الربط الكهربائي بين القاهرة والرياض.. لماذا تنتظره مصر؟
تستعد مصر لبدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية، خلال الأسبوع الأول من عام 2026.
خطوة تُعد من أبرز المشروعات الاستراتيجية لتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية، ومواجهة الأحمال المرتفعة المتوقعة خلال موسم الصيف، بقدرة تبادل تصل إلى 1500 ميغاواط.
تشغيل تجريبي بعد اكتمال البنية الأساسية
وقال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، إن التشغيل التجريبي للمشروع يأتي عقب الانتهاء من مد الكابلات، سواء البرية أو البحرية، واستكمال إنشاء محطات التحويل الكهربائية اللازمة على جانبي الربط.
وأوضح عصمت، في تصريحات لـ«الشرق بلومبرغ»، أن العمل في الخط الثاني من المشروع يسير بالتوازي مع الخط الأول، مشيرًا إلى أن تجربة تشغيل الخط الثاني ستتم بعد نحو أربعة أشهر من اختبار الخط الأول، تمهيدًا للوصول إلى الطاقة التبادلية القصوى للمشروع.
ما علاقة الربط الكهربائي بتخفيف الأحمال؟
من جانبه، أكد الرئيس السابق لمرفق تنظيم الكهرباء، حافظ سلماوي، أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يمثل صمام أمان حقيقيًا للشبكة الكهربائية المصرية، ويجنب البلاد العودة إلى سيناريو تخفيف الأحمال، عبر إتاحة تبادل الطاقة بين القاهرة والرياض في أوقات الذروة.
وأشار سلماوي، في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تتيح تبادل نحو 1500 ميغاواط، إذ تحصل عليها السعودية خلال فترات الذروة النهارية، في حين تستفيد منها مصر خلال ساعات المساء، وهو ما يحقق كفاءة أعلى في إدارة الأحمال بين البلدين.
تبادل 3 آلاف ميغاواط مع اكتمال المشروع
وأوضح سلماوي أن الفكرة الأساسية للمشروع تعتمد على الوصول إلى تبادل إجمالي يبلغ 3 آلاف ميغاواط مع اكتمال المرحلة الثانية، التي ستضيف 1500 ميغاواط أخرى، لافتًا إلى أن الشبكة الكهربائية المصرية تمتلك قدرة إنتاجية تفوق الاستهلاك الحالي، إلا أن التحدي الرئيسي يظل في توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات.
وأضاف أن الربط مع السعودية لا يقتصر على تبادل الكهرباء بين البلدين فقط، بل يفتح الباب أمام تصدير الكهرباء المصرية إلى دول الخليج، في ظل اتصال الشبكة السعودية بشبكات كهرباء دول مجلس التعاون الخليجي.
خلفية عن المشروع
تعود جذور مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية إلى عام 2012، حين وقعت القاهرة والرياض اتفاقية لإنشاء الربط بقدرة 3000 ميغاواط، وبتكلفة إجمالية تقدر بنحو 1.6 مليار دولار، بالإضافة إلى 200 مليون دولار تكاليف إضافية، تتحمل مصر منها نحو 600 مليون دولار.
ويُسهم في تمويل المشروع عدد من المصارف والصناديق العربية، من بينها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب البنك الإسلامي للتنمية، فضلًا عن الموارد الذاتية للشركة المصرية لنقل الكهرباء.
محطات تحويل وشبكة عابرة للحدود
ويشمل المشروع إنشاء ثلاث محطات تحويل كهرباء ذات جهد عالٍ، موزعة بين الجانبين، بواقع محطة في مدينة بدر بمصر، ومحطة شرق المدينة المنورة، وأخرى في تبوك بالسعودية، ويربط بينها خط نقل هوائي يمتد لمسافة 1350 كيلومترًا، إضافة إلى كابلات بحرية بطول 22 كيلومترًا في خليج العقبة.
وفي 10 أغسطس/آب 2024، شارك وزير الكهرباء محمود عصمت في إطلاق أعمال أول محول بمحطة الربط الكهربائي في مدينة بدر، مؤكدًا أن هذا المحول يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم وتكنولوجيا التصنيع والتشغيل، ويُستخدم خصيصًا لخطوط الربط مع الشبكات الكهربائية الإقليمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز