شينخوا": "فترة العلاج قد تستغرق من أسبوع إلى 15 يوما، وتكلف أسرة الطفل المريض الكثير من المال، لذلك قررت أن أقدم لهم استراحة مجانية وبدون تبرعات.. لدي شقة في الطابق الأرضي، لذا جددتها وأثثتها لتكون مناسبة لاستيعاب 7 حالات، أي 7 أطفال مع أمهاتهم، ويمكن للضيوف البقاء لأي فترة".
وأكد ظاظا أن بعض الحالات مكثت في داره لمدة شهر أو شهرين، وأنه تلقى عدة مرات عروضا بتبرعات من مصريين وأجانب، إلا أنه رفض لأنه يريد أن تكون الدار "عملا خيريا خالصا".
وتحتوي الشقة المكيفة المقدمة للأطفال على غرفتين مزودتين بعدة أسرّة وردهة بها تلفاز، وتتميز جدرانها بألوان زاهية ورسومات جذابة لحيوانات وطيور ومناظر طبيعية.
وأتاح الأمر لظاظا تكوين "صداقات مع كل الحالات التي أقامت بالدار، بما في ذلك أسر الأطفال الذين نجوا من السرطان، وأولئك الذين لم يتمكنوا من النجاة".
فريدة أحمد من محافظة الشرقية شمال القاهرة، ترافق طفلها محمد، الذي يتلقى العلاج الكيميائي في مستشفى "57357"، في دار "ظاظا". تقول: "استقبلنا ظاظا هنا بالترحيب وكرم الضيافة، ويوفر لنا كل ما نحتاج إليه من أجل إقامة مريحة، إنه رجل طيب وعطوف"، مضيفة: "ابني سعيد للغاية بالألعاب وكل شيء هنا، حتى إنه لا يريد العودة للمنزل".
وتشير فريدة إلى أن زوجها عامل محدود الدخل ولا يمكنه تحمل تكلفة استئجار شقة في كل مرة يزورون فيها القاهرة من أجل جرعة العلاج الكيميائي للطفل.
وكان الطفل البالغ من العمر 8 أعوام يلعب على الأرجوحة بمدخل الدار.
وخضع محمد المصاب بأورام في الصدر والعمود الفقري لعملية جراحية قبل أسبوع تمت خلالها إزالة أورامه جزئيا لأن بعضها كان ممتدا إلى بعض الشرايين والأوردة، وفقا لوالدته. ومع ذلك بدا محمد سعيدا جدا.
يقول الطفل محمد: "أحب هذا المكان لأنه يحتوي على العديد من الألعاب، مثل هذه السيارة الصغيرة والهاتف المحمول والنظارة المكبرة، وأحب أيضا الأرجوحة الموجودة بالمدخل".
ويعد مستشفى سرطان الأطفال "57357" الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث أنشئ في عام 2007 من خلال التبرعات وجهود المجتمع المدني، ويحوي المستشفى نحو 260 سريرا ويعمل حاليا على التوسع لمضاعفة قدرته الاستيعابية.
واستطاع مستشفى "57357" رفع معدل النجاة بين الأطفال المصابين بالسرطان في مصر من أقل من 40% إلى 73%.
وأكدت ماجدة عبدالسلام، من مكتب مدير المستشفى، أن ظاظا يمكنه التسجيل بالمستشفى لترتيب إرسال الحالات إليه عند الضرورة.
وأضافت: "بالطبع نرحب بهذه الجهود الخيرية لمساعدة مرضانا وليس لدينا أي مشكلة في ذلك طالما أن الاستراحة تقع بالقرب من المستشفى".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg
جزيرة ام اند امز