"زايد الخير" على كل لسان ولغة، يقولون لك إنّهم لن يفوك حقك مهما عملوا أو اجتهدوا.
الأمم تاريخ والتاريخ رجال وخير الأمم أمة مجّدت رموزها ورجالها لتحفظ تاريخها وترسم ملامح مستقبلها على أسس ثابتة وليس أحق من ذلك -في شهادة للتاريخ وللأمانة- من رجل جعل المستحيل ممكنا وزرع الصحراء مدينة ومن رجل أضحت الأصالة على يديه بوابة الحضارة لا مدعاة للتقهقر والرجعية، رجل لو أردت إحصاء إنجازاته وأفعاله لعجزت مهما اجتهدت إنصافا عدا عن كونها واضحة للقاصي والداني لا ينكرها صادق أمين.
أيها الأب المؤسس والوالد الحكيم "زايد الخير" طيب الله ثراك، أما بعد؛
الإماراتيون على العهد وكما شئت لهم أن يكونوا، يتحسسون خطاك أثرا أثرا، ينتهجون نهجك أينما فاح شذى نداك، شذى يجدون ريحه شرقا وغربا حيث يمموا وجوههم حتى باتوا يرون صورتك في كل بقاع الأرض ليصل وقع اسمك مقترنا بالخير والنماء
"زايد الخير" على كل لسان ولغة، يقولون لك إنّهم لن يفوك حقك مهما عملوا أو اجتهدوا، وفي الوقت ذاته ينادونك أن اطمئن؛ فالإمارات التي وضعتها على سكة التقدم والحضارة والخير تسير بثبات وبأقصى سرعة؛ فعزة الإماراتي وشممه ورقيه الذي أردته له هو اليوم كما أردت؛ فاقتصاد الإمارات في مقدمة الاقتصادات العالمية، وغدت بلادك قبلة الاستثمار والتجارة والسوق الأكبر في الشرق، وأبناؤك اليوم يحملون أقوى جواز سفر على مستوى العالم يجوبون دول العالم بعزة واحترام لمجرد قراءة اسم الإمارات العربية المتحدة على صفحته الأولى، أبناؤك على العهد يعملون بوصيتك التي خصصت بها المواطن الإماراتي بأنّ يكون في مقدمة اهتمامات المسؤولين لذلك أنشأت الحكومة وزارة خاصة تعمل على سعادة الإماراتي فكانت "وزارة السعادة".
الوالد الحبيب -غفر الله لك- أبناؤك اليوم لم تعد الأرض مطلبهم؛ فأشبالك اليوم اخترقوا السماء حتى صار الفضاء مطلبا لهم؛ فمنذ أيام احتفلوا بأول رائد إماراتي في رحلته إلى محطة الفضاء الدولية حاملا راية الإمارات العربية المتحدة مزدانا بأصالته متمسكا بتراثه.
وكما أردت أنت بعدم الاعتماد على الثروات المحدودة كالنفط، أصبح اقتصاد الإمارات اليوم شاملا لا يوجد إطار محدد له؛ فأصبح عقاريا وتجاريا وسياحيا واستثماريا وصناعيا بل فكريا وثقافيا، إماراتك اليوم على مبادئك؛ ترفع يد السلام أينما وجدت حربا وخلافات تنتهج كرم يدك بمد يدها لكل معوز ومحتاج في كل أصقاع الأرض دون التمييز بين عرق أو لون أو دين حتى أصبحت في عام 2014 أول دولة مانحة للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم.
إماراتك اليوم ملاذ كل خائف وطالب رزق وعلم كما أسست لها فأصبحت اليوم أكثر بلد على أرضه جنسيات ولغات، ابنتك الإماراتية اليوم في العين محفوظة كما أوصيت بها شقيقة الرجال باتت سندا لهم كما هم سند لها تنهض ببلدها عاملة مجدة حتى غدت عنوان القطاع العام حين غدت الإمارات أول دولة معظم وظائف قطاعها العام تشغله المرأة، الوالد الحكيم -طيب الله ثراك- لم ينس الإماراتيون عزمك وجهدك بما غرسته فيهم بطلب العلم والفكر والثقافة لم ينسوا دعمك للعلم والعلماء والمكتبات حتى أصبحوا قبلتها فالمسابقات الثقافية والعلمية ودعم العلماء والبحث العلمي صار منهجا لهم ناقلين خبرات الجامعات إلى بلدك الحبيب حتى إن السوربون بات لها فرع في إماراتك "السوربون أبوظبي"، الوالد الحبيب -غفر الله لك- أبناؤك اليوم لم تعد الأرض مطلبهم؛ فأشبالك اليوم اخترقوا السماء حتى صار الفضاء مطلبا لهم؛ فمنذ أيام احتفلوا بأول رائد إماراتي في رحلته إلى محطة الفضاء الدولية حاملا راية الإمارات العربية المتحدة مزدانا بأصالته متمسكا بتراثه.
الوالد المؤسس؛ لم نجد ما يفيك حقك في يوم رحيلك عنّا ولا عزاء لنا بك إلا أن نعمل بوصاياك ونكمل مسيرتك منتهجين نهجك؛ فكل ذلك وغيره الكثير الكثير كان بتوفيق من الله وعملا بقيمك ومبادئك وتمسكا بوصاياك مندفعين ببلوغ ما أردته لنا وما علمتنا إياه وما زرعته فينا من حب الخير ومد يد السلام وبناء الإنسان والبلاد وحث الخطى بلا كلل أو ملل بالعلم والاجتهاد والعمل لرفع رايتك وراية الإمارات مرفرفة في كل ميدان وهي اليوم كما علمتنا ونعدك بألا نقف وألا نتقاعس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة