إليسا وهيفاء وراغب علامة.. ثورة لبنان بهتاف النجوم
عدد كبير من مشاهير الفن في لبنان دخلوا على خط الثورة وقاد بعضهم المظاهرات داعمين مطالب الشعب في مواجهة السلطة والمسؤولين
لا صوت يعلو على صوت الاحتجاجات التي هزت الساحات والميادين اللبنانية، ولا حضور يُحفر في سجلات حب الوطن أفضل من تصدر الصفوف الأولى للمتظاهرين، مبدأ سار عليه عدد كبير من أشهر فناني "دولة الأرز".
وفي خضم الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح لبنان، رفض عدد كبير من فناني لبنان الوقوف مكتوفي الأيدي، ودخلوا على خط الثورة داعمين مطالب الشعب في مواجهة السلطة والمسؤولين، بل وقاد بعضهم المظاهرات مستندين إلى أغلى ما يملكون.. أصواتهم.
اختلفت طرق الحضور اللافت لمشاهير الفن، ففي الوقت الذي تصدر فيه البعض الصفوف الأولى للمتظاهرين، فضل آخرون توظيف شعبيتهم الجارفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلين وجود ملايين المتابعين؛ أملا في إيصال أصوات المتظاهرين ودعم مطالبهم الشرعية.
اقتحام مبنى التلفزيون اللبناني واحد من المواقف التي سلطت الضوء على دعم الفنانين لمطالب "ثورة الأرز"، إذ قاد مجموعة من الممثلين "ثورة صغيرة" ضد صوت الدولة الرسمي؛ احتجاجا على عدم بثه التحركات الشعبية.
وحاول الفنانون الغاضبون دخول استوديوهات مبنى التلفزيون الرسمي، لكن الأمر انتهى بمواجهة ساخنة مع الإعلاميين الذين تملصوا من المسؤولية بدعوى أنهم ليسوا أصحاب القرار.
وقال الممثل بديع أبو شقرا، أحد أبرز المشاركين في اقتحام مبنى القناة، إن قرار "تلفزيون لبنان" والإذاعة اللبنانية مصادران من السلطة، مشيرا إلى ضغوط تمارس على الصحفيين لعدم تغطية المظاهرات، مضيفا: "هذا التلفزيون ملك الشعب وهو للشعب".
مع ارتفاع سقف المطالب الجماهيرية واتساع رقعة الثورة، عمّق الشاعر اللبناني مهدي منصور من وجوده في الساحات الثائرة بقصيدة "نشيد للثورة"، التي وزعها الموسيقي زياد الأحمدية وسجلت بأحد الاستوديوهات اللبنانية، لتصبح الصوت الرسمي لكثير من التجمعات الغاضبة.
منصور لم يكن الوحيد الذي يدعم الثورة بأغلى ما يملك، فعمد عدد من الفنانين، معظمهم من الممثلين، إلى إطلاق نشيد "ريح الثورة" الذي أدوه مجتمعين بين المتظاهرين أمام تمثال الشهداء في وسط العاصمة بيروت، بالتزامن مع اتخاذ عدد من المتظاهرين الخطوة ذاتها في صور جنوب لبنان.
أيضا لم يغب عن الساحات الثائرة صوت أبرز الفنانين اللبنانيين في تاريخ الأغنية الوطنية، بل وحضر بعضهم بأجسادهم كما الحال مع أحمد قعبور ومارسيل خليفة، اللذين حرصا على الانتشار بين المتظاهرين مرددين معا بكل حماس وحب الأغنيات الثورية.
واحتل قعبور مكانا بين المتظاهرين وسط بيروت بصوته فقط الذي صدح بأحد أشهر أغنياته "أناديكم"، بينما شارك المتظاهرون في طرابلس اعتصامهم بساحة النور وأنشد معهم أغنياته الثورية، أبرزها "شدّوا الهمّة" و"إني اخترتك يا وطني".
المخرجة اللبنانية العالمية نادين لبكي وزوجها الملحن خالد مزنّر لم يغيبا عن ساحات الاحتجاجات، وظهرت في أكثر من مرة إلى جانب المتظاهرين تدعم مواقفهم وتتحدث بلسانهم رفضا لاستمرار الوضع الاجتماعي والمعيشي في لبنان على ما هو عليه.
الأمر نفسه انطبق على المطربة الكبيرة إليسا، التي لم تكتف بتعليقاتها المؤيدة للثورة على "تويتر"، فكانت حاضرة بأكثر من مظاهرة تهتف مع المحتجين ضد فساد المسؤولين.
وعلى "تويتر"، انتقدت إليسا اتهامات أمين عام حزب الله لبعض السفارات بتمويل الثورة، وقالت: "عيب تقول مظاهرات ممولة، عيب تقول مظاهرات مشبوهة، انزعوا عنكم عباءات الأحزاب.. أنتم لا تشعرون بمشكلات لبنان".
موقف الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي لم يختلف عن سابقيها، لكنها اكتفت بالاعتراض على الأوضاع السيئة التي تمر بها بلدها على مواقع التواصل.
وانتقدت هيفاء رئيس الجمهورية بعد خطاب وجهه للشعب في اليوم الثامن للمظاهرات، وكتبت: "كنت أتوقع خطابا يضاهي أهمية الثورة. 2 مليون نسمة وبعد 8 أيام ثم تخرج لتقول كلمة ضاعفت تمسك المتظاهرين بثورتهم وبمطلبهم للتغيير!".
على خط الثورة سارت المطربة اللبنانية الشهيرة نوال الزغبي، وكتبت عبر حساباتها الرسمية بمواقع التواصل: "من لم يستطع إطفاء حرائق الأشجار فلن يستطيع إطفاء حرائق الشعب".
المطرب الشهير عاصي الحلاني لم يشارك في المظاهرات الضخمة التي اجتاحت مختلف المدن اللبنانية، لكن أولاده كانوا حضورا في معظم أيام الثورة.
ونشر الحلاني صور أولاده في المظاهرات، معلقا: "من قلب النار ساطع نورك يا بلادي. لبنان بلد التعايش والمحبة. الله يحميك يا وطني الغالي".
بدورها لم تتوان نجوى كرم عن انتقاد الجيش اللبناني عند محاولته فتح الطرقات التي أغلقها المتظاهرون بالقوة، وغردت عبر تويتر: "كل عمرنا مع الجيش، لكن اليوم ليس له الحق أن يعارض الناس خاصة في تحركاتهم السلمية.. للشعب الحق أن ينتفض على الظلم والجوع".
المطرب راغب علامة كان الأبرز بين أبناء جيله في دعم المظاهرات منذ يومها الأول، فبجانب مشاركته بجانب الحشود الثائرة في الساحات مرات عدة، نشط على مواقع التواصل مطالبا "بتشكيل حكومة تكنوقراط من أصحاب التاريخ النظيف. وبفصل النيابة عن الوزارة".