بعد خيبة تسلا وصدمة مغناطيس الصين.. إيلون ماسك يقلل ساعاته مع ترامب

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أنه يعتزم تقليص ساعات عمله لحساب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بشكل كبير" للتركيز على أعماله في الشركة.
وتواجه تسلا صعوبات جمة بعد إعلانها عن نتائج أعمال مخيبة للآمال، على خلفية عواقب التعاون الوثيق لرئيسها ماسك مع إدارة الرئيس الأمريكي وتقادم طرازاتها.
كما يسعى ماسك لاسترضاء الصين من أجيل السماح لشركته باستيراد معادن أرضية نادرة تستخدمها شركته في صنع الروبوت الشبيه بالبشر "أوبتيموس".
تسلا تخيب الآمال
وأعلنت تسلا أمس عن نتائج فصلية مخيبة محذرة من تأثير "الحساسيات السياسية" على الطلب
وجاء في بيان للمجموعة: "يستمر انعدام اليقين في أسواق السيارات والطاقة في التفاقم، في حين يؤثر التطور السريع للسياسة التجارية سلبًا على سلسلة التوريد العالمية وهيكلة التكلفة لشركة تسلا ومثيلاتها".
ولفت البيان إلى أن "هذه الدينامية وكذلك تغير الحساسيات السياسية يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على الطلب على منتجاتنا في المدى القصير".
وباتت تسلا مستهدفة بأعمال تخريب ونداءات مقاطعة لمنتجاتها وتظاهرات مناهضة في الولايات المتحدة وخارجها منذ أن أصبح ماسك مقربًا من ترامب ومستشارًا خاصًا للبيت الأبيض وقيادته جهود الإدارة لخفض النفقات الفيدرالية.
وانخفضت المبيعات العالمية للشركة بأكثر مما كان متوقعًا في الربع الأول، إذ سلمت 336 ألفًا و681 سيارة فقط، بتراجع نسبته 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وهذا المستوى هو الأدنى منذ الربع الثاني من العام 2022، حين سلمت الشركة 254 ألفًا و695 سيارة، وفق الأرقام المنشورة في مطلع أبريل/ نيسان.
وكانت مؤسسة ويدبوش للخدمات المالية تتوقع تسليم ما بين 355 ألف سيارة و360 ألفًا، في حين كانت السوق تتوقع أكثر من 400 ألف سيارة في مطلع العام.
وكان دويتشه بنك قد توقع ما بين 340 ألف سيارة و350 ألفًا، بعدما أجرى مراجعة لتوقعات أولية كانت تشير إلى 378 ألف سيارة.
وتحدث موقع بريفينغ عن "تراجع هو الأول لعمليات التسليم منذ أكثر من 10 سنوات".
ووفق البيان الصادر الثلاثاء، انخفضت الإيرادات بنسبة 9% إلى 19.3 مليار دولار، كما تراجع صافي الأرباح بنسبة 71 % إلى 409 ملايين، وكانت توقعات خبراء "فاكتسيت" تشير إلى 21.13 مليار دولار و1.44 مليار دولار على التوالي.
ماسك يقلل ساعاته مع ترامب
في الأثناء، أعلن ماسك أنه يعتزم تقليص ساعات عمله لحساب إدارة ترامب "بشكل كبير" للتركيز على تسلا.
وقال ماسك في بيان: "على الأرجح سأقلص في الشهر المقبل بشكل كبير ما أخصصه من وقت لهيئة الكفاءة الحكومية".
عودة الآمال لتسلا
وفي التداولات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك، ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 5%، بفضل إعلان ماسك.
كما قفزت أسهم تسلا 6.5% في فرانكفورت اليوم الأربعاء، بينما يعكف المستثمرون على تقييم تصريح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بأنه سيقلص بشكل كبير الوقت الذي يخصصه لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبارا من الشهر المقبل وسيقضي المزيد من الوقت في إدارة شركاته العديدة.
وردت المجموعة على العديد من تساؤلات المحللين، مؤكدة خصوصًا أن خططها للطرازات الجديدة، بما في ذلك لسيارة أبخس ثمنًا، لا تزال "على مسار بدء الإنتاج في النصف الأول من العام 2025".
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج على نطاق واسع لمركبة روبوتاكسي، وهي سيارة كهربائية ذاتية القيادة بالكامل تم كشف النقاب عنها في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وفق ما هو مخطط له، في مطلع العام 2026.
ومن المفترض أن تجوب أولى هذه المركبات شوارع أوستن في ولاية تكساس اعتبارًا من يونيو/ حزيران.
مغناطيس الصين
من ناحية أخرى، قال ماسك إن إنتاج روبوتات أوبتيموس الشبيهة بالبشر تأثر بالقيود التي فرضتها الصين على المغانط المصنوعة من العناصر الأرضية النادرة.
وأضاف خلال مؤتمر عن بعد لإعلان الأرباح أمس الثلاثاء أن الصين تريد ضمانات بأن المغانط المصنوعة من العناصر الأرضية النادرة لا تستخدم لأغراض عسكرية، وأن شركة صناعة السيارات تعمل مع بكين للحصول على رخصة تصدير لاستخدامها.
وقال "تريد الصين بعض الضمانات بأن هذه المغانط لن تستخدم لأغراض عسكرية، وهذا هو الحال بالتأكيد. إنها فقط ستدخل في روبوت شبيه بالبشر"، مضيفا أنها ليست سلاحا.
وفرضت الصين هذا الشهر قيودا على تصدير المعادن النادرة في إطار ردها الشامل على الرسوم الجمركية الأمريكية، مما أدى إلى تقييد إمدادات المعادن المستخدمة في صنع الأسلحة والإلكترونيات ومجموعة من السلع الاستهلاكية.
وقال محللون إن قيود التصدير لا تشمل المعادن المستخرجة من المناجم فحسب، بل تشمل أيضا المغناطيس وغيره من المنتجات النهائية التي سيكون من الصعب استبدالها.
ويتعين على المصدرين الآن التقدم بطلبات إلى وزارة التجارة للحصول على التراخيص، وهي عملية غامضة نسبيا ويمكن أن تستغرق ما يتراوح بين 6 أو 7 أسابيع إلى عدة أشهر.