كان واقفا أمامهم.. مخاطبا بلهجة القائد الواثق بإمكاناتهم والراعي المستشعر بقيمة الاستثمار في عقولهم، قائلا "نحن نتأمل فيكم الخير"
كان واقفاً أمامهم.. مخاطباً بلهجة القائد الواثق بإمكاناتهم والراعي المستشعر بقيمة الاستثمار في عقولهم، قائلاً: "نحن نتأمل فيكم الخير بدراستكم في اليابان.. أنتم سفراء لدولة الإمارات.. حافظوا على سمعة بلادكم.. فسمعتكم من سمعة بلادكم.. كل واحد فيكم مسؤول عن نفسه.. عن علاقاته.. عن دراسته.. تعرفوا على ثقافة البلد الذي توجدون فيه.. كونوا الصداقات مع اليابانيين فهم جسور تنقل لكم المعرفة عبر الاتصال".
مع الارتفاع المستمر في أعداد المبتعثين وتنوع تخصصاتهم تبرز الحاجة إلى تفعيل منصة موحدة تتيح كل البيانات الخاصة بالخريجين المبتعثين، مما يسهل عملية استقطابهم في سوق العمل من قبل القطاعين العام والخاص
باختصار هذه كانت وصايا سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، لطلبة الإمارات المبتعثين للدراسة في طوكيو؛ حيث حرص سموه على استقبالهم في إطار زيارة رسمية قام بها هناك ممثلاً لرئيس الدولة، لتكون هذه العادة في الالتقاء بأبناء الوطن والمبتعثين لأغراض مختلفة هي دأب يسير عليه قادتنا، مؤكدين أن عينهم تتابع راحة المواطن في حله وترحاله، وأن رهانهم هو في الاستثمار بعقول الشباب الذين تعول عليهم الدولة في مستقبل اقتصاد المعرفة.
ولأن الابتعاث للدراسة في الخارج يحظى باهتمام الحكومة الإماراتية تتعدد قنوات حصول الطالب المتميز والراغب في إكمال دراسته على منح من الدولة كوزارات التربية والتعليم العالي وشؤون الرئاسة عبر مكتب البعثات الخارجية، لتتم الدراسة في أرقى الجامعات العالمية والتخصص في مجالات تلبي احتياجات التنمية الشاملة بالدولة.
كما تسهم جهات أخرى في عملية تقديم المنح لتملئ حاجتها لتخصصات معينة كدائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، التي تحرص على سد الشاغر في فروع المعرفة ذات الأهمية للمجتمع كالتدريس والتكنولوجيا والنقل وغيرها، وأيضاً هيئة تنظيم الاتصالات التي توفر صندوقاً لدعم كوادرها المواطنة، فتساعدها على التخصص في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بأخذ المعرفة من أمريكا وأستراليا واليابان والمملكة المتحدة، أسوةً ببرامج أخرى كـ"إعداد" و"مسار" و"انطلق".. فضلاً عن برنامج الابتعاث الدبلوماسي للخارجية الإماراتية.
وبالعودة إلى دعوة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان المبتعثين لتحمل المسؤولية وتوسيع دائرة صداقاتهم ومعارفهم، ربما يتعزز ذلك من خلال إعادة النظر في عملية تمكين الطلبة المبتعثين من العمل بشكل جزئي في وظائف محددة بالبلدان التي يدرسون بها، وفق قوانين العمل والهجرة في كل دولة مستقبلة، مما ينعكس على روح المسؤولية ويكسب الطالب مهارات التواصل مع الآخر ويعزز عملية تعلم اللغة وإتقانها.
ومع الارتفاع المستمر في أعداد المبتعثين وتنوع تخصصاتهم تبرز الحاجة إلى تفعيل منصة موحدة تتيح كل البيانات الخاصة بالخريجين المبتعثين مما يسهل عملية استقطابهم في سوق العمل من قبل القطاعين العام والخاص.
ولا شك أن كل هذه الجهود المبذولة منذ سنوات لرفد أبناء الدولة بالمعارف والتخصصات المطلوبة تأتي لتواكب عصر الاقتصاد المبني على المعرفة، وما يتطلب ذلك من توفير تعليم عالي الجودة يسلح الطلبة بأدوات المستقبل، ولا تتحقق هذه الخطوة إلا ببذل جهدٍ مضاعفٍ في مرحلة الثانوية العامة مما يجعل الطالب مستوفياً كافة شروط الاستحقاق، نعم.. فمشوار الألف ميل.. يبدأ بخطوة!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة