القضية الفلسطينية بملتقى أبوظبي الاستراتيجي.. المسارات وفرص السلام
إلى أين يصل الجمود الحاصل بالقضية الفلسطينية؟ وهل تحرك عودة زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين؟ أسئلة حاول الخبراء في إحدى جلسات اليوم الثاني لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الإجابة عنها.
وقد ناقش الخبراء والمحللون على مائدة في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي التاسع، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، المسارات والسيناريوهات المتوقعة لمستقبل القضية الفلسطينية واستئناف مفاوضات السلام.
المتحدثون تناولوا وضع الجمود الحاصل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبواعث التخوف من سياسات تصعيدية قد ينتهجها نتنياهو، بعد توليه السلطة، ما ينذر بانفجار الأوضاع، وتقويض حل الدولتين.
وقال غيث العمري الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن حل الدولتين يواجه وقتاً عصيباً ومعوقات سواء على صعيد العلاقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أو على صعيد التحديات داخل المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني.
العمري أضاف في مداخلته أن حل الدولتين يحتاج إلى شرعية للتوصل إلى اتفاق، ثم القدرة على تطبيقه، وذهب إلى أن ذلك غير متاح حاليا، بسبب ما وصفه بهشاشة وضع السلطة الفلسطينية، وإخفاقها في تقديم نموذج جيد للحوكمة، فضلاً عن تراجع حضورها بين الفلسطينيين.
أما الدكتورة رندا سليم؛ مديرة برنامج حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، فرأت أن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة التي حقق فيها تحالف الليكود-اليمين المتطرف أغلبية المقاعد في الكنيست (البرلمان) ستؤدي إلى إنهاء حل الدولتين.
وأضافت أنه مع التوقع بأن تدعم حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة أنشطة الاستيطان، وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، ما سيعزز الإحباط واليأس لدى الفلسطينيين، الأمر الذي سيفضي بالضرورة إلى مزيد من التصعيد بين الطرفين.
من جانبه قال كوبي هوبرمان، المؤسس المشارك لمجموعة المبادرة الإقليمية الإسرائيلية إنه لا توجد إرادة سياسية لدى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، لتحقيق تقدم حقيقي وملموس في الصراع بين الجانبين.
وبالرغم من تراجع الفرص الواقعية لحل الدولتين -يردفهوبرما- فلا يزال هو الحل الوحيد للنزاع، ولكنه حل بحاجة إلى نموذج جديد لإحيائه بحيث يبنى هذا النموذج على الاتفاقيات الإبراهيمية التي تمثل دينامية جديدة في الإقليم.
بينما استبعدت المحللة السياسية هبة الحسيني أي عودة إلى الحوار والتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بسبب ما يمثله فوز معسكر نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وعودته إلى حكم إسرائيل من خيبة أمل للفلسطينيين، وتنامي تأثير اليمين الإسرائيلي في السياسة الإسرائيلية.
الحسيني قالت أيضا إنه من المستبعد أن يقوم نتنياهو بالتواصل مع السلطة الفلسطينية، بل ثمة مخاوف حقيقة من أنه سيتجه إلى توسيع الاستيطان وضم الأراضي.
واليوم هو الثاني والأخير من جلسات ملتقى أبوظبي الإستراتيجي التاسع، والذي انطلق يوم أمس الإثنين، وبحث عدة قضايا سياسية ملحة، وفتح ملفات عديدة، وسبر أغوار وضعها الحالي، واستشرف مستقبلها مع نخبة من صناع القرار السياسي، وباحثين وخبراء بارزين من مختلف دول العالم.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز