السيارات الكهربائية.. "فقاعة على وشك الانفجار" في اقتصاد الصين
شركة السيارات الكهربائية في الصين والبالغ عددها 486 شركة تستهدف تصنيع 3.9 مليون سيارة سنويا رغم تراجع الحكومة عن دعم القطاع.
من المألوف ألا يكون هناك مجال للتنافس في الأعمال التجارية نفسها بين شركات السيارات وعمالقة الإنترنت وشركات التكنولوجيا الناشئة ومصنعي الإلكترونيات ورواد التطوير العقاري، لكن هذا يحدث حالياً في مكان واحد وفي قطاع وحيد.. سوق السيارات الكهربائية في الصين.
وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، حفز الاندفاع العالمي نحو تبني السيارات الكهربائية، العديد من الشركات في مختلف القطاعات على ضخ مليارات الدولارات في السوق، حتى رغم تراجع الحكومة الصينية عن تقديم الدعم لهذه الصناعة.
- نمو مبيعات "هيونداي" و"كيا" من السيارات الكهربائية
- هوس تويتر يعصف بالمركز المالي لأكبر شركة سيارات كهربائية في العالم
وأوضح التقرير أن هناك 486 شركة تصنيع سيارات كهربائية في الصين حالياً، وهو رقم أعلى 3 مرات بعدد الشركات في نفس القطاع منذ عامين، في حين يتوقع أن تصل مبيعات السيارات الكهربائية (للأفراد) إلى 1.6 مليون وحدة هذا العام، ورغم كون الرقم قياسياً، إلا أنه لن يكون يكون كافياً لإبقاء كل خطوط الإنتاج في جميع المصانع على قيد الحياة، ما أثار تحذيرات من أن فقاعة سوق السيارات الكهربائية المتضخمة في الصين قد تنفجر مخلفة ورائها عدداً قليلاً من الناجين.
وقال توماس فانج، الشريك والمستشار الاستراتيجي لدى مؤسسة "رولاند بيرجر"، التي تتخذ من شنجهاي الصينية مقراً لها، إن السوق إزاء لحظة حرجة ستقرر بقاء أو فناء شركات السيارات الكهربائية الناشئة.
ومن المتوقع أن تعرض 20 شركة على الأقل من هذه الشركات الناشئة، نماذج جديدة لسيارات كهربائية في معرض شنجهاي للسيارات الذي يبدأ هذا الأسبوع.
وتتنوع خبرات هذه الشركات من Qiantu Motor الناشئة إلى NIO الناشئة التي يتم تداول أسهمها في الولايات المتحدة إلى المخضرمة BYD.
وشهد قطاع السيارات الكهربائية في الصين تأسيس عشرات الشركات الناشئة في السنوات الأخيرة؛ حيث جمعت رؤوس أموال بنحو 18 مليار دولار منذ عام 2011، وفقاً لبلومبرج، وكانت أغلبية الشركات التي حصلت على التمويل صينية بما في ذلك NIO ودبليو إم موتور وXpeng Motors وYouxia Motors.
وتستعد الشركات الناشئة وحدها لإنتاج نحو 3.9 مليون سيارة سنوياً، بخلاف السيارات التي تخطط لإنتاجها بعض أكبر شركات صناعة السيارات في العالم.
"الصين كبيرة، لكنها ليست بهذه الضخامة.. المبيعات السنوية للسيارات الكهربائية لم تتجاوز حاجز المليون وحدة سوى العام الماضي وفي وجود دعم حكومي أنقص كثيرا من سعر تلك السيارات"، وفقا لبلومبرج.
- السيارات الكهربائية تغزو شوارع النرويج وتسلا في الصدارة
- الصين تخفض دعم السيارات الكهربائية بنحو 60%.. ومطالب بحوافز جديدة
وأعلنت وزارة المالية الصينية، الشهر الماضي، خفض الدعم المقدم للقطاع، في خطوة تهدف إلى تشجيع المصنعين على زيادة الابتكار بدلاً من الاعتماد على مساعدتها.
وخفضت الحكومة الدعم الذي كان يصل إلى 7500 دولار لكل سيارة بنسبة 50%.
كذلك، لا تشكل مبيعات السيارات الكهربائية في الصين سوى 4% من إجمالي مبيعات سيارات الركاب البالغة 23.7 مليون وحدة، وفقًا للرابطة الصينية لمصنعي السيارات.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه مبيعات السيارات التقليدية انخفاضًا، حيث تراجعت للشهر العاشر على التوالي في مارس الماضي، بسبب تباطؤ الاقتصاد والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة التي تؤثر على ثقة المستهلك.
وقال تسوي دونغشو، الأمين العام لرابطة سيارات الركاب الصينية: "لا تزال هناك مساحة هائلة في سوق السيارات المعتمدة على الطاقات الجديدة، حيث أن نسبة التشبع لا تزال منخفضة نسبياً في الصين، ومع ذلك، فإن هذه المساحة ستكون متاحة لأصحاب الميزات التنافسية، أما الأضعف فسيتخلص السوق منهم".
يشار إلى ان الحكومة الصينية حفزت تطوير السيارات الكهربائية في البلاد للمساعدة على مكافحة تلوث الهواء، والحد من واردات النفط وتطوير صناعات التكنولوجيا المتقدمة.
وبحلول عام 2025، يريد قادة الصين أن تصل مبيعات السيارات ذات الطاقة الجديدة إلى 7 ملايين وحدة سنوياً، وهو ما يعادل حوالي 20٪ من إجمالي مبيعات السيارات في الصين.
لكن حتى لو تحقق هذا الرقم من المبيعات، فلن يكون كافياً سوى لدعم بضع عشرات من الشركات وليس المئات منها؛ حيث يحتاج مصنعو السيارات عادة إلى إنتاج ما لا يقل عن عشرات الآلاف من السيارات سنوياً حتى تربح.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز