75 يوما مضطربة.. ماذا سيفعل ترامب إذا أعلن فوز بايدن؟
تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية تصعيدا متبادلا بين المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي جو بايدن.
ويتقدم بايدن في ولايات بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا، وهو ما يعد مؤشرًا قويًا على أنه سيفوز بالـ٢٧٠ صوتًا في المجمع الانتخابي اللازمين للفوز في السباق الرئاسي.
لكن تصريحات ترامب الأخيرة، تكشف عن أن المعركة الانتخابية لن تنتهي عقب إعلان نتائج التصويت في المجمع الانتخابي، وربما تمتد 75 يوما، وهي فترة التحرك القانوني لحملة الرئيس الأمريكي.
ومن المتوقع أن يتم تحديد أوجه التحرك القانوني بعد دراسة تشريعات الولايات والقوانين الفيدرالية والدستور وإجراءاته.
وأوضح ترامب أنه لا ينوي التنازل والرضوخ لنتائج عمليات فرز الأصوات، وهو ما تسبب في انقسامات بين الجمهوريين بشأن الموقف الأولي للرئيس الأمريكي، وخوضه حرب تقاضي واسعة النطاق، فيما نأى العديد من الشخصيات العسكرية الكبيرة المتقاعدين من ذوي الشهرة العامة بأنفسهم عنه بالفعل.
وهناك تواريخ رئيسية بعد يوم الانتخابات في التقويم السياسي الأمريكي التي قد توفر على الأقل إطارًا لما سيحدث.
ولكل ولاية موعد نهائي خاص بها لفرز الأصوات ومن ثم التصديق عليها، كما أن يوم الـ٨ من ديسمبر/كانون الأول، هو الموعد النهائي القانوني لحل النزاعات الانتخابية داخل الولايات، وبحلول تلك النقطة، سينتهي السباق الانتخابي.
وكلما زاد تقدم بايدن ستزداد حدة الإجراءات الأكثر حدة من جانب ترامب، كما أنه في حال خروج مظاهرات فإنها يمكن أن تؤثر على عملية الفرز، فقد ساعدت أعمال شغب "بروكس براذرز" عام 2000 في وقف الفرز في فلوريدا خلال السباق الرئاسي حينها.
وقد كانت هناك بالفعل احتجاجات خارج مرافق الفرز في ديترويت وأريزونا، وإذا اعتقد أنصار ترامب وبايدن أنهم يتعرضون لسوء معاملة ونزلوا إلى الشوارع، فقد يؤدي ذلك إلى مشاهد فوضوية.
وحتى الآن، لا يوجد أي إشارة من قبل المدعي العام الأمريكي بيل بار، حول ما إذا كان قد رأى أدلة تدعم مزاعم ترامب بالاحتيال في الانتخابات أو لا.
ومن المتوقع أن تستمر المعارك القانونية في مسارها خلال فصلي الخريف والشتاء، لكنها ستواجه في النهاية مواعيد نهائية صارمة يحددها القانون والدستور، حيث ستتباطأ عمليات إعادة الفرز ولكنها لن تتوقف، كما أن المحكمة العليا عادةً ما تذعن للولايات بشأن قوانينها الانتخابية الخاصة.
وفي غضون ذلك، لن تهدأ مشاكل ترامب القانونية على جبهة أخرى، حيث يواجه عدة تهم من بينها انتهاك قوانين الضرائب من خلال المبالغة في قيمة أصوله، وتضليل المقرضين، وأخذ خصومات ضريبية تقدر بالملايين لم تكن من حقه، كما سيتم مقاضاته بتهمة التشهير من قبل إي جين كارول، التي تتهمه بالاغتصاب، ويعلم ترامب أنه لا يواجه معركة قانونية فحسب، بل حربًا إعلامية أيضًا.
وينص الموعد النهائي، المحدد في القانون الاتحادي الأمريكي، على أنه في حالة الطعن على الانتخابات واتباع الولاية إجراءاتها لتحديد النتائج بحلول الموعد النهائي (٨ ديسمبر/كانون الأول قبل ٦ أيام من اجتماع هيئة المجمع الانتخابي) فإن النتائج تعتبر نهائية.
وهذا هو الوقت الذي يمكن فيه للولايات التي يمتلك فيها الجمهوريون السلطة أن تسعى إلى إلغاء فرز الأصوات في الولايات التي ذهبت لصالح بايدن على أساس أن التصويت "فاسد"، ولكن لم يتخذ أي مجلس تشريعي للولايات مثل هذه الخطوة منذ القرن التاسع عشر، حيث يحد القانون من فرصة التصرف في الحالات التي "فشل فيها الناخبون في اتخاذ قرار".
ويجتمع الكونجرس الأمريكي في جلسة مشتركة في ٦ يناير/كانون الثاني، برئاسة نائب الرئيس مايك بنس، للتصديق على نتيجة التصويت، وهو التاريخ الذي يعتبر فرصة أخرى للاضطراب أو لتفاقم أزمة دستورية حقيقية.
ويمكن لترامب استخدام الأيام من الآن وحتى ٢٠ يناير/كانون الثاني (يوم التنصيب) لمحاولة تعيين المزيد من المسؤولين في المناصب السياسية والوظيفية، والسعي لمواصلة سياساته بعد مغادرته.
ومع اقتراب موعد التنصيب، سيواجه ترامب وفريقه أسئلة مستمرة حول ما إذا كان سيحضر المراسم أم لا، كما فعلت هيلاري كلينتون في حفل تنصيبه في عام ٢٠١٧، فالكابوس النهائي الذي قد يواجه بايدن هو أن يرفض ترامب الخروج من مبنى البيت الأبيض في الوقت الذي يكون بايدن يؤدي فيه اليمين، وحينها سيتعين عليه أن يقرر ما سيفعله مع سلفه بعد دخوله المبنى كرئيس للولايات المتحدة.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTMuNzYg
جزيرة ام اند امز