ماذا تعرف عن مؤشر المستقبل الأخضر؟

تصدّرت كل من الأرجنتين وإندونيسيا مؤشر المستقبل الأخضر 2023، وتقدما 20 و21 مركزًا على التوالي، مما وضعهما في المركزين 48 و49 بشكل عام.
ماذا تعرف عن مؤشر المستقبل الأخضر؟
يُعُّد مؤشر المستقبل الأخضر 2023 الإصدار الثالث من التصنيف المقارن لـ 76 دولة ومنطقة حول قدرتها على تطوير مستقبل مستدام ومنخفض الكربون. وهو يقيس مدى تحول اقتصادات تلك الدول نحو الطاقة النظيفة من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والابتكار والسياسة الخضراء.
يتكون المؤشر الرئيس من 5 مؤشرات فرعية وهي كما يلي:
-انبعاثات الكربون: يقيس مدى فاعلية البلدان في كبح انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل عام وفي القطاعات الرئيسية
- تحويل الطاقة: يقيّم مساهمة ومعدل نمو توليد الطاقة المتجددة والنظيفة في كل بلد.
-المجتمع الأخضر: يقيس الجهود التي تبذلها الحكومة والصناعة والمجتمع لتعزيز الممارسات الخضراء.
-الابتكار النظيف: يقيس بيئة الابتكار لبناء مستقبل منخفض الكربون، مثل الانتشار النسبي لبراءات الاختراع الخضراء، والاستثمار في الطاقة النظيفة عبر الحدود، والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء.
- سياسة المناخ: يقيس طموح وفعالية سياسة المناخ، بما في ذلك مبادرات تمويل الكربون، وسياسة الزراعة المستدامة، واستخدام الإنفاق على التعافي من الجائحة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي الأخضر.
تمثل المؤشرات الفرعية الأربعة الأولى نحو 60٪ من قيمة المؤشر، ويمثل المؤشر الفرعي الخامس "سياسة المناخ" نحو 40% من قيمة المؤشر.
بناء اقتصادات أفضل
قادت كل من الصين والهند دول العالم في 2022، بشأن إنشاء المدن الخضراء المعتمدة من LEED -تعني الريادة في الطاقة والتصميم البيئي، فهو نظام شهادات للمباني الخضراء مقبول دوليًا صممه مجلس المباني الخضراء الأمريكي-
ومن هذا المنطلق، أنشأت الصين مساحات واسعة من المدن الخضراء وصلت إلى 16 مليون متر مربع، فضلًا عن إنشاء الهند لمدن خضراء بمساحة بلغت نحو 10.4 مليون متر مربع. وهو معيار المباني الخضراء الأكثر شيوعًا على مستوى العالم. وتشمل الأسواق الأخرى التي تحتضن LEED البرازيل والمكسيك والفلبين.
جدير بالذكر، أن المغرب احتلت المركز 36 في مؤشر المستقبل الأخضر 2023 وهي الدولة الإفريقية الأولى في التصنيف. وتعمل مع شركاء عالميين منذ عام 2003، على تطوير عمليات التحول إلى الطاقة النظيفة وخاصة طاقة الرياح وتصنيع التكنولوجيا النظيفة بتكلفة إجمالية تصل إلى 300 مليون دولار، مما يجعلها ثاني أكبر وجهة لتمويل المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
النقاط المضيئة في الاقتصادات الناشئة
تُظهر هذه الاقتصادات الناشئة كيف يمكن أن تكون مثالاً يُحتذى به، فعلى سبيل المثال:
- أطلقت الأرجنتين خطتها الوطنية للنقل المستدام في سبتمبر 2022، بهدف تحويل مركبات الديزل إلى الغاز الطبيعي المتوفر محليًا، وتحفيز السيارات الكهربائية. وتهدف الخطة أيضًا إلى تحسين المساواة بين الجنسين والمساواة بين الأجيال، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والنمو الاقتصادي، والحد من النفايات.
- كما استأنفت إندونيسيا اتفاق تمويل المناخ مع النرويج في أكتوبر 2022، بتكلفة قُدرت بنحو 56 مليون دولار لتمويل الحفاظ على الغابات الاستوائية، وإنشاء مخزن للكربون بحلول عام 2030. وباعتبارها ثالث أكبر دولة منتجة للفحم في العالم واقتصاد يعتمد على الصناعات الاستخراجية بشكل مكثف، فإن إندونيسيا أيضًا من الدول التي تسعى إلى مكافحة الاعتماد على الفحم لتحقيق أهداف إزالة الكربون. ومن بين جهودها أيضًا بناء 'أكبر منطقة صناعية خضراء في العالم' في شمال سومطرة.
- وقد احتلت أنجولا المركز الثاني في خفض انبعاثات الكربون في مؤشر GFI، مدعومة باستراتيجيتها الوطنية بشأن تغير المناخ، للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون بحلول عام 2035.
- هذا، تستخدم فيتنام تعهدًا بقيمة 15.5 مليار دولار من مجموعة السبع لتوفير 47% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
- كما أطلقت كولومبيا خطة طوارئ لوقف إزالة غابات الأمازون، بالتعاون مع مجموعات السكان الأصليين والمجتمعات المحلية.
- وتعكف نيجيريا وفريق عمل الهواء النظيف على بناء حلول لإدارة الكربون لصناعات الأسمنت والأسمدة كثيفة الاستهلاك للطاقة.
- وتقيم كازاخستان شراكة مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز سلاسل القيمة المستدامة للمواد الخام، والهيدروجين المتجدد، والبطاريات.
الاستجابة لتغيرات المناخ
إن استجابات العالم للنجاة من تغير المناخ، والتكيف مع نتائجه النهائية، تتسم بالديناميكية. ومن ثمَّ، يجب على الحكومات والمجتمعات الاستمرار في إزالة الكربون في أسرع وقت ممكن. ويجب عليهم أيضًا أن يستمروا في تجربة مجموعة واسعة من التقنيات، والممارسات التجارية، والأساليب المجتمعية.
وكما يوضح مؤشر النمو العالمي 2023، فإن قدرة العالم وموارده على القيام بذلك ليست موزعة بالتساوي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز