10 آلاف شاحنة كهربائية من 3 ملايين.. القيادة الخضراء حلم يتبخر في أوروبا
حذرت إحدى الهيئات الصناعية من أن فرص تحقيق قطاع النقل بالشاحنات الأوروبي لأهداف انعدام الانبعاثات "ضئيلة للغاية"، بعد أن تبين أن نسبة ضئيلة فقط من الشاحنات الكهربائية تستخدم فعليا في نقل البضائع داخل الاتحاد الأوروبي.
مع استعداد المفوضية الأوروبية لتخفيف أهداف السيارات الكهربائية، دعا رئيس رابطة المركبات التجارية المفوضية إلى إجراء مراجعة عاجلة للقطاع لمعالجة مشكلات رئيسية تشمل نقص نقاط الشحن العامة، وغياب الإعفاءات الضريبية للشاحنات، وارتفاع تكاليف الطاقة.
وقال كريستيان ليفين، رئيس مجلس إدارة المركبات التجارية في رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA): "الوضع، إلى حد ما، خطير للغاية".
وأوضحت الرابطة أن هناك نحو 6 ملايين شاحنة تنقل البضائع في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، لكن 10 آلاف فقط منها كهربائية، وغالبا ما تستخدم على طرق قصيرة. ويطالب القطاع التجاري بإجراء تدقيق شامل للسوق، على غرار مراجعة المفوضية لقطاع السيارات، في ظل توقعات بتخفيف أهداف السيارات الكهربائية بعد اجتماع مرتقب في ستراسبورغ.
وأشار ليفين إلى التداعيات المالية الضخمة على مديري أساطيل النقل، حيث تصل تكلفة الشاحنة الكهربائية ثنائية المحور بوزن 40 طنا إلى 300 ألف يورو (263 ألف جنيه استرليني)، أي ضعف تكلفة شاحنة الديزل.
وأضاف: "السبب الرئيسي لتردد العملاء هو إدراكهم أن تشغيل مركبة كهربائية مكلف، بالإضافة إلى محدودية المرونة وارتفاع المخاطر، مثل انخفاض القيمة المتبقية للشاحنة، أو تغيير مسار النقل بشكل مفاجئ إلى طرق لا تتوفر فيها نقاط شحن".
وأكدت كارين رادستروم، رئيسة مجلس إدارة شركة دايملر للشاحنات، أن شركات النقل مستعدة للتحول إلى الكهرباء، لكنها تعمل بهامش ربح ضيق يتراوح بين 2% و3%، ولن يكون التحول مجديًا اقتصاديًا دون جعل الوصول إلى صفر انبعاثات أكثر جاذبية ماليًا.
وقالت صحيفة الغارديان، إن الأهداف الحالية تشير إلى وجوب أن تكون 43% من أسطول الشاحنات الثقيلة في أوروبا كهربائية بحلول عام 2030، و65% بحلول عام 2035، و90% بحلول عام 2040، مع فرض غرامات على الشركات المصنعة التي لا تلتزم بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى الأسطول. لكن حاليًا، لا تتجاوز نسبة الشاحنات الكهربائية القابلة للشحن 2% من إجمالي تسجيلات الشاحنات الثقيلة الجديدة.
وقال ليفين: "إذا استمر معدل الإقبال على هذا النوع من الشاحنات على النحو الحالي، فسيتكبد القطاع غرامات سنوية تُقدر بنحو ملياري يورو".
ولفتت رادستروم إلى وجود 1500 نقطة شحن عامة فقط للشاحنات الثقيلة في جميع أنحاء أوروبا، في حين أن التحول الكامل إلى الكهرباء يتطلب 35 ألف نقطة، أي نحو 500 نقطة جديدة شهريًا. وأضافت: "أشغل منصب الرئيسة التنفيذية لشركة دايملر للشاحنات منذ 14 شهرًا، وخلال هذه الفترة، لم تُصنع سوى أقل من 500 شاحنة، ما يُظهر بوضوح الحاجة الملحّة لتسريع العمل".
وفي المملكة المتحدة، كان هناك العام الماضي نقطة شحن كهربائية واحدة فقط للشاحنات الثقيلة، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه القطاع على المستوى الأوروبي.
ودعت سيغريد دي فريس، المديرة العامة لرابطة مصنعي المعدات الكهربائية الأسترالية (ACEA)، المفوضية الأوروبية إلى البدء بمراجعة عاجلة للأهداف، بهدف تحقيق توافق أكبر بين الظروف المُيسرة غير المتاحة بعد والالتزامات الملقاة على القطاع، بما في ذلك دفع الغرامات المفروضة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز