من مهرجان البحر الأحمر 2024.. هل تستحق إميلي بلانت الترشح للأوسكار؟
شاركت إميلي بلانت في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في قاعة ندوات السوق (المنتدى) لتتحدث عن تجربتها السينمائية وأسرار صناعة السينما.
وتُعدّ إيميلي بلانت، المرشحة لجائزة الأوسكار، واحدة من أبرز النجمات اللواتي أثبتن قدرتهن على تقديم أدوار متنوعة في هوليوود، بفضل أدائها في مجموعة واسعة من الأفلام التي تشمل الأكشن، الدراما، الرعب، والموسيقى.
وأحدث إنجازاتها يتجسد في ترشيحها لجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم أوبنهايمر (2023)، والذي يضاف إلى سجلها الحافل بالجوائز المرموقة مثل جوائز نقابة ممثلي الشاشة والغولدن غلوب.
فيلم أوبنهايمر.. سرد سينمائي مختلف
يعود فيلم أوبنهايمر للمخرج كريستوفر نولان لتقديم منطلق عميق ومؤثر حول الرجل الذي قاد مشروع القنبلة الذرية، ولكن ما يلفت الانتباه أكثر هو دور إميلي بلانت كـ"كيتي أوبنهايمر"، زوجة البطل، الذي يظهر كأحد الأمثلة الأبرز على الكليشيهات السينمائية المألوفة لدور "الزوجة الداعمة" في أفلام الجوائز.
كيتي، التي تتسم شخصيتها بالتوتر والانكسار أحيانًا والقوة الحادة في أحيان أخرى، تعيش حياة مضطربة بجانب زوجها روبرت أوبنهايمر (الذي يؤدي دوره كيليان مورفي)، المعروف بعلاقاته النسائية وخياناته المتكررة.
وعلى الرغم من تقديم الدور بشكل نمطي، إلا أن بلانت استطاعت أن تضيف عمقًا واضحًا يجعلها محط الأنظار، خاصة في المشاهد الحاسمة.
موهبة تتحدى محدودية النص
يُظهر الأداء الذي قدمته بلانت قدرتها على تجاوز العيوب في كتابة الشخصية. فمن مشاهد الغضب الصامت خلال مكالمات هاتفية إلى لحظات الانهيار التي تُلقي فيها كأس الشراب على الجدار، عكست بلانت بحرفية عالية صراعات كيتي الداخلية.
وفي مشهد يُعتبر ذروة الأداء، تظهر كيتي بشجاعة غير مسبوقة خلال جلسة استجواب زوجها، حيث تستخدم ذكاءها وسرعة بديهتها لفضح مهاجميه. هذا المشهد، على الرغم من قصر مدته، يلخص المهارة التي تمتلكها بلانت في تحويل اللحظات الصغيرة إلى نقاط قوة كبيرة تُحسب لها كممثلة.
دور محدود لكن مؤثر
على الرغم من جودة الأداء، لا يمكن تجاهل الانتقادات الموجهة لدور كيتي كواحد من الشخصيات النسائية القليلة في الفيلم، والتي تبدو جميعها مصممة لخدمة القصة الرئيسية دون أي تطوير مستقل.
وزميلتها فلورنس بوغ، التي أدت دور "جين تاتلوك"، مثال آخر على هذا التهميش؛ حيث تم اختزال شخصيتها إلى سلسلة من المشاهد السطحية التي لا تضيف الكثير إلى السرد.
ومع ذلك، فإن بلانت استطاعت، بفضل موهبتها الفريدة، أن تمنح الشخصية أبعادًا إضافية تُبرز قوة أدائها في مواجهة القيود النصية.
هل تستحق إميلي بلانت الترشح للأوسكار؟
ما يثير الجدل حول هذا الدور هو مدى اعتماده على القوالب الجاهزة، مقابل الأداء الاستثنائي الذي قدمته بلانت.
فهل يمكن اعتبار دور يعتمد على كليشيهات "الزوجة المخلصة" مؤهلًا للترشح لجائزة الأوسكار؟ الإجابة ليست واضحة.
بلانت أثبتت في هذا الفيلم، كما في أعمال سابقة مثل The Devil Wears Prada وA Quiet Place، أنها قادرة على تحويل النصوص المحدودة إلى أعمال فنية ذات تأثير كبير. قد لا يكون دور كيتي أفضل أدوارها، لكنه بالتأكيد يضعها في مكانة تستحق الاعتراف من قبل الأكاديمية.
مؤخرًا، شاركت بلانت في بطولة فيلم ذا فول غاي بجانب رايان غوسلينغ، وفيلم بين هاسلرز مع كريس إيفانز. مسيرتها السينمائية بدأت بالتميز منذ ظهورها في فيلم ذا ديفيل ويرز برادا، الذي نالت عنه ترشيحات لجوائز البافتا والغولدن غلوب.
كما برزت في أعمال مثل إي كوايت بليس، الذي أكسبها جائزة نقابة ممثلي الشاشة، وماري بوبينز ريتورنز (2018) الذي أظهر قدرتها على التميّز في الأدوار الموسيقية.
من بين الأفلام الأخرى التي صنعت بصمتها بها سيكاريو وذو غيرل أون ذو باص وإينتو ذو وودز، لتثبت قدرتها على التنقل بين الأنواع السينمائية المختلفة بكل سلاسة. مشوارها الفني بدأ على خشبة المسرح في لندن، حيث أدّت دورًا إلى جانب الممثلة الشهيرة جودي دينش، مما مهد الطريق لتألقها في السينما العالمية.
وتستعد بلانت للمشاركة في فيلم الأكشن والمغامرات القادم ذا سماشينغ ماشين، الذي يُتوقع أن يعزز من مكانتها كواحدة من أكثر النجوم جاذبية وتأثيرًا في هوليوود.
aXA6IDE4LjIyMy4xNzIuMTIyIA==
جزيرة ام اند امز