العيد في لبنان.. احتفالات رغم "كورونا" و"الأزمة الاقتصادية"
لم تخل مناسبة عيد الفطر من بعض الرسائل السياسية، وتحديدا على لسان مفتي لبنان، الذي جدّد التحذير من المساس بصلاحيات رئيس الحكومة.
بين الأزمة الاقتصادية والخوف من وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، عاش اللبنانيون فرحة وأجواء عيد الفطر المبارك.
فقد فرضت إجراءات التعبئة العامة نفسها على صلاة العيد التي أقامها المصلون ببعض المساجد، متقيدين بشروط التباعد الاجتماعي، فيما فضّل آخرون آداءها في المنازل.
ورغم أن هذه الإجراءات حالت دون تجمع العائلات، شهدت بعض الشوارع ولا سيما في المدن حركة محدودة صباح العيد وكان لافتا التزاحم أمام محلات بيع الحلويات.
وفيما اعتاد السياسيون والمسؤولون في لبنان على استقبال المهنئين في الأعياد، كان هناك إجماع في هذا العيد على الاعتذار عن قبول التهاني التزاما بالإجراءات الوقائية.
واعتذار السياسيين عن استقبال المهنئين، لم يمنع مناصريهم من تجاوز الإجراءات للتعبير عن محبّتهم لزعيمهم على غرار ما حدث مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي اختار آداء صلاة العيد في منطقة طريق الجديدة في بيروت، معقل تيار المستقبل، الذي يترأسه.
وأظهرت الصور تجمعا لعدد كبير من المناصرين حول سيارته لإلقاء التحية عليه، ما خرق قيود التباعد الاجتماعي، لكن كان لافتا حرص معظم الناس على وضع الكمامات.
وحالت الأوضاع الاقتصادية دون استعداد اللبنانيين للعيد كما جرت العادة كل عام، وهو ما عسكته حركة الأسواق في الأيام الاخيرة لشهر رمضان المبارك، ووصف أصحاب المحلات التجارية الوضع بالكارثي.
وقال نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير لـ "وكالة الانباء المركزية"، "كأن المؤسسات التجارية تعيش خارج الزمن، فلا حركة ولا مبيعات ولا أي نشاط".
ولفت إلى أن "عيد الفطر لم يساهم في تحريك السوق لعدة أسباب، أهمّها تراجع القدرة الشرائية رغم التنزيلات الكبيرة، إذ أن الأولوية في المشتريات باتت تعطى للسلع الأساسية والضرورية".
وقال إن الخوف من انتشار فيروس "كورونا" كان سببا آخر لكزد عملية البيع والشراء، وتابع: "رغم المساعي المبذولة من جمعية تجار بيروت للتمكن من إعادة فتح الأسواق خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان عبر التواصل مع الحكومة، اعتقاداً أن ذلك سيساهم في تحريك السوق، إلا أن الفتح لم يأت بالنتائج المرجوّة خصوصاً مع تزايد الإصابات بكورونا".
ولم تخل مناسبة عيد الفطر من بعض الرسائل السياسية، وتحديدا على لسان مفتي لبنان عبد اللطيف دريان، الذي جدّد التحذير من المساس بصلاحيات رئيس الحكومة.
وقال في خطبة العيد بجامع محمد الامين في وسط بيروت حيث أدى رئيس الحكومة حسان دياب الصلاة إلى جانبه: "نحن لا نقبل الإخلال بالدستور، ولا تهميش رئاسة الحكومة أو المس بصلاحيات رئيس الحكومة، ليس لأن في ذلك تجاهلا لتراتبية المؤسسات الدستورية، وحقوق طائفة من مكونات لبنان الرئيسية فقط، بل لأن الإخلال بالدستور، يصنع أزمة سياسية".
وتوجه إلى دياب قائلا "دولة الرئيس، أنت مؤتمن على مصالح الناس، وأنت مسؤول عن قضاياهم وحل أزماتهم، فلا تخيب أملهم، والأمر لا يحتمل التأخير".
وأضاف دريان: "المواطنون يعرفون الناهبين والمتجاوزين واحدا واحدا. ولا يكافح الفساد إلا بالقضاء، ونخشى إذا فسد القضاء أن تفسد الدولة".
وتسائل "لماذا لم تصدر التشكيلات القضائية وأين قانون العفو العام الشامل، الذي كان ينبغي أن يصدر قبل سنوات عدة، ويتحمل مسؤولية تأخيره جميع السياسيين الذين وعدوا بالإفراج عنه، ولم يتحقق ذلك حتى الآن؟ ماذا نقول للموقوفين ظلما، وماذا نقول لأهلهم الذين يعيشون مرارة سجن أبنائهم دون محاكمتهم، سنتحلى بالصبر، فكل آت قريب؟".
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA=
جزيرة ام اند امز