سقوط "سوبر ماريو" في إيطاليا.. هل يفتح الباب أمام حلفاء بوتين؟
انزلقت إيطاليا إلى حالة من الفوضى السياسية الليلة الماضية مع تأهب اليمين المتشدد للفوز بالسلطة بعد استقالة رئيس الوزراء ماريو دراجي وحل البرلمان.
وابتسم دراجي (74 عاما) وبدا يقاوم انهمار دموعه أمس بينما صفق له وزراؤه تصفيقا حارا، كما رافقه حوالي ثلثي أعضاء المجلس الأدنى بالبرلمان عند تقديم استقالته إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا للمرة الثانية خلال أسبوع.
وكان ماتيو سالفيني (49 عاما)، من حزب الرابطة، وجيورجيا ميلوني (45 عاما)، من الحزب اليميني المتشدد "إخوة إيطاليا"، بين أكثر الحريصين على رؤية رحيله، حيث يأمل كلاهما في أن يحل محله في الخريف.
وترك كلا الحزبين الائتلاف، إلى جانب حزب "فورتسا إيطاليا" (يمين وسط) بزعامة سيلفيو برلسكوني.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن السقوط المبكر لحكومة دراجي يهدد بحل الجبهة الأوروبية الموحدة ضد روسيا.
وكان سالفيني هو من تسبب في وضع نهاية لحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها دراجي منذ 17 شهرا بقوله إنه لم يعد بإمكانه العمل إلى جانب حركة "خمس نجوم".
ورأت صحيفة "التايمز" أن مغازلة "الرابطة" و"فورتسا" السابقة للكرملين ستكون مدعاة قلق في بروكسل إذا تمكن اليمين وسط من تشكيل الحكومة المقبلة.
وأشاد سالفيني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوصفه رجل دولة، والتقطت له صورة شهيرة في الميدان الأحمر مرتديا قميصا يحمل صورته، كما أقام برلسكوني صداقة شخصية مع بوتين.
وخلال حديثها أمام الصحفيين في روما قبل ليلة على رحيل دراجي، زعمت ميلوني أن انهيار الائتلاف سيدافع عن الديمقراطية، قائلًا: "وصل إلى البرلمان وطلب الحصول على صلاحيات كاملة".
وبذلت ميلوني جهودًا مضنية لتنأى بنفسها عن الجذور الفاشية للحزب، قائلة إن ما حدث قبل ميلادها غير ذي أهمية.
وباعتبارها داعمة صريحة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ومنتقدة للحرب الروسية على أوكرانيا، قد يعتبر موقفها الجيوسياسي مطمئنا للغرب.
لكن الشخصية الحاسمة التي تريد أن تصبح أول رئيسة وزراء في إيطاليا لديها أصدقاء محرجون، من بينهم فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، الذي يخوض صراعا طويلًا مع بروكسل، والمنظر اليميني وحليف دونالد ترامب السابق، ستيف بانون.
واعتبر أستاذ القانون الأوروبي، ألبرتو أليمانو، أن "خروج ماريو دراجي من المشهد السياسي الأوروبي سيضعف الأغلبية الموالية لأوروبا داخل المجلس الأوروبي، ما سيجعل مستقبل الاتحاد الأوروبي أكثر غموضا".
وربما يتشارك البعض بيمين الوسط تلك المخاوف؛ حيث استقال وزيران تابعان لـ"فورتسا إيطاليا"، اشمئزازا من تسبب حزبهما في انهيار الائتلاف.
وقال إنريكو ليتا، الذي دعم حزبه الديمقراطي دراجي حتى النهاية، إنه أمل أن يتذكر الناخبون صدمة رحيله عند صناديق الاقتراع، مضيفا: "نحن على الجانب الصحيح من التاريخ، من أجل مصلحة بلدنا، وأعمال الأمس ستعني الكثير بالانتخابات المقبلة".
وبحسب "فرانس 24"، أظهرت أحدث الاستطلاعات أن الائتلاف اليميني بقيادة "إخوة إيطاليا"، بزعامة ميلوني، سيحقق فوزا سهلا في انتخابات مبكرة.
وكان دراجي قد تولى رئاسة الحكومة عام 2021 عندما كانت إيطاليا تواجه الجائحة وأزمة اقتصادية. وسعى، الأربعاء، لإنقاذ الحكومة، داعيا ائتلافه إلى وضع الخلافات جانبا.
وجاء سقوط دراجي رغم استطلاعات الرأي التي أظهرت أن معظم الإيطاليين يريدون بقاءه على رأس الحكومة حتى الانتخابات العامة المقبلة في مايو/أيار.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز