كأس آسيا ما زالت في بدايتها.. وإذا كانت البدايات في أحيان كثيرة تكون عنوانا للنهايات فإن مثل هذه البطولات تحتاج لنفس طويل وتكتيك مختلف
عليك وأنت تتابع كأس آسيا أن تفصل بين شيئين، البطولة كحدث أنت صاحبه، والمنتخب.. نعم نريد للأبيض أن يمضي إلى ما هو أبعد من 1996، إلى اللقب، نعم نرى ذلك حقنا و"الأبيض" أيضا يراه كذلك، لكن ذلك هو نصف المعادلة، ولا يمكن أن يكون كل المعادلة.
ما زالت البطولة في بداياتها.. وإذا كانت البدايات في أحيان كثيرة عنوانا للنهايات فإن مثل هذه البطولات الكبيرة تحتاج إلى نفس طويل وتكتيك مختلف.. ولدى هذا الجيل من لاعبينا خبرات متراكمة من التعامل مع مثل هذه البطولات والآسيوية بالذات
علينا واجب هنا، أن نقف مع البطولة، أن نمضي بها إلى بر الأمان، أن نثبت أن لدى الإمارات ما هو أكبر من تسخير الإمكانيات والبنى التحتية، لدينا جمهور يدرك واجبه، ويعلم أن نجاح البطولة من أولى واجباته.
تعادل "الأبيض" أمس الأول مع الشقيق البحريني في مستهل مبارياتهما بالمجموعة الأولى بهدف لكل منهما، وهو تعادل طبيعي ومبرر في أول المشوار، لا سيما إذا كان "الأحمر" دائما من الفرق المرشحة لفعل شيء، وهو معنا أقوى فرق المجموعة، ومؤهل قوي للصعود، وربما للمضي أبعد من ذلك، وتأخر الأهداف حتى الدقيقة الثامنة والسبعين من عمر المباراة دليل على ندية الفريقين، وأن ضربة البداية تصلح لأن تكون منطاد اختبار لقدراتنا معا.. نحن وهم.
وبغض النظر عن ضربة الجزاء المستحقة لمنتخبنا وما رافقها من جدل واعتراض من قبل المدرب البحريني، فإن المباراة من وجهة نظري كانت متكافئة، ربما من نظروا إلى التعادل باعتباره مكسبا لنا، استندوا إلى أن البطولة على أرضنا ليس إلا.
ما زالت البطولة في بداياتها، وإذا كانت البدايات في أحيان كثيرة عنوانا للنهايات، فإن مثل هذه البطولات الكبيرة تحتاج إلى نفس طويل وتكتيك مختلف، ولدى هذا الجيل من لاعبينا خبرات متراكمة من التعامل مع مثل هذه البطولات، والآسيوية بالذات، التي ظهروا من خلالها شباباً على مسرح الأحداث، وتواصلوا معها في أكثر من مناسبة، ويفترض أن يكونوا بلغوا مرحلة النضج التام اليوم، النضج الذي يمكنهم أولاً من استيعاب أهدافهم وطموحاتهم، والدفاع عنها بكل ما أوتوا من قوة.
أعلم أن أي كلمة قد تمثل عبئا على اللاعبين، وأجزم بأنهم يدركون ما أقول وما لا أقول، وأنهم ليسوا في حاجة كي يذكرهم أحد بما عليهم، ويدركون مثل الجماهير تماما أن من حل ثانيا هنا من قبل، وجاء ثالثا في أستراليا بعد الفوز على العراق، عليه أن يكون لديه جديد، أي نعم الجميع يحلمون، لكنه حلم تأخر عنا كثيرا، وكانت له إرهاصات علينا أن نتمسك بها، ليس شرطا أن تحقق أحلامك، لكن على الأقل قاتل وأنت تحاول.
وبعيدا عن المباراة الافتتاحية، فلا بد أن أسجل فخري بحفل الافتتاح الاستثنائي الذي أحسنت اللجنة المنظمة الإعداد له، والذي كان تاريخيا بمعنى الكلمة.. حفل يليق بالإمارات وبرؤاها وبمحبتها وبقيادتها للرياضة في آسيا والعالم.
* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة