عشية كلمة حاسمة أمام البرلمان.. إيطاليا وأوروبا تترقبان قرار دراجي
حاول رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إطلاق صافرة النهاية لحكومته، لكنه يتعرض لضغوط من أجل البقاء في منصبه لبعض الوقت.
وعقب شهور من تفاقم التوترات داخل حكومته، ورفض "حركة الخمس نجوم"، وهي عضو رئيسي في الائتلاف، التصويت مع الحكومة توجه دراجي على الفور إلى القصر الرئاسي لتقديم استقالته، لكن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا رفض الاستقالة وطالبه بالانتظار لبعض الوقت أملا في التوصل إلى حل من شأنه الإبقاء على إدراته، وفقا لصحيفة بوليتكو الأمريكية.
وناشد عدد من القادة في الخارج والداخل دراجي بالبقاء، مشيرين إلى أن حرمان إيطاليا من حكومة تعمل بكامل طاقتها من شأنه أن يقوض التقدم في الإصلاحات الاقتصادية ويؤخر إقرار ميزانية 2023 حتى العام المقبل.
قد يؤدي الرحيل المبكر لدراجي أيضا إلى مواجهة إيطاليا صعوبات في الحصول على تمويلات الاتحاد الأوروبي من صندوق التعافي من فيروس كورونا، في وقت يتعرض فيه الاقتصاد لضغوط وتواجه البلاد أزمة طاقة غير مسبوقة.
بالإضافة إلى زعزعة استقرار ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، فإن استقالة دراجي من شأنها أن تحرم الكتلة من أحد قادتها الأكثر حكمة وخبرة في وقت تشهد تحديات غير مسبوقة على رأسها التضخم وتداعيات العملية العسكرية الروسية.
وقالت ليا كوارتابيل، النائبة والمتحدثة باسم لجنة الشؤون الخارجية للحزب الديمقراطي، لصحيفة بوليتيكو إن أوروبا أصيبت "بقلق وصدمة لتخلي إيطاليا عن شخص بقدرات دراجي".
ووفقا للصحيفة يأمل الكثيرون في إيطاليا أن يغير رأيه. وقد وقع أكثر من ألف رئيس بلدية على خطاب مفتوح لدراجي خلال عطلة نهاية الأسبوع يطلبون منه البقاء. وقالت بيبي سالا، عمدة ميلانو، إن المواطنين العاديين لا يفهمون أسباب الأزمة وأن إيطاليا تخاطر بإهانة نفسها أمام العالم بأسره.
وبحسب التقرير فإن الخطر المباشر لانهيار الائتلاف الحكومي في إيطاليا يكمن في عدم تمرير قانون الميزانية لمساعدة الأفراد الأكثر فقرا لمواجهة أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة وإنهاء الإصلاحات اللازمة لتلقي أموال الاتحاد الأوروبي لمكافحة الأوبئة.
وقد أكد حلفاء إيطاليا في الخارج، مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على دور دراجي الحاسم في استقرار أوروبا والمساعدة في تأمين التضامن الغربي في دعم أوكرانيا.
ويرى التقرير أنه كلمة دراجي أمام مجلس الشيوخ غدا الأربعاء ستكون كلمة الفصل في بقائه أو رحيله، ففي حالة عدم حصوله على الدعم الكامل من اتئلافه الحاكم سيتوجه مباشرة لرؤية الرئيس وتأكيد استقالته. وفي حالة حصوله على الدعم فسيغير رأيه ويقرر الاستمرار في إدارة أزمة الطاقة وتكلفة المعيشة وإقرار قانون الميزانية حتى انتخابات العام المقبل.
ويرى التقرير أنه حتى لو بقي في منصبه، فإن الصعوبات التي يواجهها دراجي قد تكون في البداية فقط. فهناك خطر صراع مستمر على السلطة حيث يسعى شركاء التحالف إلى تأكيد هوياتهم في الفترة التي تسبق الانتخابات، المقرر إجراؤها عام 2023. وقد يواجه صعوبة في دفع الإصلاحات الرئيسية التي وعد بها.
وإذا استقال دراجي، يمكن للرئيس إجراء مشاورات مع الأحزاب السياسية لاستكشاف إمكانية العثور على أغلبية بديلة.
واحتدم الصراع بين دراجي وحركة الخمس نجوم على مدار الأسابيع الماضية، ولكنه تصاعد عندما أشار الحزب إلى أن نوابه داخل البرلمان لن يشاركوا في تصويت داخل مجلس الشيوخ للموافقة على حزمة دعم حكومي بقيمة 26 مليار يورو للشركات والأسر التي تضررت جراء الحرب في أوكرانيا.
وحتى وقت قريب، كانت حركة الخمس نجوم هي أكبر حزب في البرلمان الإيطالي، ولكن ذلك انتهى عندما ترك وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الحزب الشهر الماضي، لتشكيل مجموعة أخرى، وأخذ معه عددا غير محدود من نواب الحركة .
وتعهد دي مايو، والذي كان في السابق زعيما للحركة الشعبوية، بأن يدعم دراجي وحث جميع الأحزاب السياسية على إظهار الرشد بالوقوف إلى جانب رئيس الوزراء المحاصر.