ماسك وتمويل «صراع القضاء».. غوص مستمر بـ«أجندة ترامب»

برز إيلون ماسك، كفاعلٍ رئيسي في دعم أجندات المحافظين، في مشهدٍ سياسيٍ يعجُّ بالتحالفات غير التقليدية واستراتيجيات التمويل المبتكرة.
وأثارت لجنة العمل السياسي التابعة لإيلون ماسك جدلًا واسعًا بعد عرضها دفع 100 دولار لكل ناخب في ولاية ويسكونسن الأمريكية مقابل التوقيع على عريضة تُدين ما يُوصف بـ"القضاة الناشطين"، وهو مصطلح يطلق على "توجهات قضائية تُعارض أجندة الرئيس دونالد ترامب".
توضح هذه الخطوة كيف يضع ماسك ثروته الكبيرة في خدمة أولويات ترامب، بما في ذلك الانتخابات القادمة في ويسكونسن على مقعد حاسم في المحكمة العليا للولاية.
كما تأتي في إطار دعم ماسك المالي الواسع لترامب، الذي يشن هجومًا متواصلًا على القضاة الفيدراليين الذين يعرقلون سياساته مثل خطط ترحيل مهاجرين مُتهمين بالانتماء لعصابات، وفقا لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
معركة ويسكونسن
ستحدد انتخابات الأول من أبريل/نيسان في ويسكونسن، ميل الكفة في هيئة قضائية منقسمة أيديولوجيًا في ولاية متأرجحة، حيث يمكن أن تحمل قرارات الولاية تداعيات وطنية على حقوق الإجهاض وإعادة تقسيم الدوائر التشريعية وقوانين الانتخابات.
واجتمعت مجموعتان يدعمهما ماسك (أمريكا PAC، وبناء مستقبل أمريكا)، لإنفاق ما يقرب من 20 مليون دولار لدعم براد شيميل، المرشح الجمهوري لمقعد المحكمة في ويسكونسن.
في المقابل، جمعت المرشحة الديمقراطية، سوزان كروفورد، ملايين التبرعات من المتبرعين التقدميين، بمن فيهم جورج سوروس، وحاكم ولاية إلينوي، جي بي بريتزكر.
استراتيجية البيانات
ولا يقتصر هدف مبادرة ماسك على حشد الرأي العام ضد "القضاة النشطاء"، بل يتعداه إلى جمع بيانات الناخبين الذين يوقعون على العريضة، مما يسمح للمجموعات المؤيدة لترامب بالتواصل معهم مستقبلًا.
ويزعم البعض أن اللجنة لن تعرف طريقة تصويت المُوقعين، إلا أن امتلاك قوائم الاتصال يُعتبر أداةً قوية في الحملات الانتخابية طويلة المدى.
تمويل موسع
لم يقتصر إنفاق ماسك على ويسكونسن؛ ففي بنسلفانيا، عرضت لجنته مكافأة مليون دولار لناخبين وقّعوا على عريضة تدعم حرية التعبير وحمل السلاح، كمحاولة لتعزيز حضور ترامب في ولاية أخرى محورية.
ويُخطط ماسك، الذي أنفق 250 مليون دولار لدعم ترامب في 2024، للتبرع بـ100 مليون إضافية استعدادًا لانتخابات التجديد النصفي عام 2026، بهدف ترسيخ الأجندة التشريعية للمرشح الجمهوري.