بدء التقويم المصري القديم.. تعرف على قصته
بدأ التقويم القمري الفلكي الذي اعتمد عليه المصريون القدماء في تنظيم حياتهم اليومية منذ أكثر من 4 آلاف عام قبل الميلاد.
بدأ الأربعاء عام مصري جديد، حسب التقويم القمري الفلكي الذي اعتمد عليه المصريون القدماء في تنظيم حياتهم اليومية منذ أكثر من 4 آلاف عام قبل الميلاد، وهو التقويم الذي كان يتزامن معه احتفالات خاصة ترتبط بالعديد من الأعياد القديمة.
يقول الدكتور أحمد عوض، الباحث في علوم المصريات، إن" التقويم المصري القديم، الأكثر دقة، بين التقاويم التي عرفتها شعوب العالم القديم، وكان فيضان النيل هو أهم أحداث السنة، قد جعلهم يدركون أن تقويمهم القديم مهماً، كان المصريون قد احتفظوا بهذا التقويم طيلة 4 آلاف عام".
السنة الكبيسة
يضيف عوض أن المصري القديم عرف السنة "الكبيسة"، وعرف الفرق بينها وبين السنة البسيطة، وفقا لدراسته يضيف عوض أن "التقويم القمري الفلكي، هو تقويم التزم بتقلب أطوار الشهر القمري، مثل التقويم القمري الأصلي، مع إضافة الشهر الثالث عشر، للسنة القمرية الثالثة، لكل 3 سنوات قمرية، وذلك لمدة 9 سنوات، وسجلت البرديات تقويمًا قمرياً ورد فيه عدد أيام الشهر القمري تارة 29 يومًا وتارة 30 يومًا وتارة 31 يومًا".
وفي تصريحات خاصة لـ"بوابة العين الإخبارية" يقول الدكتور أحمد صالح، مدير منطقة أسوان الأثرية: "اعتمد المصريون في البداية علي التقويم القمري، وهذا واضح من استخدام كلمة "ابد" بمعني شهر، والذي ينتهي بمخصص هلال".
ويضيف صالح أن "الباحثين اعتبروا أن السنة القمرية المصرية تبدأ بالهلال الذي يلي المحاق أي بعد فك الاقتران بين الشمس والقمر والأرض".
جدير بالذكر أن المصريين القدماء قسموا السنة إلى 3 فصول، هي "آخت" وتعني أفق أو بزوغ الشمس بالهيروغليفية، وفيه يتم تهيأة الأرض للزراعة والبذر، وفصل "برت" وهو الشتاء وهو فصل الإنبات، ثم فصل "شمو" وهو فصل الحصاد والجفاف، وهكذا تم تقسيم الفصول وفقًا للدورة الزراعية التي تعد أساس حياة المصريين منذ فجر التاريخ.
كل فصل من الفصول الثلاثة يحتوي على 4 شهور، يشمل فصل "آخت" شهور "توت" وهو الشهر الأول في السنة المصرية القديمة ينسب إلى الإله توت رب العلوم والفنون ومخترع الكتابة، ثم شهر "بابه" وهو الشهر الثاني ونسبة إلى حابى إله النيل، وشهر "هاتور" وهو الشهر الثالث وينشق من "حتحور" البقرة المقدسة وهي إله الجمال والخصب، وشهر "كيهك" وهو الشهر الرابع، وينشق من الاسم الهيروغليفي "كاهاكا" ويعنى الأفضل، وهو اسم العجل المقدس" أبيس".
الساعة النجمية
يشمل فصل "برت" 4 شهور هم "طوبة" وهو الشهر الأول في فصل برت ويعنى النمو، شهر "أمشير" الشهر الثاني في الفصل وينشق من مشير إله الريح والزوابع عند المصريين القدماء، الشهر الثالث هو "برمهات" وهو شهر بداية نمو المحاصيل، والرابع هو شهر "برمودة" ومنشق من "رينيوتيت" وهي إلهة التغذية والروح خلال الولادة.
أما الفصل الأخير "شمو" يشمل الشهور "بشنس"، ويأتي من إله القمر ويسمى "خنسو "عند المصريين القدماء، والشهر الثاني "بؤونة" ويعني الاحتفال بالوادي، ثم شهر "أبيب" وهو الشهر الثالث في فصل "شمو" وهو منشق من أبوفيس، وهي الحية التي قتلها حورس، وهي إله الظلام والفوضى وفقًا للأسطورة المصرية، أخيرًا شهر "مسرى" وهو الشهر الأخير وهو منشق من كلمة "مس-إن-رع" وتعنى ولادة الشمس.
ويقول عوض في بحثه إن "قدماء المصريين هم أول من احتفلوا بليلة رأس السنة في التاريخ، وقد حرصوا قبل 5 آلاف عام على إقامة الاحتفالات بليلة رأس السنة في كل عام وسط مظاهر عظيمة واحتفالات صاخبة، واحتوت السنة المصرية القديمة على كثير من الأعياد التي ارتبطت بالتقويم، مثل رأس السنة، وأعياد كل شهرين، وبدايات الفصول".