الباحثة المصرية ريم حامد: بين التهديدات والمخاوف النفسية (خاص)
في السنوات الأخيرة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة مفتوحة للعديد من الأفراد للتعبير عن تجاربهم الشخصية وتحدياتهم، الباحثة المصرية ريم حامد، البالغة من العمر 29 عامًا، استخدمت حساباتها لنشر تفاصيل محنة تعرضت لها خلال فترة دراستها في فرنسا.
بين محاولات اختراق أجهزتها، وملاحقات من أشخاص مجهولين، ومحاولات اغتيال وتجسس، أثارت منشوراتها تساؤلات حول حالتها النفسية، وإمكانية ارتباط تلك التجارب بأعراض اضطراب نفسي مثل الوسواس القهري (OCD) أو اضطراب آخر مشابه.
سرد الأحداث في فرنسا
بدأت ريم حامد رحلتها العلمية في فرنسا بهدف الحصول على درجة الدكتوراه في مجال البيوتكنولوجيا وعلم الجينات، إلا أن هذه الرحلة لم تخلُ من التحديات والصعوبات، حيث كشفت ريم عبر تغريداتها عن مضايقات مستمرة وملاحقات من أشخاص مجهولين، إضافة إلى محاولات اختراق منظم لأجهزتها الإلكترونية وهواتفها، هذه المضايقات لم تكن مجرد حوادث عابرة، بل كانت جزءا من نمط سلوك ممنهج هدفه إرهابها وترهيبها.
التنمر والتمييز والعنصرية
تحدثت ريم في تغريداتها عن مواجهتها التنمر والتمييز، مشيرة إلى أنها تعرضت لمعاملة عنصرية بسبب جنسيتها وأصولها، هذه التجارب كان لها تأثير كبير على حالتها النفسية، حيث يمكن أن تؤدي مثل هذه المعاملة إلى الشعور بالاضطهاد والعزلة، مما يزيد من حدة الضغوط النفسية التي كانت تعاني منها بالفعل نتيجة الملاحقات والمضايقات المستمرة.
التصرفات المريبة والتهديدات
أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في منشورات ريم هو حديثها عن مراقبتها بشكل مستمر، سواء من قبل أشخاص محددين أو من خلال التجسس على أجهزتها، تلقي التهديدات بالصمت حول مسألة معينة تتعلق بأبحاثها وطبيعة عملها في فرنسا يشير إلى أن هناك خلفية معقدة وراء هذه الأحداث، ربما ترتبط بعلاقاتها المهنية أو موضوعات حساسة تناولتها في أبحاثها.
محاولة الاغتيال والتجسس
في تدوينة أخرى، كشفت ريم عن تعرضها لمحاولة اغتيال وتجسس من جانب جارتها، التي قامت برش مواد مخدرة على باب شقتها، مما أدى إلى شعورها بزيادة نبضات قلبها وضيق في التنفس.
هذا الحادث يشير إلى مستوى جديد من التهديدات التي واجهتها، مما يزيد من تعقيد الوضع النفسي الذي كانت تعيشه.
رأي الطب النفسي
تشير بعض الدراسات النفسية إلى أن الوجود في بيئة عدائية أو غير داعمة يمكن أن يزيد من احتمالية ظهور أعراض اضطرابات نفسية مثل الوسواس القهري أو اضطراب القلق العام، كما أن العيش في دولة أجنبية مع تحديات ثقافية واجتماعية قد يؤدي إلى تفاقم الشعور بالوحدة والاضطهاد.
الدكتورة نادية شريف، أستاذة علم النفس الإكلينيكي، تشير إلى أن "التعرض لمضايقات مستمرة أو مراقبة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للفرد، ويؤدي إلى تطور أعراض اضطرابات مثل الوسواس القهري أو اضطراب القلق العام".
كما تضيف أن "التعامل مع هذه الأمور يتطلب دعما نفسيا مكثفا لفهم ما إذا كانت تلك التجارب ناتجة عن واقع فعلي أو تضخم للقلق الداخلي".
من جهة أخرى، يشير الدكتور أحمد الرفاعي، أستاذ الطب النفسي، إلى أن "تجربة ريم حامد قد تكون واقعية، ولكن تفسيرها للأحداث قد يكون متأثرا بحالة نفسية مضطربة تجعلها ترى الأمور من منظور مغاير للحقيقة". كما يؤكد ضرورة تقديم المساعدة النفسية لفهم أبعاد تلك التجارب والتأكد من صحتها.
زاويتان للتحليل
يمكن النظر إلى منشورات ريم من زاويتين: الأولى هي كونها تعبيرا عن تجارب واقعية، والأخرى هي احتمالية وجود اضطراب نفسي أدى إلى تفسيرها لهذه التجارب بشكل قد يكون مبالغًا فيه أو غير دقيق.
الوسواس القهري (OCD)
يتسم الوسواس القهري بوجود أفكار متكررة ومزعجة وسلوكيات قهرية، الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب غالبا ما يكون لديهم شعور قوي بالخوف أو القلق من تهديدات غير مبررة، منشورات ريم حول محاولات الاختراق، والملاحقات، ومحاولة الاغتيال قد تكون انعكاسا لهذا النوع من الوساوس، حيث يمكن أن تكون هذه الأفكار نتيجة تضخم المخاوف الداخلية وليس بالضرورة لأحداث واقعية.
اضطراب القلق العام (GAD)
منشورات ريم قد تشير أيضا إلى اضطراب القلق العام، حيث يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية الشديدة إلى تضخم المخاوف اليومية وتحويلها إلى سيناريوهات كابوسية.
إذا كانت ريم تعاني من GAD فقد تفسر الأحداث التي مرت بها على أنها تهديدات حقيقية لحياتها، مما يؤدي إلى تعزيز شعورها بالاضطهاد.
اضطراب الشخصية الزوراني (Paranoid Personality Disorder)
اضطراب الشخصية الزوراني يتميز بشكوك مفرطة وشعور دائم بأن الآخرين يسعون لإيذائه. بعض الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب قد تكون مشابهة لتجارب ريم، حيث يمكن أن تفسر المضايقات ومحاولات الاختراق على أنها جزء من مؤامرة أكبر تستهدفها شخصيا.
السياق الثقافي والاجتماعي
من الضروري أيضا مراعاة السياق الثقافي والاجتماعي الذي تعيش فيه ريم، في بيئة مثل فرنسا، قد تجد الباحثة المصرية صعوبة في التكيف مع الثقافة المحلية، مما يزيد من شعورها بالغربة والاضطهاد، هذه المشاعر يمكن أن تعزز من القلق وتؤدي إلى تضخم المخاوف المرتبطة بالمضايقات والتهديدات.
من خلال تحليل منشورات الباحثة ريم حامد لا يمكن الجزم بشكل قاطع بأن هناك احتمالية لاضطراب نفسي، سواء كان الوسواس القهري، أو اضطراب القلق العام، أو اضطراب الشخصية الزوراني. إلا أن تجاربها المعقدة في فرنسا -بما في ذلك الملاحقات ومحاولات الاختراق- قد تكون جزءًا من واقعها، ولكن طريقة تفسيرها لهذه الأحداث يمكن أن تكون متأثرة بحالتها النفسية.
وبغض النظر عن الأسباب، من الضروري انتظار نتائج التحقيقات لفهم إذا كانت تلك التجارب ناتجة عن تهديدات حقيقية أو نتيجة تضخم القلق الداخلي.