منذ تأسيسها، ألزمت دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها بأن تكون عوناً للمحتاجين والمعوزين في مختلف أرجاء العالم.
لقد كانت هذه سُنّة العطاء الإماراتي من أجل الآخر دائما، والتي ظلت ديدن قيادة هذا البلد، حيث شكلت الدوافع القوية لمساعدة المحتاجين سبباً مباشراً في وصول منظمات الإغاثة الإماراتية إلى مختلف أرجاء المعمورة عبر الهلال الأحمر الإماراتي، الذراع الإماراتية الإنسانية، متحدية بذلك كل العقبات والصعاب والمعوقات.
إن الواقع يقول إنه لا يمكن التغافل عن دور الإمارات الإنساني في عالم اليوم، فمع إشراقة شمس كل يوم تطلق الإمارات المساعدات الإنسانية لدول العالم كافة، ما يؤكد أن حكومتها وقيادتها وشعبها يسعون دائما في عمل الخير ومد يد العون للمحتاجين دون استثناء أو تفرقة.
وقد نال الدور الإنساني الريادي لدولة الإمارات في الساحات الإقليمية والدولية اعترافاً وتقديراً من جانب الأمم المتحدة، التي أدرجتها في المرتبة الثامنة بين أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية، مقارنةً بالدخل القومي الإجمالي، وذلك حسب خدمة التتبع المالي للمنظمة الدولية، والتي تتابع الاستجابة الدولية للكوارث الإنسانية.
نعم.. الإمارات كيان حضاري وإنساني ومنارة للأمل في المنطقة، فالبُعد الإنساني بها يبقى توجهاً أصيلاً لسياستها الخارجية، والمبادرات والأرقام هي التي تؤكد ذلك، فقد كانت الإمارات ولا تزال عنوان الإنسانية من خلال عملها الدؤوب في كل مكان وتحت أي ظرف، فهي الدولة التي اتخذت من مبادئ مؤسسها، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، نبراساً ونهجاً تقوم عليه سياسة الإمارات العربية المتحدة قولاً وفعلاً، فهو القائل: "إنّ الإنسان هو أساس أي عملية حضارية".
وقد سجلت الإمارات صفحات من ذهب في كتاب الإنسانية المشرق منذ بزوغ شمسها، لتسير على نهجٍ إنسانيٍّ قلّ نظيره، فالأرقام والسجلات الدولية تؤكد أنها من أكثر الدول عطاء ومساعدة في المجال الإنساني والإنمائي، محافظة على مركزها المتقدم بين أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية.
الإمارات تتواصل في عطائها شرقًا وغربًا دون انتظار لإيعاز أو لخدمة هدف معين، فهي دولة اعتادت البذل والعطاء في أي نشاط خيري، واضعة نصب عينيها تخفيف معاناة الآخرين، حتى ليكاد يصبح هذا التوجه ثابتاً من ثوابت شعب الإمارات الأصيل، إيماناً راسخاً منه بمفهوم مساعدة الغير ونصرته مهما كان وأينما كان، لا سيما في الجهود والمساعدات الإنسانية خلال جائحة كوفيد-19، التي لم ترتبط توجهات الإمارات فيها بأي اشتراطات سياسية أو جغرافية للدول المستفيدة منها، ولا العرق ولا اللون، ولا الطائفة أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني، الذي يتمثل في احتياجات الشعوب.
لقد أثبتت الإمارات أن العمل الإنساني المنهجي والمستدام هو الأقدر على دعم المجتمعات وخدمة الناس في أوقات الأزمات، رغم العقبات والتحديات، فكان عطاؤها، الذي وصل إلى أكثر من 83 مليون إنسان في 82 دولة، ومع كل عام يزداد عدد الشركاء ويزداد عدد المستفيدين، ويزداد إيمانها بأن العمل الإنساني جزء أساسي من استئناف واستمرار حضارتها ورقيها، وأنها لن تدير ظهرها للإنسانية أياً كانت التحديات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة