رئيس حكماء مدينة الكفرة الليبية: قطر وتركيا مستمرتان في دعم الإرهابيين
خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، قال إن المواطن الليبي الذي يريد مستقبلا لوطنه يرحب بالانتخابات في بلاده، مبديا أمله في إجرائها بموعدها.
أكد رئيس مجلس حكماء مدينة الكفرة الليبية محمد بوحليقة استمرار دعم قطر وتركيا الجماعات الإرهابية في ليبيا، مشيرا إلى وجود عمليات تسليح ودعم وحوالات مالية من البلدين لتلك الجماعات.
وأضاف بوحليقة، في حوار أجرته معه "العين الإخبارية"، أن عددا من الدول الكبرى، التي تمتلك استخبارات قوية، كشفت عن تفاصيل دقيقة حول ذلك الدعم.
وبسؤاله عن موقفه من إجراء انتخابات في ليبيا نهاية العام الجاري، أكد بوحليقة أن المواطن الليبي الذي يريد مستقبلا لوطنه يرحب بالانتخابات، مستدركا أن عدم توحيد المؤسسة العسكرية، وعدم وضع حد للمليشيات المسلحة خاصة في الغرب الليبي قد يعرقل العملية الانتخابية.
ورغم ذلك، أعرب بوحليقة عن أمله أن تكون الانتخابات في موعدها، وأن يتم اتخاذ خطوات جادة لجمع السلاح، أو على الأقل إيجاد طريقة لأجل تفكيك هذه الميلشيات.
ومن المتوقع أن تشهد ليبيا إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفقا لاتفاق الأطراف الليبية الفاعلة في اجتماع باريس، الذي أجري في مايو/أيار الماضي.
وحول أبرز التنظيمات المتشددة المتمركزة بالقرب من مدينة الكفرة، أكد بوحليقة أنها فصائل منشقة أو معارضة كفصائل سودانية مثل "العدل والمساواة" و"مني ميناوي"، أو تشادية من قبائل "تبيستي" وقبائل "تشاد"، مضيفا أن هذه القبائل لها امتداد جغرافي وتتنقل عبر الصحراء، ودخلت ليبيا بالقوة بعد أحداث فبراير/شباط 2011.
وأشار رئيس مجلس حكماء مدينة الكُفرة إلى أن هذه الجماعات تقوم بنشاطات إجرامية مثل: سرقة الشركات والمعسكرات، وتهريب الوقود، وقطع الطريق، وممارسة الحرابة والخطف والابتزاز، الأمر الذي أدى إلى معاناة الليبيين، الذين لم تكن تلك الأفعال جزءا من سلوكياتهم، حسب بوحليقة.
وفيما يتعلق بفقدان بعض القبائل الليبية السيطرة على بعض أبنائها، الذين انضموا للإرهابيين، اعتبر بوحليقة أن الفكر المتطرف جعل بعض الليبيين يعملون بمفردهم بعيدا عن القبيلة، مؤكدا أن معظم هؤلاء شباب خرجوا من السجون و"أصحاب سوابق" ارتكبوا جرائم في السابق.
وعن القبائل التي تقطن جنوب شرق ليبيا، أوضح أن هناك قبيلة رئيسية هي قبيلة "زوية"، إضافة إلى مجموعة أخرى من القبائل التي تعد امتدادا للمناطق المجاورة مثل قبائل "المجابرة" و"الاواجله"، وبعض القبائل الأخرى كـ"المغاربة" و"الحساونة" و"أولاد سليمان" و"العريبات"، بالإضافة لكثير من القبائل الأخرى، لكن بأعداد قليلة.
وحول طبيعة الخلافات بين قبائل "التبو" و"أزويه" في جنوب شرق ليبيا، أكد أن الخلافات موجودة منذ القدم، مؤكدا أن الصراع الأخير بين القبيلتين كان صراعا "مفتعلا"، من أجل قطع جزء من ليبيا من أجل إنشاء دولة لقبائل شمال تشاد، قائلا: "وهذا أمر ترفضه القبائل رفضا باتا".
وأوضح أن المشاكل العامة التي تواجه مدينة الكفرة تتمثل في مشاكل الخدمات والبنية التحتية، إضافة لبعض الأزمات التي حدثت عقب أحداث فبراير/شباط 2011، نتيجة الصراعات التي حدثت وتدخل بعض القوي، مثل المعارضة في دول الجوار مثل السودان وتشاد، فضلا عن الصراعات الإقليمية التي انتقلت إلى الكفرة.
وطالب رئيس مجلس حكماء مدينة الكفرة بتأمين الحدود والإسراع في بناء المدينة، مؤكدا أن كل مدن ليبيا تحتاج للبناء، خاصة مدينة الكفرة نتيجة بعد المدينة وصعوبة التنقل البري عبر الطريق الرابط بالساحل، سواء لرداءة الطريق أو خطورته، مشيرا إلى احتياج مطار المدينة للصيانة، مضيفا "مطار الكفرة مطار كبير ولو استغل بالشكل الصحيح سيكون بمثابة كنز في حد ذاته".
وأكد بوحليقة حاجة المدينة للاستقرار وإغلاق الحدود ومنع التهريب والهجرة غير الشرعية والكثير من الأمور التي تحتاج لقوة عسكرية، تستطيع أن تتحدى كل هذه الصعاب في هذه المنطقة الشاسعة البعيدة التي تحد ثلاث دول، وهي تشاد والسودان ومصر، مؤكدا معاناتهم منذ عام 2011.
وأضاف: "نحن ما زلنا نسيطر على الوضع سيطرة تامة بفضل شبابنا وبفضل ما بذله أهالي هذه المنطقة من تضحيات وتعاون وتكاثف من أجل المحافظة على الوطن وحدود الوطن".