حل الكنيست يضع "صفقة القرن" في مهب الريح
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات يقول "أصبحت الآن صفقة القرن القادم"
"أصبحت الآن صفقة القرن القادم".. كان هذا التعقيب الأولي لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات على قرار الكنيست الإسرائيلي، حل نفسه والتوجه إلى انتخابات مبكرة في 7 سبتمبر/أيلول المقبل.
عريقات كان يشير بذلك إلى الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي أرجأت الإدارة الأمريكية الكشف عنها إلى ما بعد تشكيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة، كان من المقرر الإعلان عنها حتى يوم أمس الأربعاء.
وللمفارقة.. فإن تصويت الكنيست الإسرائيلي على حل نفسه بأغلبية 74 عضوا مقابل معارضة 45 عضوا تزامن مع وصول كبير مساعدي الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير إلى إسرائيل للبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في تفاصيل الإفصاح عن هذه الخطة.
ويلتقي كوشنير ومساعد الرئيس الأمريكي جيسون جرينبلات نتنياهو، الخميس، بصفته المرشح لانتخابات إسرائيلية جديدة وليس رئيس الحكومة الجديدة.
وإن كان نتنياهو طلب، إبان الانتخابات الإسرائيلية السابقة في شهر أبريل/نيسان الماضي، من الإدارة الأمريكية إبقاء الخطة طي الكتمان لحين فوزه بالانتخابات وتشكيل حكومة جديدة فإنه من المتوقع أن يوجه طلبا مشابها الآن.
كانت الإدارة الأمريكية تنوي الكشف عن الخطة سريعا قبيل دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدعاية الانتخابية لولاية رئاسية ثانية في شهر نوفمبر/تشرين ثاني المقبل، وهو الشهر ذاته الذي يتوقع أن يتم الإعلان فيه عن حكومة جديدة، بات من غير المعلوم من سيشكلها.
وكتب الدبلوماسي الأمريكي السابق آرون ميلر في تغريدة على "تويتر" فور الإعلان عن حل الكنيست "لا يوجد سوى وجهين إيجابيين للمشهد السخيف في إسرائيل، بعد 7 أسابيع من إجراء الانتخابات والتوجه إلى انتخابات جديدة: أولاً لن يكون هناك قانون حصانة أو محاولة لتقويض المحكمة العليا في إسرائيل، وثانيا إذا كان ذكيا فإن كوشنير سيؤجل خطة السلام".
أما السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل مارتين انديك فكتب في تغريدة على "تويتر": "لا يوجد أحد -خاصة نتنياهو- لديه الوقت للتحدث عن السلام في هذا الوضع الفوضوي".
واتفق معه السفير الأمريكي السابق في إسرائيل دان شابيرو الذي غرد "أعتقد أنه يمكننا أن نكون متأكدين من وضع خطة ترامب على الجليد لهذا العام".
وأضاف شابيرو الدبلوماسي المخضرم "أعتقد أنه من الواضح أن هذا يعني تأخيراً آخر لخطة ترامب للسلام، لا أرى كيف يمكن أن تمضي قدماً".
وتقليدياً امتنع السياسيون الإسرائيليون عن المضي قدما في بحث أي أفكار لحل الصراع مع الفلسطينيين في وقت الانتخابات.
وكان الفلسطينيون أعلنوا رفضهم الخطة الأمريكية، بعد أن قالوا إنها تقوم على أساس القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والسعي إلى شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والإبقاء على المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدم تبني حل الدولتين.
ولم تعلق الإدارة الأمريكية رسميا على قرار الكنيست الإسرائيلي بحل نفسه.
وكان منافسون لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قالوا في الأسابيع الماضية إن الرئيس الأمريكي دعم نتنياهو علناً عبر سلسلة تغريدات وقرارات، لضمان فوزه في الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة تنفذ "صفقة القرن".
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز