أجواء العيد في غزة.. حركة نشطة وتحذيرات من كورونا
السلطات المحلية بغزة خففت القيود على حركة الناس والأسواق خلال الأيام الأخيرة من رمضان بعد أن كانت تحظر التجمعات في الفترة الماضية
لم تفلح الدعوات المختلفة لتنفيذ سياسة التباعد الاجتماعي لمنع تفشي فيروس كورونا، في منع حركة الناس في الأسواق والمحال التجارية بغزة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان قبيل حلول عيد الفطر.
وبدت حركة الناس شبه اعتيادية في الشوارع الرئيسية والأسواق والمولات، ليلة اليوم الأخير من شهر رمضان، بعد أسابيع من تطبيق سياسات التباعد الاجتماعي لمنع تفشي فيروس كورونا.
ورغم دعوات حكومية لالتزام المنازل وتطبيق التباعد الاجتماعي، إلاّ أن عدم تسجيل إصابات داخلية بفيروس كورونا شجع المواطنين على عدم تغيير التقليد السنوي قبل العيد.
وقالت عائشة البحيري: إنها قررت النزول للسوق بعد أن رزقها الله مبلغا من المال؛ لشراء ملابس العيد لأطفالها الـ3.
وأضافت لـ"العين الإخبارية" "عشنا خلال الأسابيع الأخيرة ضغوطا وتخوفات كبيرة من فيروس كورونا، ولكن في النهاية المكتوب بصير، والحياة ستستمر".
وأرسلت وزارة الصحة تحذيرات عبر الهواتف المحمولة للمواطنين جاء فيها "سنحتفل بالعيد بالمعايدة والمباعدة الجسدية لكي نتمكن في العام المقبل من الاحتفال سويا".
وخففت السلطات المحلية القيود على حركة الناس والأسواق خلال الأيام الأخيرة من رمضان بعد أن كانت تحظر التجمعات في الفترة الماضية.
انتعاش ولكن!
انتعشت في الأيام الأخيرة، الحركة في محال بيع الملابس خاصة ملابس الأطفال والنساء، وكان بالإمكان مشاهدة ازدحامات كبيرة فيها.
ويقلل تاجر الملايس أحمد شراب من حقيقة الحركة التجارية، موضحا في حديثه لـ"العين الإخبارية" أنه رغم وجود حركة للناس في الشوارع والمحال إلا أن أغلبها هدفه المشاهدة لا الشراء، رغم انخفاض الأسعار.
واعتبر أن الحركة الشرائية لا تساوي 50 % من الحركة المعتادة في هذا الموسم الذي ينتظره مختلف التجار لتعويض خسائر العام.
وتصل البطالة في قطاع غزة إلى أكثر من 50% في حين تسببت قيود كورونا وتعطل العديد من قطاعات العمل إلى ارتفاعها إلى قرابة 70% وفق تقديرات محلية.
وشهدت محال الحلويات والمكسرات بأنواعها إقبالا كبيرا، وحرص أصحابها على تقديم عروض كبيرة على أنواع مختلفة من الشوكولاتة والمكسرات لجذب الزبائن.
وقال عبدالعزيز السيد: "رغم كل شيء، لا نستطيع إلاّ أن نشتري ضيافة العيد، من الشوكولاتة والحلويات، والمكسرات، هذا تقليد يدخل البهجة على الأسرة، ويأتي لإكرام الضيف".
وأثار إعلان وزارة الصحة في قطاع غزة، قبل يومين تسجيل 25 إصابة بفيروس كورونا في يوم واحد، ما رفع عدد الإصابات في القطاع إلى 55، تخوفات لدى الجمهور الفلسطيني بيد أن ذلك لم يستمر سوى ساعات، ولم يؤثر كثيرا على حركة الأسواق.
ورغم دعوات وزارة الصحة، والسلطات المحلية للمواطنين للالتزام بسياسة التباعد الاجتماعي في العيد، إلا أنه لم يعلن عن فرض إجراءات رسمية لمنع حركة التجول، وإغلاق شامل كما هو الحال في الضفة الغربية.
وقال أبو حاتم الهندي: إنه لن يغير عادته في زيارة أرحامه، مستدركا أنه سيتخذ إجراءات وقائية مثل ارتداء الكمامة والمعقمات.
وأشار إلى أنه طالما لا يوجد إصابات داخلية بفيروس كورونا، فالأمور مطمئنة ومطلوب استمرار الحياة مع الحذر.
وسجلت جميع الإصابات بفيروس كورونا بين عائدين من السفر ومخالطين لهم في مراكز الحجر الإلزامي التي تشرف عليها وزارة الصحة بغزة.
اعتذار عن العيد
ومع ذلك حرص العديد من المواطنين للإعلان عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، التزامهم بإجراءات التباعد الاجتماعي، والاعتذار عن طقوس العيد بما في ذلك استقبال الزوار.
وكتب الصحفي رائد لافي عبر صفحته على "فيسبوك": "كن أكثر وعياً من الحكومة مش رايح ع المسجد، ومش معيّد وبعتذر عن استقبال المعيّدين.”
تحذير من الصحة العالمية
ويحذر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة،عبد الناصر صبح، من أن اكتشاف ٢٥ حالة جديدة داخل الحجر الصحي قبل أيام يشكل عامل خطورة إضافياً لانتشار فيروس كوفيد-١٩ داخل المجتمع في قطاع غزة.
ونبه صبح إلى أن الازدحام الذي تشهده أسواق غزة سيساهم في انتشار الفيروس بصورة كبيرة، مما ينذر بخطر كبير حيث إن المنظومة الصحية داخل قطاع غزة مازالت غير جاهزة للتعامل مع مئات الحالات حال انتشار الفيروس.
ودعا المواطنين والجهات الرسمية إلى أن تلتزم بالإجراءات الوقائية التي أعلنتها وزارة الصحة والمنظمة لتجنب انتشار الفيروس داخل المجتمع.